تكلّلت مسيرة الطالب "مدحت فرواتي" العلمية بالتفوّق عالمياً، فثقته بنفسه، وتشجيع والديه، ورغبته بالتميز؛ جعلته يحجز مقعداً في كبرى جامعات "أميركا" بعد نيله أعلى علامة في امتحان القبول بمشاركة طلاب من كافة أنحاء العالم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع "مدحت فرواتي" المقيم في "أميركا" بقصد الدراسة بتاريخ 10 نيسان 2017، وبالحديث حول تفوقه الدراسي قال: «بدأت قصة نجاحي بعد فشلي في المرحلة الابتدائية بمادة الرياضيات، حيث نلت علامة 7 من 10، وكطفل أدركت آنذاك أن شعور الفشل سيئ جداً، وعملت على ألا يتكرر هذا الشعور. لكن الدور الأكبر كان بتشجيع والديّ؛ حيث زادا من ثقتي بنفسي، وكان لهما الفضل الأكبر بتوجيهي لتوظيف جهودي التوظيف الصحيح؛ وهذا ما تحقق لاحقاً في مراحل دراستي الإعدادية والثانوية، التي توجت بالتفوق في امتحان الشهادة الثانوية؛ حيث نلت العلامة التامة 390، لأكون بذلك الأول على مستوى القطر، ولم يكن أحد من طلاب محافظة "حلب" قد نالها منذ تسع سنوات مضت، وهو ما كوّن لدي زخماً كبيراً من الناحية المعنوية فقد أحسست بطعم النجاح، وزادت ثقتي بإمكانيات موجودة لدي ويجب استغلالها؛ فالأصعب من النجاح هو الحفاظ عليه والاستمرارية به».

نشأت ضمن أسرة تعمل في مجال الطب؛ وهذا ما أتاح لي التعرّف إلى المهنة عن قرب؛ لذلك اخترت دراسة الطب عن رغبة ودراية به، وخلال سنوات دراستي الجامعية كنت الأول على كلية الطب، حيث نلت علامة 100%؛ وهذا قلما يحصل في الجامعة، وحصلت على العديد من الجوائز، وإلى جانب دراستي الجامعية بدأت منذ السنة الرابعة أعمل على زيادة تحصيلي العلمي من مصادر متعددة وتعلم عدة لغات، والاطلاع على المناهج التي تدرس في الخارج وأهمها الألمانية والأميركية بقصد الدراسة في إحدى جامعاتها، وبعد المفاضلة اخترت المنهاج الأميركي لكونه المجال الأقرب إلى تفكيري وطموحي، لما يتميز به من أسلوب الشرح، والتعامللا حبي لا تنقهر.. انا زعلت عليك انو عم تقوم من التخت وتتعذب ويمكن مع المعلومات، وطريقة عرض المرض وتشخيصه

وحول تفوقه في دراسته الجامعية، أضاف: «نشأت ضمن أسرة تعمل في مجال الطب؛ وهذا ما أتاح لي التعرّف إلى المهنة عن قرب؛ لذلك اخترت دراسة الطب عن رغبة ودراية به، وخلال سنوات دراستي الجامعية كنت الأول على كلية الطب، حيث نلت علامة 100%؛ وهذا قلما يحصل في الجامعة، وحصلت على العديد من الجوائز، وإلى جانب دراستي الجامعية بدأت منذ السنة الرابعة أعمل على زيادة تحصيلي العلمي من مصادر متعددة وتعلم عدة لغات، والاطلاع على المناهج التي تدرس في الخارج وأهمها الألمانية والأميركية بقصد الدراسة في إحدى جامعاتها، وبعد المفاضلة اخترت المنهاج الأميركي لكونه المجال الأقرب إلى تفكيري وطموحي، لما يتميز به من أسلوب الشرح، والتعامللا حبي لا تنقهر.. انا زعلت عليك انو عم تقوم من التخت وتتعذب ويمكن مع المعلومات، وطريقة عرض المرض وتشخيصه».

وعن تفوقه على مستوى العالم في امتحان القبول للدراسة في إحدى الجامعات الأميركية، يتابع قائلاً: «لا شك أن سوء الأوضاع الأمنية التي خلفتها الحرب في "سورية" ككل، وفي "حلب" بوجه خاص، إضافة إلى رغبتي بالتحصيل العلمي العالي دفعاني إلى التفكير بإكمال دراستي والتخصص في إحدى جامعات ومستشفيات "أميركا" لتفوقها بمجال الطب، لكن طلبي رفض بعد ثلاثين ثانية من إرساله من دون أن يوجه لي أي سؤال فقط لكوني طبيباً سورياً، لكن ذلك لم يثنِني عن هدفي؛ فقررت التقدم للامتحان الذي يجرى سنوياً، ويشارك به ما يقارب 70 ألف طالب من كافة أنحاء العالم الذي يسمح للناجحين به بتكملة دراستهم في جامعات "أميركا"، لكنني اضطررت إلى تقديمه خارج "سورية" بسبب العقوبات الأميركية المفروضة علينا، وكانت مدته 8 ساعات متواصلة، وهو أطول امتحان طبي يمكن أن يعمل عليه أي طبيب، وقد كان بالنسبة لي تحدّياً كبيراً، لكن تحضيري الجيد وثقتي بنفسي جعلتني أحصل على أعلى علامة منحتني المرتبة الأولى التي تم قبولي إثرها للدراسة في كبرى جامعات "أميركا" في مجال طب القلب؛ وهو الاختصاص الذي أفضله على أمل العودة إلى بلدي لأضع علمي وخبرتي في البلد الذي أعطاني الكثير».

الدكتور "مصطفى أمين" صديق "مدحت" وزميله بالدراسة، قال: «عرفته منذ سنوات الدراسة الأولى؛ أكثر ما كان يميزه ثقته بنفسه وتنظيم وقته؛ فهو الطالب الوحيد بين دفعته الذي استطاع تنفيذ مشروع "ألمانيا" مع مشروع "أميركا" بذات الوقت في السنة الرابعة، ونال شهادة ألمانية بمعدل عالٍ، إلى جانب إصراره ليكون الأول على الكلية؛ وهذا نادراً ما يحصل إلا بعد التخرج. وجاء حصوله على المركز الأول على مستوى العالم في امتحان القبول في "أميركا" نتيجة طبيعية لما يتمتع به من قدرة كبيرة على وضع خطط لدراسته، وخلق توازن بين دراسته الجامعية وبين حياته الشخصية، فهو ليس بتلك الصورة النمطية للطالب الناجح الذي يسهر الليالي بدراسة الكتب، بل كان يعطي مجالاً كبيراً للترفيه مع أصحابه، فهو محبّ ومتابع لكرة القدم، ولديه حياته الاجتماعية؛ ومتفوق فيها أيضاً، ويملك حسّ الفكاهة؛ وهذا برأيي ما ساعده على النجاح».

يذكر أنّ "مدحت فرواتي" من مواليد "حلب" عام 1992، حاصل على جائزة "الباسل" للتفوق العلمي خلال دراسته الجامعية.