تأتي أهمية كلية الهندسة الميكانيكية في "حلب" من كونها مركز إشعاع علمياً في مدينة معروفة بعراقتها الصناعية، ولذلك كان على طلاب هذه الكلية أن يكونوا على مستوى التحدي، ونخص بالذكر طلاب "قسم الغزل والنسيج"، حيث يعتبر هذا القسم هاما ولاسيما في مدينة تضم الآلاف من المعامل.

eAleppo استضاف العديد من طلاب قسم "الغزل والنسيج" للتعرف على واقعهم وطموحهم، ونتواصل مع أفكارهم والتي تعتبر عماد تطوير المستقبل.

أقترح أن يكون هناك دعم من الكلية ومن الصناعيين أصحاب المعامل لكي يقبلوا طلابا يتدربون عندهم خلال سنتي الدراسة الرابعة والخامسة شرط أن يتابعوا العمل عندهم ويساهموا في تطوير المصنع بعد تخرجهم بعدد محدد من السنوات

الطالب "أحمد نور السيد" من السنة الثالثة تحدث لموقع eSyria عن واقع المناهج والمخابر قائلاً: «رائع جدا ما نتلقاه في الكلية لكننا نفتقد إلى الكتاب الجامعي، وهنا نستطيع النظر للموضوع من جهتين، الأولى هي أن عدم توافر الكتاب الجامعي يجعلنا نفتقد للأساس النظري، ويجبرنا على البحث الدائم عن الكتب والمراجع والتي غالبا لا تتوافر إلا بعد عناء كبير، لكن من جهة أخرى هذا الأمر يدفع أساتذتنا في القسم لوضع خبرتهم العملية والأكاديمية بين أيدينا، أما المخابر فهي مجهزة بأحدث أنواع الأجهزة والمعدات من آلات الغزل والنسيج والطباعة والصباغة والتي نحتاجها في تطبيقاتنا العملية».

"أحمد نور السيد"

أمّا الطالب "إسماعيل محمد" من السنة الرابعة فيقول: «كثيراً ما نجد الطلاب غير آبهين بما يتلقونه خلال سنواتهم الدراسية مع أن ذلك مهم جدا للدخول إلى حياتهم العملية، وأنا دخلت الحياة العملية السنة الماضية من خلال عملي في معمل للغزل والنسيج في منطقة "الشقيف" حيث وجدت تقبلا من الصناعيين للطالب الذي يريد التدرب».

ويضيف "محمد": «أقترح أن يكون هناك دعم من الكلية ومن الصناعيين أصحاب المعامل لكي يقبلوا طلابا يتدربون عندهم خلال سنتي الدراسة الرابعة والخامسة شرط أن يتابعوا العمل عندهم ويساهموا في تطوير المصنع بعد تخرجهم بعدد محدد من السنوات».

الدكتور "نوّار القاضي"

ومع كلّ هذا التفاؤل ننتقل إلى الطالب "محمد أحمد" من السنة الخامسة ليحدثنا عن آماله وطموحاته وما يسعى لتحقيقه وهو على أبواب التخرج: «نسعى دائما لنكون في قسم "الغزل والنسيج" السباقين لتطوير واقعنا الصناعي، والكلية مشكورة تؤمن لنا الأساس النظري والهام، وقسماً من الأساس العملي، لكننا نأمل أن تقوم نقابة المهندسين باحتضاننا بعد التخرج، لأننا شعرنا بالظلم بعد رفع التوظيف عنا».

الأستاذ الدكتور "نوّار القاضي" كان له رأيه أيضا فيما تقدمه المعامل لرفع سوية طلاب الغزل والنسيج حيث يقول: «للأسف ما زالت معامل الغزل والنسيج في "حلب" عبارة عن ورشات صغيرة باستثناء بعض الحالات الخاصة، وهذا يجعل صاحب الورشة يفضل العامل العادي- الذي يتقن العمل على آلة معينة- على الخريج الأكاديمي، خاصة أن الخريجين يطلبون الفرص بشكل سريع، فيدخل المهندس إلى المعمل ويريد أن يدير كل شيء من البداية، وهنا يأتي دورنا في رفع مستوى الطالب وهو على مقاعد الدراسة من خلال إضافة خبرتنا العملية والتي اكتسبناها خلال سنوات طويلة، وهنا أريد أن أذكر أن رغبة الطالب ومحبته للفرع الذي يدرس فيه تلعب دورا كبيرا، وجميع الأساتذة يذكرون الدفعة الأولى والتي تخرجت منذ سنوات قليلة، ولم يتجاوز عددها خمسة وعشرين طالبا، ولكنهم دخلوا القسم عن رغبة وتصميم، ودعمناهم من خبرتنا لكونهم طلاباً في قسم جديد، والنتيجة الآن هي على أرض الواقع فقد تبوأت هذه الدفعة مكانة محترمة في مجال الغزل والنسيج في "حلب"، وأدعو لأن تكون هذه الدفعة أنموذجاً يحتذى به بين الطلاب».

الدكتور "محمد ياسر حياني"

وأخيرا كان للأستاذ الدكتور "محمد ياسر حياني" عميد كلية الهندسة الميكانيكية كلمته في الدعم الذي تقدمه الكلية لطالب الغزل والنسيج: «تخرج من القسم ثلاث دفعات فقط وعددهم ما يقارب الخمسين مهندسا، ورغم أنّ افتتاح قسم الغزل والنسيج جاء بعد افتتاح الأقسام المناظرة له في "دمشق" و"البعث" ولكن- ودون مبالغة- قسمنا من أفضل الأقسام في سورية، وذلك بفضل الأساتذة والكادر الإداري الذي يعمل على رفع الأداء التعليمي في جميع الأقسام، أما بالنسبة لتطوير مستوى الطلاب من الناحية العملية فقد تم إلغاء المعسكر الإنتاجي الصيفي واستبدل به شهر التدريب الإلزامي والذي يقضيه الطالب في أحد معامل القطاعين العام أو المشترك وذلك لزيادة خبرته العملية قبل التخرج».