اثنا عشر فوجا كشفيا من كشاف "حلب" كانوا على موعد مع "رالي فكّر 2010" وهو الرالي الذي يعتمد على السرعة.. إنما "سرعة التفكير"!.. فرق متعددة كل منها مؤلف من ست أشخاص تسابقوا على الإجابة عن الأسئلة المتنوعة التي كانت تطرح عليهم وذلك مساء يوم الأحد 28/2/2010.

ويعود هذا التقليد إلى اثني عشر عاما في فكرة يقول عنها الشاب "فراس حليسو" من لجنة التنظيم- رئيس فوج كشاف "اليسوعية" الفوج المنظم للفكرة وصاحبها بأنها انطلقت في أواخر العام /1998/ انطلاقا من الرغبة في زرع الثقافة لدى الشباب وتنشيط المطالعة لديهم:

رغم العلامة المرتفعة التي حققها الفريق في الجولة الأولى إلا أن التحضير لم يكن كبيراً كما كان في السنوات الماضية

«ظهرت الفكرة قبل اثني عشر عاما تقريبا، وكان الهدف منها القيام بمسابقات ثقافية للشباب لتنشيط المطالعة لديهم، ولجعلهم يهتمون بما يجري من حولهم حيث كان الرالي في بداياته مخصصا لطلاب المرحلة الجامعية والأعمار الأكبر، إلا أننا اكتشفنا لاحقا أن المسابقة المخصصة للأعمار الأكبر لا تكون جاذبة للجمهور رغم الندية والمنافسة التي كانت تحصل فقررنا تغيير نظام الرالي ليصبح مستهدفا لكل من طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية وذلك على مدار ثلاثة أيام بحيث يكون كل يوم مخصصا لواحد من هذه المراحل».

أما نظام المسابقة فهو كما يقول الشاب "فراس" على إقامة المنافسة ما بين /12/ فوجا كشفيا من خلال طرح أسئلة متنوعة ما بين أدب وفن ورياضة وتاريخ منوعات وغيرها؛ بعد ذلك يتم اختيار الأفواج الأربعة الأعلى معدلا للجولة الثانية، ومن ثم اختيار أعلى فريقين ليصار إلى إقامة جولة نهائية بينهما واختيار الفائز:

«في حال حصل تعادل ما بين الفريقين في الجولة الأخيرة فإن كلا الفريقين يربح حيث الفائدة هنا ليس في الفوز بقدر ما هي في زرع حب العلم والتعلم».

وعلى الرغم من أن الرالي يجري في أواخر شهر "شباط" من كل عام، فإن التحضير له يبدأ قبل أربعة أشهر على الأقل من خلال عدد من الأمور تشمل وضع الأسئلة وتحديد مدى الصعوبة وغير ذلك:

«قررنا ومنذ بداية الرالي جعل موعده أواخر شهر "شباط" لعدد من الأسباب منها وجود الناس في مدينة "حلب" وعدم سفرهم إلى أماكن تصييف خارج المدينة، كما أنه لا يوجد امتحانات جامعية أو مدرسية في تلك الفترة، ولا يوجد مخيمات كشفية أيضا. أما بالنسبة لمرحلة التحضير فهي تبدأ مع أوائل شهر تشرين الأول حيث تنقسم اللجنة المنظمة للرالي إلى مجموعات عمل صغيرة تقوم بالتحضير للأسئلة الخاصة به بحسب المراحل العمرية. بعد ذلك نلتقي ونتناقش بخصوص الأسئلة ونعمل على تدقيقها ووضعها على شاشة الحاسوب الموجودة أمام المشتركين وعلى الجمهور».

ويضيف بأن اللجنة تحاول دائما تطوير وتحسين المسابقة بحيث تبقى محافظة على جاذبيتها من خلال إضافة تحسينات أو أفكار جديدة مثل الأسئلة المخصصة للجمهور مثلا:

«عدد الفرق المشاركة في الرالي هو /12/ فريقا ولا نستطيع استيعاب عدد أكبر من ذلك للأسف، إنما نحاول وضع أفكار جديدة مثل تأهيل /6/ فرق إلى المرحلة الثانية بدلا من أربعة مثلا. أما بالنسبة للجوائز فتكون عادة كتبا وأقراصا رقمية ذات مواضيع ثقافية وعليمة في حين يذهب الريع الناتج من الرالي في تطوير فوجنا الكشفي ما بين مقرات وعتاد الفوج. سنحاول خلال الفترة القادمة تنويع الجوائز وجعلها ذات قيمة مادية ومعنوية اكبر».

وبعيداً عن فكرة الرالي بحد ذاته، فإن الشاب "فراس" يقول بأن الهدف الأساسي للرالي هو إعادة الشباب إلى فكرة الكتاب:

«الهدف هو جعل الشباب تحس بأن الثقافة هي أمر مهم، وبأن عليهم متابعة الجرائد والمجلات والاطلاع على الأخبار ومحاولة التعرف على كل ما حولهم. نحاول بدورنا أن نجعل الأسئلة متنوعة بحيث تتضمن معلومات عامة وأدب وتاريخ وجغرافية ورياضة وغير ذلك بحيث نجعل كل شخص متميز في مجال معين قادراً على المشاركة وإفادة الفريق».

ويعتبر كشاف "اليسوعية" واحداً من أقدم كشافات مدينة "حلب" حيث تأسس في العام /1929/ ويقوم بعدد من النشاطات سنويا أبرزها "رالي فكّر"، كما قام الكشاف بالمشاركة في حملة تبرع بالدم وحملات تشجير إضافة إلى قيامه بعدد من المشاريع الأخرى.

نتذكر المعلومة أكثر

من بين أفواج الكشاف المشاركة كان فوج كشاف "الفرانسيسكان" للفتيات الذي لم يوفق بالوصول إلى المرحلة الثانية والسبب كما تقول الشابة "كارولين بسيريني"- كلية "الطب البشري": «بالنسبة لنا ككشاف "الفرانسيسكان" كنا دائما نشارك في الرالي، إلا أن قرار مشاركتنا هذه المرة جاء متأخرا، وبالتالي لم يكن التحضير بالنسبة لنا كافياً».

وتضيف أن من فوائد هذا الرالي هو تقديمه لمعلومات مفيدة بطريقة تجعلها ترسخ في الذهن بشكل كبير وذلك من خلال فكرة المسابقات التي تتم. إلا أن الجانب السلبي كما تقول زميلتها في الفريق "سالي جعتول" الطالبة في كلية "هندسة التقانة الحيوية" يكمن في التوتر الناتج عن ضيق وقت الإجابة والجمهور الكبير الموجود في الأسفل والذي يؤدي بالمتسابقين أحيانا إلى نسيان الإجابة حتى لو كانوا يعرفونها:

«كنا أحيانا نسهو عن كتابة الإجابة الصحيحة رغم معرفتنا بها بسبب الضغط الكبير. حاولنا نحن من جهتنا التخصص فعملت كل واحدة من الفريق على جانب معين ومحور معين مثل الأدب والجغرافية والفن. وقد كان المركز الثالث هو أفضل مركز حققناه في هذه المسابقة وذلك منذ ثلاث سنوات».

من جهتها تقول الشابة "ميريام مرجانة" خريجة كلية الهندسة المعمارية بأن التحضير يكون بالنسبة للأعمار الأصغر من فتيات الفوج بدءا من بداية العام حيث تقام لأجل هذا الغرض تصفيات ما بين فتيات الفوج بحسب المرحلة العمرية:

«في العادة، نبدأ مع فرق الكشاف الأصغر سنا منذ بداية السنة لأننا نعلم أن الحفظ السريع للمعلومات سوف يؤدي إلى نسيانها السريع، هذا الموضوع يجعلنا نقوم مع الأعمار الأصغر بجلسة تثقيفية مرة كل أسبوع بدءا من شهر تشرين الأول، والهدف هنا ليس الربح بقدر ما هو تنمية الثقافة التي يجب ألا تكون محصورة لدى أفراد الفريق المشارك فقط. كما نقوم أيضا بعمل مسابقات ثقافية للفرقة كلها تقريبا والتي فيها تقريا /70/ فتاة نختار منهن في النهاية ست فتيات وبتلك الطريقة نكون رفعنا السوية الثقافية للفرقة كلها وليس فقط للستة المشاركين، كما أننا من جهة أخرى نختار الأفضل للمشاركة عن فوجنا».

أما عن فوج كشاف "الفرانسيسكان" فقد تأسس في العام /1946/ وقام بعدد من المشاريع المميزة، كما يعد حاليا لكل من مشروع توعوي عن البيئة والاحتباس الحراري وآثاره على البيئة والأرض، إضافة إلى إصدار مجلة خاصة بالكشاف.

أما شباب فوج كشاف "الكلدان" فقد بدؤوا التحضير منذ فترة شهر تقريبا وفقا لتعبير الشاب "سعد جولخ" الطالب في كلية طب الأسنان الذي يتابع بالقول: «اجتمعنا نحن أفراد الفريد المشارك، وقمنا بتوزيع الفئات فيما بيننا وبدأ كل واحد منا بالبحث عن المصادر والمراجع. وبعد يومين اجتمعنا وتبادلنا خبراتنا».

ويتابع الشاب "سعد" أن ما تعلموه من التجربة هو فكرة المنافسة إضافة إلى اكتسابهم معلومات قيمة، مضيفا أن أفضل مركز حصلوا عليه كان المركز الثالث ضمن هذا الرالي على مر السنين.

وعن كشاف السريان فقد تأسس في العام /1945/ ومن أبرز النشاطات التي قام بها العام الماضي كان مغارة ميلاد امتدت على مساحة صالة كاملة أقيمت بمناسبة يوم الميلاد إضافة إلى تقليد يقوم على قيام الكورال التابع للكشاف بالترتيل في الساحة يوم عيد الميلاد.

وكان نهاية اللقاءات مع فريق فوج "كشاف اليسوعية" صاحب الفكرة والحائز المركز الأول كأحد أفضل المراكز التي حققها حيث يقول لنا الشاب "فراس بحدي" الطالب في مرحلة الدراسة الثانوية:

«الهدف من المشاركة هنا هو ازدياد المعرفة والثقافة بالنسبة لنا، إضافة إلى التفاعل والعمل الجماعي على اعتبار أن الإجابة التي تخرج من بيننا تمثل إجابة فريق. كما أننا في الوقت نفسه نمثل كامل فوج الكشاف وليس فقط نحن الأربعة».

أما الشاب "جوي أصفهان" فيقول: «رغم العلامة المرتفعة التي حققها الفريق في الجولة الأولى إلا أن التحضير لم يكن كبيراً كما كان في السنوات الماضية»، مضيفا أن التفاهم والانسجام ما بين أفراد الفريق هو ما أوصلهم لهذه النتيجة.