يمكن أن تعد "الجامعة الافتراضية السورية" الجامعة السورية السادسة على مستوى القطر العربي السوري بعد الجامعات الخمس الأساسية في القطر حيت تملك اعترافا كاملا من وزارة التعليم العالي وتعتبر شهاداتها مكافئة للشهادات التي تصدرها الجامعات السورية الحكومية الأخرى.

وتشهد هذه الجامعة إقبالا متزايداً من قبل الشباب للتسجيل فيها على اعتبار أنها تقدم الإمكانية للدراسة ضمن أي مكان يحوي اتصال بانترنت إضافة إلى أنها لا تشترط الالتزام بدوامٍ معينٍ أو بأيام محددة ما يقدم الأريحية للأشخاص الذين لديهم التزامات أو أعمال تمنعهم من متابعة دراستهم في الجامعة العادية مع رغبتهم في الوقت نفسه في الحصول على شهادة أكاديمية معترف بها سورية خصوصا من شباب مدينة "حلب" الذين زاد عددهم مؤخرا لما تقدمه هذه الجامعة من ميزة الجمع ما بين العمل والدراسة.

الأمر يعود في النهاية لأصحاب هذه الشهادات من خريجين حيث عندما يثبتون جدارتهم فإن ذلك سيدفع سوق العمل لقبول حاملي هذه الشهادة والعكس بالعكس

وتملك الجامعة /18/ مركزا للنفاذ في كامل القطر السوري منها مركزان موجودان في مدينة "حلب" قمنا بزيارة أحدهما وهو مركز النفاذ الموجود في منطقة "السريان" ضمن المنتدى المعلوماتي التابع لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة، وهناك التقينا الآنسة "نور طرقجي" أحد مشرفي المركز والتي قالت لنا:

السيد "بشار خير"

«إن هذا المركز هو أحد المراكز النفاذ المخصصة للجامعة في مدينة "حلب" في حين يوجد المركز الآخر وهو الأساسي قرب كلية "العلوم" ضمن مركز الحاسوب. أما طبيعة عمل هذه المراكز الأساسية فتتمثل في كونها مراكز امتحانية خاصة بالجامعة، إضافة إلى كونها مراكز للنفاذ والقيام بأعمال التسجيل والتعامل مع الطلاب حيث ساعات دوام المركز تكون من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء ما عدا يوم الجمعة».

وتضيف أن المركز يحتوي على خط انترنت مجاني لجميع الطلاب المسجلين في الجامعة، ويمكنهم حضور المحاضرات المتزامنة أو غير المتزامنة ضمن المركز ما لم يكن هناك امتحانات لاختصاص ما من اختصاصات الجامعة، وتوضح: «تنتشر هذه المراكز في سورية ضمن الجامعات أو الجهات التي تم عقد اتفاقيات معها مثل "اتحاد شبيبة الثورة" الذي جرى عقد اتفاقية معه ضمن منتديات المعلوماتية التابعة له مثل التواجد في هذا المركز التابع لرابطة "جول جمال" والذي قمنا نحن باستثمار جزء منه».

مشاركة الجامعة في معرض "الجامعات والمعاهد"

وتضيف أن المركز مجهز بعشرة حواسيب من أجل الطلاب في حين تم تجهيز المركز الأساسي الموجود في الجامعة بعدد حواسب هو /25/ حاسبا، أما عدد الطلاب المسجلين في الجامعة من مدينة "حلب" تحديدا فتقول إن عددهم قارب ألف طالب تقريبا.

من جهته يقول الشاب "ياسر فريد" المشرف الآخر للمركز وأحد طلاب الجامعة الافتراضية في اختصاص تكنولوجيا المعلومات إن ما دفعه للتسجيل فيها هو إمكانية العمل والدراسة في نفس الوقت حيث يقول لنا: «سمعت عن الجامعة من أصدقائي ومن خلال تعاملي مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة فأعجبتني فكرة الدراسة فيها وناسبتني على اعتبار أنني أعمل ولا أستطيع الالتزام في الدوام الجامعي في الجامعات الأخرى فقررت التسجيل فيها».

الشاب "ياسر فريد"

ويضيف أن إيجابيات الجامعة تمثلت في استطاعته اختيار توقيت حضور المحاضرة الأمر الذي يجعله يستطيع التوفيق ما بين العمل والدراسة، أما السلبيات فيقول إنها غير مرتبطة بالجامعة بقدر ما هي متعلقة بخطوط الانترنت البطيئة الموجودة في سورية "بشكل" عام حيث يتابع قائلا:

«تكون المحاضرة بشكل مؤتمر فيديوي مع الأستاذ وبعرض صوت وصورة حيث يقوم الأستاذ بتقديم المحاضرة بشكل مباشر في مواعيد محددة، أما بالنسبة لمن لم يتمكن من حضورها للمرة الأولى فيمكنه بعد ذلك تحميل المحاضرة ليطلع عليها في المنزل مع عدم قدرته طبعا على التفاعل مع الأستاذ أو طرح لأسئلة أو النقاش معه. ولدينا نحن كطلاب للجامعة برنامج تراسل فوري خاص بنا يمكننا من التفاعل من الأساتذة وطرح الأسئلة عليهم ضمن مواعيد المحاضرات المحددة مسبقا».

ويتابع بالنسبة للشهادات التي تمنحها الجامعة فهي معترف بها من وزارة التعليم العالي كما هو معروف، إلا أن الطلاب بحاجة لفترة لكي يثبتوا جدارة هذه الشهادة في سوق العمل حيث يضيف قائلا:

«الأمر يعود في النهاية لأصحاب هذه الشهادات من خريجين حيث عندما يثبتون جدارتهم فإن ذلك سيدفع سوق العمل لقبول حاملي هذه الشهادة والعكس بالعكس».