لأول مرة ومن بين الجامعات السورية أطلقت كلية الاقتصاد بجامعة "حلب" خدمة "اخدم نفسك بنفسك" وهي خدمة مجانية تعمل على تقديم كافة التسهيلات لطلاب كلية الاقتصاد، حيث تقوم على تقديم الاحتياجات الطلابية وبمدة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة من خلال تقديم وثيقة تأجيل خدمة العلم وكشف العلامات والتسجيل على المقررات الدراسية وغيرها.

موقع eAleppo زار كلية الاقتصاد ووقف عند هذه الخدمة والتقى العديد من الطلاب ومن بينهم "وائل بكري" سنة رابعة محاسبة ليروي لنا تعرضه لأحد المواقف عندما فقد طلب التسجيل في إحدى المرات قائلاً: «في السابق وحينما أكملت طلب التسجيل على المقررات، فجأة فقد مني المصنف وضاع علي موعد التسجيل وكان هذا بسبب أزمة الطلبات وكثرتها في أيام الامتحانات، إضافة لضياع وقتي بالوقوف كثيراً من أجل الحصول على وثيقة تأجيل خدمة العلم، وهذه المعاناة كنت أكابدها بالسنوات الأولى لكن وبعد إطلاق خدمة "اخدم نفسك بنفسك" لم نعد نشعر بالوقت الذي نصرفه للحصول على أية وثيقة لأن العملية كلها لا تتجاوز الدقيقة الواحدة للوقوف أمام الحاسوب وطلب الوثيقة وطباعتها أيضاً».

يمكن أن تكون متوافرة على الشبكة مستقبلاً، لكننا في هذه الحال يجب أن نؤمن لها كافة مجالات الأمان من محاولات الاختراق التي قد تتعرض إليها لكن المهم من هذه الخدمة أنها سهّلت شؤون الطلاب وبشكل منقطع النظير

وفي السياق نفسه فإن الطالب "عبد اللطيف بازرباشي" كان مرتاحاً لتلك الخدمة وخصوصاً عند تسجيل مقرّرات العملي وكيفية اختصر للكثير من وقته وحول هذا يقول: «إن الخدمة قدمت لنا أريحية في الكثير من الخدمات التي كنا نحتاجها مثل طلب إعادة العملي ورؤية العلامات فور صدورها والأفضل من هذا أنه يتميز بسهولة التعامل معه دون اللجوء إلى تقديم أية طلبات لموظف الديوان، وبذلك وفرنا واختصرنا أياما عديدة في تلك الخدمة، لكنني وفي الوقت ذاته أفضّل أن يتم ربطه بشبكة الإنترنت لكي أستطيع الدخول إليه سواء من البيت أم من أي مكان آخر».

الطالب "وائل بكري"

وحول قدرات الخدمة وأهميتها التقينا مهندس البرنامج الأستاذ "سمير يكن" وحدثنا عن تفاصيل البرنامج وكيفية نشوء تلك الفكرة وإمكانية توسيعها والخدمات التي يقدمها البرنامج فيقول: «قبل بداية ولوج الفكرة وفي عام /2006/ كنّا نلاحظ أن قوائم الطلاب تتكرر وفي كل سنة سواء في الأولى أو الثانية فخطر في بالنا فكرة ألا وهي كيف نقوم بنقل أسماء الطلاب وبشكل تلقائي إلى السنة الثانية والثالثة وهكذا، فتم الاتفاق على تشكيل برنامج حاسوب يقوم بهذه العملية، لكن المعلومات في حينها كانت قليلة ولم تتوافر سوى بيانات شخصية عن الطالب وعلاماته الدراسية فقمنا على أتمتة تلك البيانات وبشكل كامل من أجل تشكيل قاعدة بيانات متكاملة وقد وزعت على قسمي الامتحانات وشؤون الطلاب، وعملنا على تحليل احتياجات الطالب والعمل على تلافيها وهذه هي المرحلة الأولى في بداية العمل وقد بدأت بحاسوب واحد ثم بعد حين امتدت لخمسة حواسيب والآن أصبح أكثر من عشرين حاسباً يعملون ضمن شبكة واحدة».

وعن الخدمات التي يقدمها البرنامج واللغات البرمجية التي تم العمل عليها أجاب "يكن" بالقول: «يقدم تسع خدمات ومن بينها مصدقة تأجيل خدمة العلم، وثيقة تسجيل، بيان بالعلامات، تسجيل اختصاص، تعديل اختصاص، تسجيل مادة، إلغاء مادة، تحديد طلب للعملي، تلك أهم المميزات الموجودة فيه، وهذا البرنامج تم تصميمه ودمجه بين أربع لغات برمجية وهو نظام "دلفي"، "أوراكل"، C++، BSQl، وأضفنا على البرنامج منذ ستة أشهر أيقونة تختص بملاحظات الطلاب ومنذ ذلك اليوم لم يصلنا أي مقترح في ذلك».

صورة البرنامج

وعن مستلزمات تلك الخدمة قال: «لقد وفرنا في كلية الاقتصاد حاسوبين ولكل حاسوب ماسح ضوئي يقوم الطالب بوضع بطاقته الجامعية على الماسح الضوئي لكي يأخذ صورة عن رقم البطاقة الجامعية ويتم إنزالها على الحاسوب مباشرة فتظهر على الشاشة صورة الطالب وبياناته الشخصية وفي الوقت نفسه تسجل على الطالب جميع العمليات التي قام بها وما نوعها وتاريخها حتى يتسنى لدى الكلية معرفتها».

وعن إمكانية ربط تلك العملية بالشبكة العنكبوتية- الإنترنت- بيّن "يكن" بالقول: «يمكن أن تكون متوافرة على الشبكة مستقبلاً، لكننا في هذه الحال يجب أن نؤمن لها كافة مجالات الأمان من محاولات الاختراق التي قد تتعرض إليها لكن المهم من هذه الخدمة أنها سهّلت شؤون الطلاب وبشكل منقطع النظير».

الدكتور "علاء الدين جبل"

وعن أهمية تلك الخدمة التي قدمتها كلية الاقتصاد لطلابها كان لقاؤنا مع الدكتور "علاء الدين جبل" عميد كلية الاقتصاد وشرح لنا أوجه الشبه بينها وبين النافذة الواحدة قائلاً: «حينما توافر لدى الكلية الكم الهائل من المعلومات من خلال أتمتّها أردنا الاستفادة منها قدر الإمكان فأطلقنا تلك الخدمة وهي تشبه مبدأ النافذة الواحدة ومنها جاءت تلك الفكرة، فكانت بداياتها تقوم عن طريق عدد من الموظفين، لكن المهندسين في القسم طرحوا علي أن تكون هذه الخدمة الكترونيا عن طريق برنامج حاسوبي والاستفادة قدر الإمكان من البيانات المخزنة».

وعن عدد الطلاب الذين قاموا بالاستفادة من تلك الخدمة أجاب "جبل" قائلاً: «حوالي أربعة آلاف طالب، وهذه الخدمة مفتوحة طوال أوقات الدوام الرسمي ما عدا بعض الإجراءات التي تخصّص لها أوقات معينة يتم تحديدها من قبل إدارة الكلية، وهذه الخدمة وفرت للطالب الوقت والجهد وخصوصاً مصدقة تأجيل خدمة العلم التي كانت تأخذ منه الوقت الكثير لإنجازها».

وعن الكليات التي اقتبست تلك الفكرة وقامت بتطبيقها أيضاً تحدث "جبل": «كلية الآداب بسبب كثرة الطلاب المسجلين لديها، وتأتي أهمية تلك الخطوة في أنها تعمل على تسهيل أمور الطالب وعدم تعقيده بروتين إجراءات التسجيل، ونشوء الملل عند البعض وعدم الاحتكاك بين الطالب والموظف وتخفيف التوتر لكلا الطرفين».