اللوحة الفنية بمراحلها المتتالية تجسد رأي الفنان في الواقع الذي يعيش ويتأثر فيه، فمن خلال تلك اللوحة يظهر لنا إبداع الفنان، الذي أراد من خلال لوحته إيصال فكرة معينة، وهذا ما اجتمع عليه طلاب المعاهد للفنون التشكيلية والصناعية والنسوية في مكان واحد ضم /110/ لوحات فنية...

تنوعت مابين الألوان الزيتية ولوحات الأبعاد الثلاثية ـ 3D ـ والقطع المزركشة بالخرز والبرق والرش، وجرى ذلك في صالة الأنشطة بمنطقة الرازي في ظهر يوم الاثنين 24/8/2010.

لكن ما ينقصنا صالات خاصة بالإتحاد ، فعدد طلاب في المعهد الصناعي /40/ طالب وفي الفنون التشكيلية /400/ طالب و /600/ طالب في معهد الفنون النسوية

الشاب "محمد ناصر" فنّان قدم لوحات عديدة في تصميم الديكور، وعن كيفية توزيع تلك العملية أضاف: «أجزاء المنزل يتم توزيعه وفق حسابات محددة من أجل توفير أقصى قدر من المساحة المتواجدة، فاللوحات تضمنت غرفاً للجلوس وأخرى للمطابخ، وقد ظهرت من بينها لوحات جسّدت الغرف المكتبية، موضحة التوزيع الصحيح لطاولة الكومبيوتر وكرسي الجلوس وأماكن تواجدهما، محققة بذلك تلك المساحة المطلوبة من أجل حرية تنقل الشخص داخل الغرفة، هذا كان في لوحات المنازل أم في اللوحات التجارية، فقد تناولت التوضع الصحيح للمنتج المعروض وكيفية جذب المستهلك إليه والحث على شراءه، وهناك صور أخرى تناولت شكل السقف الحديث والذي يتماشى أساساً مع التصميمات الحديثة العصرية وكانت جميعها قد أخذت الأبعاد الثلاثية في رسمها لإعطاء صورة واقعية في ذلك».

الفنّان محمد ناصر

80% من المشاركين هم طلاب من السنة الأولى، الأستاذ المشرف "محمود صندفي" أضاف عن هذه المشاركات: «والبعض الآخر طلاب في السنة الثانية، قدموا من خلال المعرض لوحاتهم المهتمة بحركة الأشكال وتوزعها، ومصادر توزيع الإنارة، وتنوعت تلك اللوحات مابين الجمال والحركة والطبيعة، فأهمية المعرض تكمن في تمكين الطالب من الإتقان لعملية توزيع مكونات أثاث البيت، ومن ثم الانتقال إلى مشاريع تجارية أخرى كرسم بهو "الفنادق" مضيفاً إلى ذلك تصميم أشكال جديدة لمقاعد الجلوس، فبداية العمل تكون برسم المنظور الفوتوغرافي والذي يوحي وكأنه لقطة حقيقية من الواقع، وهو مؤلف من شقين أساسييّن "داخلي" و"خارجي" وهناك قسم ثالث يسمى "بالرسم الحر" ليتمكن الطالب من التلوين والإخراج، /25/ طالب قدموا /75/ لوحة، مدة العمل فيها بحوالي 4-6 ساعات وخصوصاً لوحات المنظور الملونة، أما في الأعمال الحرة تبلغ مدتها 2-2.5 ساعة».

سمة الألوان الزيتية كانت حاضرة في اللوحات التي قدمتها الفنّانة التشكيلية "فلورندا إسماعيل" وحول ذلك قالت: «عملي يكمن في أخذ صورة من الواقع، من خلال عمل عدد من الطبقات ـ سكتشات ـ وهي تهدف من أجل التحكم باللون الذي نرغبه والذي يكون مشابهاً تماماً للون الواقع، فكل لوحة تستغرق حوالي /2-3/ ساعات يومياً ولمدة أسبوع على التوالي، وهذا العمل لابد من أن يحتمل على المصاعب متمثلة بالمدة الزمنية الطويلة، ناهيك عن التقنيات التي تستخدم في البداية لعملية تشكيل اللون المناسب القريب من الواقع».

صورة مدخل لفندق بالأبعاد الثلاثة "3D"

"مؤمن لبنية" فنّان ساهم بعدد من اللوحات، وأوضح لنا مراحل تشكيلها فيقول: «لوحاتنا عبارة عن رسم حر ومدة العمل /3/ ساعات لكل لوحة، فمكوناتها مؤلفة من أرضية كرتون "كونسون" وهو نوع مخصص للرسم بشكل عام، وقلم رصاص نوع /HB /و/ B2,3/، وألوانها حجرية مائية، ومع بداية تلك العملية نقوم بترطيب الأرضية وشدها على قاعدة معينة من أجل تسهيل عملية الرسم والقضاء على أية نوع من الفقاقيع، وبعد الجفاف تأتي عملية الرسم عليها وحين الانتهاء نقوم بتلوين القطعة ثم يأتي البدء برسم المنظور من نقطة ونقطتين وقبل هذا نقوم برسم مسقط ونأخذ القياسات عليه وبعدها نرسم على المنظور نفسه ثم نرفع الأساس ـ رسم بالأدوات الهندسية ـ فعندها يتم عملية التكوين وتصميم اللوحة، فالصورة المرسومة تتم من خلال صورة مسبقة موجودة في الواقع، وعملية تشكيل اللوحة تتم من خلال جو هادئ للتركيز على اللوحة».

أربعة لوحات قرآنية ولوحة حرق على الخشب ولوحة مطرزة بالخرز والأخرى باللون المائي، تلك اللوحات التي قدمتها الفنّانة "رغداء طبق" التي حدثتنا عن مشاركتها بالقول: «أرضية اللوحات مصنوعة من مادة الإيتامين وهي عبارة عن نوع معين من القماش مقطّع إلى أشكال رباعية ـ شكل مربع ـ ونقوم بوضع رأس الخيط عند زاوية المربع ونوصلها بالزاوية المقابلة مما يعطينا شكل الضرب ومن بين ذلك لوحة ساعة "الحائط" وهذا النوع من العمل يأخذ وقتاً طويلاً لإنجازه لأن كل رقم من الساعة يستوجب وصل عدد من قطع مربعة من الأرضية لتشكيل الرقم المطلوب تلوينه، فقبل تشكيل اللوحة أقوم بالإطلاع على النموذج المرغوب وتحديد الألوان المناسبة له، فصعوبات هذا النوع من العمل يتمثل بعدم إبقاء فترة من الزمن يفصل بين أجزاء الشكل الواحد، لأن بمجرد بقاءه لفترة من الزمن وحصول خطأ بسيط مما يستوجب إلى قص الخيوط التي تم نسجها وربطها بالمربعات المطلوبة الموصولة والعودة إلى نقطة الصفر، فمن الأفضل إبقاء فترات للراحة بين الشكل والأخر وليس بين أجزاء عمل الشكل الواحد».

صورة لبستان بالألوان الزيتية

وعلى هامش المعرض حدثنا الأستاذ "محمد زعزوع" رئيس فرع الإتحاد الوطني لطلبة سورية حول أهمية المعرض وأبعاده المستقبلية قائلاً: « جاء بمشاركة معهد الفنون النسوية ومعهد الفنون التشكيلية والتطبيقية والمعهد الصناعي الثالث، المتضمن أعمالاً المقامة من الزخرفة والخزف والألوان المائية وتصاميم الديكور لطلاب المعهد الصناعي الثالث وأهمية العمل لإظهار مشاريع التخرج وعرضها في الصالات والإطلاع عليها من قبل الزائرين، فالصعوبات التي تعترض الطلاب على الرغم من الأداء الجيد المقدم من قبلهم تتمثل بعدم إتاحة الفرصة للمتفوقين الطلاب بالالتحاق بكلية الهندسة للفنون التشكيلية، وأما بالنسبة لإتحاد طلبة سوريا فإنهم عملوا على تقديم كافة التسهيلات لإنجاح مثل هذه المعارض».

وختم بالقول: «لكن ما ينقصنا صالات خاصة بالإتحاد ، فعدد طلاب في المعهد الصناعي /40/ طالب وفي الفنون التشكيلية /400/ طالب و /600/ طالب في معهد الفنون النسوية».

يذكر أن المعرض يستمر في عرض لوحاته على مدى سبعة أيام القادمة.