يشكل المسرح لدى الشباب البعد الثقافي الذي يعمل على تنمية ملكاتهم العقلية والفنية، فقد انطلق على مسرح صالة معاوية بـ "حلب" فعاليات مهرجان مسرح الشباب مساء 28/3/2011.

وتضمن الحفل سبعة عروض مسرحية حاز العرضان الأوليان تمثيلاً لمسرحية جسدت واقع الحياة الاجتماعية، وخمسة عروض عبروا فيها عن أحداث الساحتين العربية والدولية.

تأتي أهميته في حياة الشباب لتنشيط مواهبهم وتنمية هواياتهم الثقافية أثناء مرحلة النضج

موقع eAleppo عكس أهمية المسرح في عيون الشباب وكانت البداية مع طالب الشهادة الثانوية "عمر ادلبي" وعن ذلك يقول: «إن المسرح يعتبر من الأدوات الثقافية المهمة في حياة الشعوب الاجتماعية ومنها نستطيع الحصول على العديد من المعلومات الثقافية الصحيحة التي تساعدنا على تنمية مواهبنا الفكرية والإبداعية».

"عمر ادلبي"

وأضاف: «فهو يوفر الأرضية الصحيحة لدخول أي شاب نحو عالم التمثيل ومنه يمكن أن يتابع مهاراته وينميها وخصوصاً لكون "حلب" الآن تشهد حركة تصاعدية للمسرح وخصوصاً في مسرح الشباب».

لكن ومن وجهة نظر "ادلبي" متابعاً بقوله: «بغض النظر عن كونها أول الطرق الفنية نحو عالم التمثيل إلا أنها تشكل في محتواها قاعدة ثقافية لأقل الناس ثقافة، ومنها يمكن أن يساعد المسرح على تغذية ذاكرة المواطن بالعديد من النصائح والإرشادات الصحية التي يجب تكرارها بين فترة وأخرى من بينها الحفاظ على الكهرباء وتقنين مياه الشرب، وهذه خطوة جيدة تساعد المرء على تلقي المعلومة بأسلوب سهل وبسيط دون وجود أية تعقيدات في ذلك».

"محمود عرفة" مع أسرته

وقد يختلف مع ثقافة التلفاز لكونه والكلام لـ "ادلبي": «يعمل على تغذية العقول من مصادر عديدة دون أي يكون للشخص أي تحكم في ذلك وبشكل سريع وفعال، لكن المسرح يكون المتلقي فيها هو المتحكم في ذلك حينما يقرر الذهاب إلى ذلك العمل المسرحي أو لا وبذلك استطاع أن يكون رقيباً على ذاته في نفس الوقت».

وهذا الأمر لا يختلف في جوهره عن رأي "محمود عرفة" وهو بائع للألبسة بأن للأب دورا كبيرا في التحكم في ثقافة ولده وعنها يقول: «فهو يتمتع وبدرجة كبيرة في تشجيع ولده نحو المسرح وألا يدعه فريسة تجاه القنوات الفضائية وخصوصاً في مرحلة المراهقة التي تعتبر أشد وأخطر في عمر الإنسان».

الدكتور "وانيس بندك"

لكن "عرفة" شدّد على أهمية وجود يوم شهري للمسرح في حياة أي إنسان وبشكل دوري قائلاً: «من خلالها يمكن أن تكون لدى الشباب رحلة ثقافية وترفيهية مرة في كل شهر ما يدفعهم إلى التفكير وطرح العديد من الأفكار أو حتى يمكن أن يطرحوا قضايا وهموم الشباب وبالتعاون مع إدارة المسرح وبذلك نكون قد وجهناهم الوجهة الصحيحة لذلك».

لكن "باسل حاجولي" من طلاب الحقوق أشار لدور المسرح الشبابي فيقول: «إن المسرح الشبابي يأخذ العديد من الاهتمامات لكن ما يميزه أنه يعمل على إخراج الطاقات الكامنة ومن خلاله يتم تبادل العديد من الرسائل الاجتماعية والثقافية».

وأضاف: «وما نطلبه أن يتم تفعيل المسرح الشبابي بشكل أكبر وخصوصاً المسرح الجامعي ودعمه مادياً وإعلاميا من خلال تشكيل لجنة خاصة تكون مسؤولة عنه وتقيم العديد من الدورات الثقافية التي تختص بشؤون المسرح لتنشيطه وتفعيل المسرح الفكاهي ليستطيع بدوره بلوغ هدفه الاجتماعي».

وحول أهمية المسرح التفاعلي في حياة الشباب تحدث الدكتور "وانيس بندك" مدير المسرح الشبابي بـ "حلب" فقال: «تأتي أهميته في حياة الشباب لتنشيط مواهبهم وتنمية هواياتهم الثقافية أثناء مرحلة النضج».

وتابع: «ففي هذه المرحلة نحاول تقديمهم في فئة الفنون الشعبية والفنية والموسيقية إلى جانب قيامهم بمعارض وبشكل دوري والتي تهدف أكاديمياً إلى نقلهم من هواة إلى محترفين وتنمية تلك الملكة الفنية لديهم ضمن حفل موسيقي، وهذا ما ينشط عندهم الحس الثقافي الذي يجب العمل على تنميته في فئة الشباب خصوصاً».

لكن "مروان ادلبي" تمنى أي يكون مستوى التحضير بشكل أفضل وعن هذا يقول: «من ضمن 24 عرضا تم اختيار 14 عرضا ليتم اختصاره إلى سبعة عروض وذلك للسرعة القصوى وتمنيت أن يكون مستوى العروض أفضل من حيث اختيار النص المسرحي، لكن وفي العروض المقبلة سوف يتم العمل على رفع مستوى نصوص العرض المقدمة ليتم اختيار أفضل النصوص».