أحب هؤلاء الطلاب الخروج عن الروتين وكراسات الجامعة مختبرات البحث ضمن كليتهم، فكان أن قاموا بنشاط إنساني مميز انطلاقا من رغبتهم في التواصل مع كل فئات المجتمعة. هم مجموعة من الطلاب الجامعيين أحبوا القيام بزيارة اجتماعية إنسانية لجمعية قرى الأطفال SOS يوم الثلاثاء 27/4/2010 في بادرة جديدة من نوعها في جامعة حلب حيث تأتي زيارة هؤلاء الطلاب الذين يدرسون في كلية الصيدلة في جامعة حلب تأتي ضمن تقليد اعتاد طلاب القيام به مرة كل ستة أشهر بحسب ما تقوله الشابة "رنيم أسود" عضو الهيئة الإدارية في كلية الصيدلة والتي تتابع قائلة:

«قمنا نحن أعضاء الهيئة الإدارية في الكلية بتنظيم وتنسيق هذا النشاط بالتعاون مع عمادة الكلية حيث قمنا نحن بجمع تبرعات مادية من الأطفال والدكاترة المدرسون في الكلية للقيام بنشاط اجتماعي وإنساني اخترنا أن يكون ضمن جمعية قرى الأطفال SOS حيث قدمنا عددا من الفقرات المتنوعة لهم منها فقرة الساحر إضافة إلى فقرات غنائية ورقص وغيرها».

اليوم كان ما قدمه هؤلاء الشباب جميلا جدا. وأود أن أقول "شكرا على تواجدكم معنا اليوم

وتضيف بأن هذا النشاط هو واحد من النشاطات الإنسانية المتعددة التي يقوم بها طلاب كلية الصيدلة مضيفة بأن طلاب الكلية سبق وأن قاموا بأعمال مشابهة مثل جمعهم للأدوية خلال عدوان غزة العام الماضي وغيرها من النشاطات الأخرى مضيفة بأن الطلاب يقومون عاما بعد عام بهذه الأنشطة جريا على تقليد قديم:

من أجواء النشاط

«هناك تفاعل لنشاطاتنا على المستوى الرسمي من طرف عمادة الكلية المتعاونة معنا للغاية، كما أن فكرة تطوير الحدث وزيارة أماكن ثانية هي عملية واردة كما أننا نفكر حاليا بالتعاون مع طلاب كليات أخرى مثل كلية الطب مثلا أو تقديم مشروع رعاية صحية مثلا لأطفال إحدى الجمعيات الأخرى».

وتضيف بأن تفاعل الأطفال مع الحدث كان مميزا وبأنهم شعروا بالسعادة لتواجد هؤلاء الطلاب بينهم حيث تتابع بالقول:

الرقص مع الأطفال

«عدد الطلاب الذين جاؤوا من كلية الصيدلة اليوم كان /50/ طالبا وطالبة. هؤلاء كانوا من بين عديدين رغبوا بالقدوم إلى هذا النشاط إلا أن عدد الباصات المحدودة وضيق المكان حال دون تواجدهم معنا اليوم».

ويعلق الدكتور "فواز شحنة" أحد أعضاء الكادر التدريسي في كلية الصيدلة على موضوع الزيارة اليوم القول بأنها تهدف إلى زرع الحالة الإنسانية لدى الصيدلاني وتعميق الفكر الوجداني فيه البعيد عن الجانب المادي حيث يوضح هذه النقطة أكثر بالقول:

فقرة الساحر

«تأتي هذه الزيارة ضمن سياق المسؤولية الاجتماعية الواقعة على الطلاب. وهذه الزيارات أصبحت عرفا في كلية الصيدلة حيث قمنا بعدد من النشاطات السابقة ضمن نفس السياق.الهدف هو زرع الحالة الإنسانية لدى الصيدلاني، والابتعاد به عن فكر العولمة والفكر المادي ودفعه للعمل الخيري ومساعدة المجتمع لأن الصيدلة يجب أن تكون إنسانية وليست ربحية».

ويقول بأن كلية الصيدلة كانت من أوائل الكليات التي تبنت هذا الفكر مضيفا بأن الموضوع شهد دعما كبير من رئيس الجامعة السابق وحتى الحالي متمنيا أن يقوم الجميع في كل الكليات بتطبيق مثل هذا الموضوع:

«هذه هي الزيارة الثانية لنا لجمعية قرى الأطفال حيث أصبح لدى الطلاب نوع من الألفة مع أطفال القرية إضافة إلى شعورهم بالفرح وتفاعلهم الكبير مع الأطفال هنا. حاولنا أن يكون الطلاب المشاركين هم من السنوات الدراسية كلها؛ من الأولى حتى السنة الخامسة».

الاهتمام بالجانب النفسي، الاجتماعي، والأبوي

من قرى الأطفال التقينا في البداية الآنسة "أميرة حنا" المشرفة النفسية المودة في قرى الأطفال والتي قالت لنا بأن مجال عملها يتطرق إلى الجانب النفسي للطفل من هوايات وشخصية وعلاقات مع المدرسة والأصدقاء ومعالجة الحالات النفسية التي يمر فيها الطفل كأن يكون أهله متوفين أو منفصلين عن بعضهما البعض دون قدرة أي منهما على إعالة الآخر حيث تتابع بالقول:

«من أهم العوامل التي تساعد على وجود طفل سليم نفسيا هو تقبل المجتمع له. هذا الأمر يساعد عليه إقامة مثل هذه الأنشطة هنا حيث تبرهن لهذا الطفل الموجود هنا بأنه طفل عادي ويماثل بقية أترابه خارج المكان».

أما الآنسة "رشا حاج حميدي" المرشدة الاجتماعية في القرية فتقول بأن عملها يهتم بالتركيز على نشاطات الأطفال وتفاعلهم مع الآخرين مضيفة بأنها مثل هذه النشاطات التي تقام تنمي هذا العامل لدى هؤلاء الأطفال وتؤثر على طريقة تعاملهم مع الآخرين بما يجعلها تميل إلى الأفضل.

من الطلاب المشاركين اليوم التقينا الشاب "وسيم الحسين" الطالب في السنة الأولى في كلية الصيدلة، والذي قال لنا:

«ما دفعني للمشاركة في النشاط المقام اليوم هو محاولتي لإسعاد هؤلاء الأطفال ورؤية الفرحة على وجوههم. سمعت بهذا النشاط من زملائي بالكلية وقررت أن أتواجد فيه. أما حاليا فرح جدا بأننا هنا وبأننا تركنا لديهم بسمة جيدة وانطباع مميز».

ويضيف بأنه وجد اهتماما كبيرا بالأطفال ضمن القرية حيث وجد أماكن إقامة الأطفال في القرية مرتبة ومميزة بالألوان والترتيب حيث يختم بالقول:

«أعتبر وجودي واجبا وليس نشاطا بالنسبة لي. وأرى بأني أغلب من كانوا هنا اليوم سيعيدون الكرة وسيتواجدون من جديد في هذه القرية في المرة القادمة».

ومن أطفال القرية كان الطفل "وائل مجدمي" البالغ من العمر أحد عشر عاما والذي قال لنا بكلماته الطفولية بأنه يرى نشاط اليوم نشاطا مميزا وبأنه سعيد لتوجد كل هؤلاء الشباب هنا حيث يختم بالقول:

«اليوم كان ما قدمه هؤلاء الشباب جميلا جدا. وأود أن أقول "شكرا على تواجدكم معنا اليوم».

بالنسبة لهؤلاء الشباب والفتيات، فإنه ليس من الضروري أن ينتموا إلى جمعية خيرية أو منظمة أهلية حتى يقوموا بما قاموا به. فالفكرة نبيلة بحد ذاتها ولا تحتاج إلا إلى عملية تنظيم وروح مبادرة ونشاط جم الأمر الذي نح فيه طلاب كلية الصيدلة فكان أن تم هذا النشاط المميز.