يعتبر دبلوم التأهيل التربوي من المراحل التكميلية المهمة التي يلجأ إليها خريجو الإجازة الجامعية، وذلك لما تضيفه هذه المرحلة الدراسية من بنية تحتية معلوماتية تربوية باتت ضرورة حتمية في هذا العصر.

eSyria كان اليوم في كلية "التربية" في جامعة "حلب" ليسلط الضوء على طلاب دبلوم التأهيل التربوي، حيث استضافنا الدكتور "محمد قاسم عبد الله" وكيل عميد الكلية للشؤون العلمية وتحدث في البداية عن أنواع التعليم المتبعة في العالم وتحت أي نوع يصنف دبلوم التأهيل التربوي: «في العالم حاليا هناك نوعان من أنظمة التعليم يختلفان عن بعضهما في البنية الهيكلية، فالأول هو النظام التكاملي، وفيه يخضع الطلاب إلى مناهج محددة تستوفي كافة المتطلبات التعليمية والتي يحتاجها الطالب بعد تخرجه، كأن يتخرج الطالب في كلية العلوم مثلا وهو قادر على أن يكون مدرسا جيدا وذلك من خلال خضوعه لمنهاج يأخذ بعين الاعتبار الناحية التربوية وطريقة التعامل مع التلاميذ والطلاب في مراحل الدراسة المختلفة من الابتدائية إلى الإعدادية والثانوية، وأما النوع الثاني فهو نظام التعليم التتابعي، وهو متبع في سورية حيث يتخرج الطالب في المرحلة الجامعية الأولى وهو يحمل إجازة في اختصاص معين، ولكن ييقصه مثلا ليكون مدرسا في وزارة التربية أن يكون مؤهلا تربويا، ولذلك يخضع هذا الخريج لدراسة دبلوم التأهيل التربوي».

أنا خريج كلية العلوم، قسم الجيولوجيا، وأردت عند حصولي على الإجازة أن أكمل تحصيلي العلمي بشهادة الدبلوم، وذلك لأتقدم لمسابقات المعلمين في وزارة التربية لأكون قادرا على التعامل مع الطلبة، أضف إلى ذلك أن شهادة الدبلوم تشجع الطالب على المتابعة العلمية في حال قرر إنهاء الدراسات العليا

أمّا عن الطلاب الخريجين حاملي الإجازة الجامعية والذين يحق لهم التقدم لمفاضلة دبلوم التأهيل التربوي في كلية التربية يتابع الدكتور "عبد الله": «في كل عام تقوم كلية "التربية" بإصدار إعلان خاص بها لقبول الطلاب من حملة الإجازة الجامعية والراغبين بالتقدم للحصول على الدبلوم في التأهيل التربوي، وفي كل عام نلاحظ أنّ هناك أعدادا زائدة عن حاجتنا ويتم الاختيار حسب طاقة استيعاب الكلية، وحاليا نحن نقبل الخريجين من كليات العلوم والآداب والاقتصاد وغيرها، وفي الأعوام القادمة ستفتح الأبواب أمام طلاب كلية الهندسة المعلوماتية والراغبين بالتدريس في وزارة التربية لمادة المعلوماتية».

الدكتور "عبدالله" في مكتبه

ويقدم دبلوم التأهيل التربوي لحامل الإجازة الجامعية الكثير من المزايا العلمية والتي يختصرها الدكتور "عبد الله": «لنفرض مثلا أن هناك خريجين من كلية العلوم، قسم الكيمياء، الخريج الأول يريد أن يعمل في قسم المخابر، مثل هذا الطالب ليس بحاجة إلى دبلوم التأهيل التربوي، بينما هناك طالب آخر يريد العمل في مجال التدريس، لذلك هو بحاجة إلى دبلوم التأهيل التربوي في هذه الحالة وذلك لسببين الأول أن وزارة التربية اشترطت مؤخرا أن يكون الخريج الجامعي والراغب بالعمل كمدرس حاملا لدبلوم التأهيل التربوي، والسبب الثاني يتعلق بالخريج الجامعي نفسه، فحصوله على الدبلوم سيجعله يمتلك الخبرة في التعامل مع الطلاب، وفي كيفية إيصال المعلومة بشكل مبسط وسلس إلى الطالب».

التقينا بعض طلاب دبلوم التأهيل التربوي الذين كانوا يتقدمون لامتحاناتهم وكان لنا بعض اللقاءات السريعة مع بعضهم ومنهم الطالب "سعد محمد": «أنا خريج كلية العلوم، قسم الجيولوجيا، وأردت عند حصولي على الإجازة أن أكمل تحصيلي العلمي بشهادة الدبلوم، وذلك لأتقدم لمسابقات المعلمين في وزارة التربية لأكون قادرا على التعامل مع الطلبة، أضف إلى ذلك أن شهادة الدبلوم تشجع الطالب على المتابعة العلمية في حال قرر إنهاء الدراسات العليا».

طلاب دبلوم التأهيل التربوي

أما الطالب "علي حمّاد" فقال: «تخرجت في كلية الاقتصاد ورأيت في دبلوم التأهيل التربوي الفرصة لاكتساب الخبرة في مجال علم التربية، وما يمكن أن يفتحه أمامي من نوافذ مستقبلية على علوم الإرشاد النفسي والاجتماعي، وكذلك يعطي هذا الدبلوم للطالب المتخرج الشخصية الاقتصادية والخبرة الاجتماعية في كيفية التعامل مع ظروف الناس والمجتمع وفهم احتياجاتهم، والتي تتبدل بتغير الظروف والأحوال».