تصدر مديرية التربية "بحلب" وبشكل متكرر التوصيات التي تؤكد ضرورة التزام طلاب المراحل الإعدادية والثانوية بالكتاب المدرسي، والابتعاد عن الملخصات والنوط التجارية والتي لا تفيد بشيء سوى أنها تقنع الطالب بسهولة الدراسة عن طريقها.

eSyria يتوجه اليوم إلى أصحاب الرأي والقرار لنسلط الضوء على هذه المشكلة والتي يضيع فيها الطالب ولا يستطيع اتخاذ القرار المناسب كما يقول لنا الطالب "علاء سرّاج" من الشهادة الثانوية-أحرار- الفرع الأدبي، حيث يؤكد أن الدراسة من غير النوط أمر مستحيل بالنسبة له: «عندما تريد الدراسة من الكتاب المقرر، تتفاجأ بأنّ في الدرس الكثير من- الحشو- واللغو والذي لا نسأل عنه في الامتحان، ويزيد ضخامة المنهاج والتي تجبرنا على اللجوء إلى الملخصات البسيطة والتي تكون حصيلة جهد مدرس عايش الامتحانات والطريقة التي تأتي فيها الأسئلة».

لم احتج خلال السنوات السابقة لأية ملخص فالكتاب المدرسي بسيط وسلس، ولكنني أشعر بأنّ الكتاب في المرحلة الثانوية سيكون ضخما، وأتمنى ألاّ احتاج إلى الملخصات لأنها تسبب الكسل بالإضافة إلى أنها عبء مادي على الطالب

أمّا الطالب "خالد جمّال" وهو في الصف الثالث الثانوي أيضا ولكن من الفرع العلمي، فكان له رأي مخالف لرأي "علاء": «لم أعتمد طوال سني الدراسة التي قضيتها على أي ملخص أو نوطه وذلك لأنني أجد أن الكتاب كاف ولا حاجة للرجوع إلى غيره، وخاصة بعد أن عدلت المناهج أكثر من مرة وصار يأخذ بالحسبان وضع الأسئلة المحلولة في نهاية كل درس، كما أنّ في الكثير من الكتب أسئلة دورات محلولة، وبرأيي أن استخدام الملخصات يعتمد على طبيعة الطالب، فالطالب الذي يطمح إلى العلامة التامة في المادة لا يستطيع أن يعتمد على غير الكتاب المدرسي، لأنّ هذا النوع من الطلاب يكون لديهم عدم ثقة بقلم الأستاذ والذي لا يعلم كيف ستأتي الأسئلة في الامتحان الأخير، أمّا الطالب الذي يريد فقط النجاح- والسواد الأعظم من الطلاب المقبلين على شراء الملخصات هم من هذا الصنف- فتحقق له الملخصات غايته في دراسة القليل القليل».

الطالب "علاء سرّاج"

ولكن الطالب "عبد الرحمن شحرور" وهو في الصف التاسع يؤكد لنا أنّه لم ولن يعتمد في حياته سوى الكتاب المدرسي: «لم احتج خلال السنوات السابقة لأية ملخص فالكتاب المدرسي بسيط وسلس، ولكنني أشعر بأنّ الكتاب في المرحلة الثانوية سيكون ضخما، وأتمنى ألاّ احتاج إلى الملخصات لأنها تسبب الكسل بالإضافة إلى أنها عبء مادي على الطالب».

وكما يقال "أهل مكة أدرى بشعابها" ولذلك سألنا أهل الإرشاد والقرار ومنهم الأستاذ "مأمون حاج قاسم" وهو الموجه الأول لمادة الرياضيات في مديرية التربية "بحلب": «نحن دائما نوصي طلابنا بضرورة اعتماد الكتاب الوزاري، لأنه الأشمل والأفضل وخاصة أنه مقرون بأمثلة محلولة وأمثلة الدروس والمسائل العامة، كما أن معظم الملخصات الموجودة في المكتبات- إن لم يكن كلها- تحتوي على أخطاء وتمارين محذوفة من المنهاج، وأتوجه إلى جميع الزملاء المدرسين بضرورة اعتماد الكتاب المقرر، وإن كانت هناك بعض الأمور الغامضة سواء بالنسبة للطالب أو للزميل المدرس فيمكن الاعتماد على دليل المدرس المحلول أو أن يسأل أستاذه في المدرسة أو يمكن متابعة الفضائية السورية التربوية، والتي تقدم الكثير من التفسيرات العملية لأمور قد يصعب على الطالب فهمها، أمّا الملخصات فهي عمل فردي غير مسؤول وغير موثوق هدفه إعلاني تجاري فقط، بينما الكتاب المدرسي يخضع للجنة وزارية مؤلفة من مجموعة كبيرة من المدرسين المخضرمين».

اموجه "مأمون حاج قاسم"

وفيما يخص مادة الرياضيات يتابع الأستاذ "مأمون": «إنّ امتحان الرياضيات لا يتحمل التوقعات، وهو ليس نتيجة رأي فردي بل هو نتيجة دراسة المواضيع المنوعة الموجودة في الكتاب، ولذلك أرجو من أبنائنا الطلاب عدم اللجوء إلى الملخصات واستبدالها بعدة خطوات أخرى، أولها دراسة كل معلومة واردة في الكتاب وذلك خلال السنة الدراسية، ثانيا دراسة الأمثلة المحلولة وحل تمارين الدروس والمسائل العامة في نهاية كل كتاب وبذلك يحصل الطالب على العلامة التامة».

وفي حديث آخر لموقع eSyria مع السيد "نضال مريش" مدير التربية المساعد للتعليم الثانوي حيث حذر من خطورة الاعتماد على الملخصات الدراسية لما لها من سلبيات عديدة على الطلاب وعلى العملية التربوية ككل، قال: «نحن تربية "حلب" نؤكد المنهج المقرر من قبل وزارة التربية، ونحن ننسق مع الجهات المعنية لمنع بيع تلك الملخصات وتشديد الرقابة على من يقومون بترويجها، وكل طالب يضبط معه أي ملخص أو نوطه تصادر، وهذه المصادرة تصب في مصلحة الطالب، فسلبيات النوط كثيرة، وبهذه الطريقة تتحول الدراسة من وسيلة لتلقي العلوم والمعارف إلى غاية هدفها الحصول على النجاح، ويتم نسيان كل ما تلقاه الطلاب بمجرد انتهاء الامتحانات نتيجة لاعتمادهم على الملخصات الدراسية وحفظ ما تحتويه من معلومات وتفريغها في ورقة الامتحان».

"نضال مريش" مدير التربية المساعد للثانوي