بمسؤولية عالية، ورغبة بإيجاد سكن بديل للمتضررين من الأزمة في مدينة "حلب"؛ صممت الطالبة "رهام ديار بكرلي" مشروعاً سكنياً مسبق الصنع من "الكونتينرات"؛ يؤمّن سكناً مؤقتاً بزمن قياسي وأقل تكلفة، وضمن الشروط البيئية والصحية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 آذار 2016، الطالبة "رهام ديار بكرلي"؛ لتحدثنا عن مشروع تخرجها في كلية الهندسة المعمارية في "جامعة حلب"، وتقول: «كما هو معروف؛ في ظل الحروب يضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم؛ حيث يكون البديل التوجه إلى مراكز إيواء مؤقتة؛ وهو ما يمثل عبئاً على الجهات الحكومية لتأمين السكن بسرعة، وأغلب الأحيان يتم ذلك بظروف بيئية غير ملائمة؛ ونحن في محافظة "حلب" عانينا من الإرهاب الذي دفع الكثيرين إلى ترك منازلهم، وعند البحث عن فكرة لمشروع تخرجي في كلية الهندسة المعمارية؛ كانت معاناة المهجرين في مدينة "حلب" حقيقة واقعة بالحصول على سكن بعد اضطرارهم لترك منازلهم، ورغبة بالمساهمة بتخفيف وطأة الأزمة عليهم بتأمين سكن بديل بأقل تكلفة وضمن شروط صحية وبيئية؛ أتت فكرة المشروع بتصميم وحدات سكنية من مواد معدنية خفيفة من "كونتينرات" الشحن المخصصة لنقل البضائع في السفن الموجودة في كل من مرفأي "اللاذقية"، و"طرطوس"».

لكوننا نعمل في ظل ظروف استثنائية، فقد تميزت فكرة المشروع بسرعة الإنجاز وقلة التكاليف والمرونة، إضافة إلى سهولة الفك والتركيب؛ فهي عبارة عن حصيرة "بيتونية" تعدّ من أبسط وأسرع أنواع الأساسات، إضافة إلى تكلفتها البسيطة، ومن ثم تم رفع أعمدة بمقدار 60سم ليتم بعدها قص الأبواب، والنوافذ بطرائق تقليدية، كما تم استخدام مادة مطاطية بين الطوابق لمنع احتكاك الحديد مع مرور الوقت. أما الإكساء الداخلي والخارجي، فقد تم استخدام مواد أعيد تدويرها من الركام الذي خلفته الحرب؛ وهذا ما خفّض التكلفة المادية، إضافة إلى تخليص البيئة من مخلفات الهدم. وما يميز المشروع أنه في كل مراحله لم يستخدم البيتون أو الحجر

ونحو تنفيذ المشروع تضيف: «لكوننا نعمل في ظل ظروف استثنائية، فقد تميزت فكرة المشروع بسرعة الإنجاز وقلة التكاليف والمرونة، إضافة إلى سهولة الفك والتركيب؛ فهي عبارة عن حصيرة "بيتونية" تعدّ من أبسط وأسرع أنواع الأساسات، إضافة إلى تكلفتها البسيطة، ومن ثم تم رفع أعمدة بمقدار 60سم ليتم بعدها قص الأبواب، والنوافذ بطرائق تقليدية، كما تم استخدام مادة مطاطية بين الطوابق لمنع احتكاك الحديد مع مرور الوقت. أما الإكساء الداخلي والخارجي، فقد تم استخدام مواد أعيد تدويرها من الركام الذي خلفته الحرب؛ وهذا ما خفّض التكلفة المادية، إضافة إلى تخليص البيئة من مخلفات الهدم. وما يميز المشروع أنه في كل مراحله لم يستخدم البيتون أو الحجر».

مشروعها لنيل إجازة بالهندسة المعمارية

وعن مزايا المشروع وإمكانية تطبيقه وتطويره، تتابع: «بدأ تصميم المشروع بثلاثة نماذج سكنية، بثلاث مساحات مختلفة (40-60-80)م2 بحسب متوسط عدد أفراد الأسرة، كما تم استخدام نوعين من "الكونتينرات" بمساحة (20-40)م2 وبتصاميم معمارية مختلفة لإضفاء المظهر الجميل بما يؤمن الحاجة الوظيفية والبيئية للقاطنين من خصوصية وعزل صوتي وحراري، كما تمت مراعاة النواحي البيئية من خلال المساحات الخضراء، وبقصد توفير الطاقة تم استخدام تقنيات متعددة مثل الطاقة الشمسية، ومصدات الرياح، ومواد العزل داخلياً وخارجياً؛ وهذا يؤمّن الاكتفاء الذاتي من ناحية الكهرباء والتدفئة شبه الكامل؛ كما تم تخديم كل وحدة بالمقومات الأساسية للحياة من مدارس، ومركز إطفاء، ومركز صحي وتجاري، ومستودعات للمواد الغذائية».

المشروع بشكله الحالي قابل للتطبيق؛ حيث تم عرضه من قبل الدكتور المشرف على البلدية في مدينة "حلب"، وهناك توجه إلى استثماره، فبوجود الدعم الكافي ينفّذ المشروع خلال شهرين؛ وخلال شهر فقط من تطبيقه نستطيع تأمين سكن لـ10000 نسمة.

نموذج لوحدات سكنية من "الكونتينرات"

يمكن أن يتحول السكن المؤقت إلى دائم؛ كمساكن عمالية أو شبابية عن طريق تدعيمه بمواد وشروط السكن الدائم وتحويله إلى بيوت "دوبلكس"؛ ولكون المنزل قابلاً للفك والتنقل فبالإمكان استخدامه في كل من "الشاليهات" والمكاتب والمعارض، وغيرها».

بدوره الدكتور "ياسر ضاشوالي" أستاذ مساعد في كلية الهندسة المعمارية بجامعة "حلب"، والمشرف على المشروع يقول: «تمكنت الطالبة "رهام" من التصدي للأزمة من خلال موقعها بتكريس العلم الذي تلقته خلال دراستها الأكاديمية؛ بتصميم وحدات سكنية للإسكان السريع للمتضررين من الحرب؛ حيث يقدم المشروع فكرة عن استخدام تكنولوجيا علوم الهندسة المعدنية واستخدام مبدأ مسبق الصنع لتأمين مساكن لإيواء السريع بصورة حديثة عمرانياً ومعمارياً؛ وبهذه الطريقة يمكن بناء عشرات بل مئات الوحدات السكنية بسرعة قياسية، حيث يتميز بسرعة الإنجاز والمرونة في الفك والتركيب، وسهولة التنقل، وهذا لا يمكن تأمينه في "البيتون المسلح" أو الحجر، كما اعتمدت الطالبة بمشروعها الطاقات البديلة لإنتاج الكهرباء بمقدار الاكتفاء الذاتي؛ وهذا ما يوفر كثيراً بالطاقة.

الدكتور ياسر ضاشوالي

المشروع من المشاريع التي تبنتها كلية الهندسة المعمارية في جامعة "حلب" لما يقدمه من مزايا تفيد في مساعدة المهجرين وإعادة الإعمار».

يذكر أن الطالبة "رهام ديار بكرلي" من مواليد "حلب"، عام 1992.