أدرك شباب "حلب" بأن الأمية تشكل عقبة أمام أي تنمية اجتماعية، ومن هذا المنطلق فقد سعت جمعية التعليم ومكافحة الأمية لجعل "حلب" خالية من الأميّة عن طريق مبادرة شبابية وبالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الأمية.

eAleppo شارك تواجد الجمعية على أرض الحدث في ساحة سعد الله الجابري مساء 19/9/2011 والتقى "ياسر حميدي" المسؤول الإعلامي بجمعية التعليم ومكافحة الأمية وعن هذا النشاط يقول: «منذ أربع سنوات بدأنا بالعمل على محو الأمية من مدينة "حلب"».

منذ أربع سنوات بدأنا بالعمل على محو الأمية من مدينة "حلب"

وأضاف: «ففي هذه الأوقات من كل عام وبالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الأمية فإننا نعمل على إتاحة الفرصة لأولئك الذين حرموا من فرصة التعليم في الصغر للعمل على محو أميتهم من خلال انتسابهم إلى الجمعية، وفي المقابل فإننا نعمل أيضاً على استقطاب العديد من المدرسين المتطوعين الراغبين في تقديم التعليم المجاني».

"ياسر حميدي"

وإن مدرسي المناهج والكلام لـ "حميدي" «يخضعون لدورات تدريبية تتراوح مدتها من خمسة عشر إلى عشرين يوماً يخضع فيها المدرّب للعديد من الدورات التي تعمل على تأهيله ليصبح قادراً على التعامل مع الشريحة العمرية المناسبة».

وحول دور الجمعية في مساعدة الطالب على تجاوز أميته يقول "حميدي": «حينما يتخطى الطالب مقرر الامتحان فإنه يحصل على شهادة تبين فيه بأن قد أتم مراحل القراءة والكتابة بشكل كامل وفي الأيام القادمة سوف يتم التنسيق مع دائرة تعليم الكبار وتنظيم العمل بشكل أكبر».

"أحمد محمد خطيب"

إلى جانب قيام الجمعية بالعمل على محو أمية القراءة والكتابة فإنها تعمل أيضاً على محو أمية الحاسوب واللغة الإنكليزية وحول تلك العملية التقينا "علي حمزة النائب" مسؤول الأنشطة في الجمعية فيقول «تلك الدورات موجهة لأولئك الذين يريدون التخلص من أمية اللغة الإنكليزية والتمكن أيضاً من استخدام مهارات الحاسوب عن طريق دورات يتبعها الطالب في مقر الجمعية».

لكن هناك العديد من المعوقات التي تعيق بعض الشرائح على الإقدام للتخلص من أميّتهم من بينها حاجز الخجل وحول ذلك يقول "النائب": «فهي تتمحور عند اللقاء الأول ومن خلاله يمكن تجاوز تلك العقبات من خلال الإقناع وشرح الفوائد التي يمكن أن يجنيها المتعلم جرّاء إقدامه على تلك الخطوة، وهناك عقبة أخرى تتمثل في عدم توفر الوقت الكافي لدى البعض وخصوصاً من فئة العمال الذين يعلمون لساعات طويلة وهناك فئة قليلة جداً يروا فيها بأن التعليم قد فات الأوان عليه وذلك لكبر سنهم وخجلهم في بعض الأحيان».

"صبحي سقا"

ومن بين الذي رؤوا في التعليم نوراً الطالب "صبحي سقا" عامل في التمديدات الصحية والكهربائية حدثنا عن سبب اندفاعه للتخلص من أميته فيقول: «إن عملي يتطلب مني القراءة والكتابة وكان هو العامل الأول الذي دفعني حتى أسجل اسمي لدى الجمعية».

وأضاف "سقا": «فمن بعد دخولي سوق العمل أحسسّت بأنني فقدت شيئاً مهماً في حياتي الاجتماعية وبين أقاربي وأصدقائي وشعرت بأنني أقل أهمية منهم لكونهم يستطيعون القراءة والكتابة ومتابعة الصحف ولهذا صممت على العمل على محو أميتي».

لكن الطالب "أحمد محمد خطيب" فضل التخلص من أمية الحاسوب وأراد أن يكون من رواد شبكة الإنترنيت وحول هذا يقول: «إن الإنسان لا يكفيه القراءة والكتابة وإنما يتطلب منه الخوض في علوم الحياة الحالية فمع الحاسوب أصبح التعليم متعة ومع دخول الإنترنت أصبح العالم مفتوح على كافة جوانبه وهذا الذي دفعني حتى أزيل عني أمية الحاسوب التي كنت أعاني منها قديماً».

وختم قائلاً: «ما أتمناه من كل شخص أن يعمل جاهداً على إتقان مهارات الحاسوب لأن الأيام القادمة سوف تفرض عليه أن يكون ملماً بتعاليمه».