عندما بدأ طلاب كلية "الاقتصاد" مشوارهم الجامعي، كانت عقولهم وقلوبهم مليئة بالطموح، واليوم وهم يودعون مشوارهم الأول -والذي دام أربع سنوات- مازالت عيونهم تنبض بالطموح، والذي على ما يبدو لن ينتهي، هذا ما وجدناه في لقاءات eAleppo مع الأوائل من خريجي 2009 في حفلهم التكريمي في 30122009

الطالب "نور الدين عزة" الأول من قسم "إدارة الأعمال" والذي حقق معدلا قدره 83,03 يختصر طريق الأربع سنوات بقوله: «وصلت إلى المرتبة الأولى نتيجة تعبي وسهري والذي أوصلني خلال الأربع سنوات إلى مراتب تراوحت بين الأول والثاني، وفي النهاية –والحمد لله- وصلت إلى الدرجة الأولى بالمعدل العام، وسعادتي تتضاعف عندما أجد نفسي في قسم "إدارة الأعمال" والذي هو عبارة عن تعلم القيادة الناجحة وذلك للوصول إلى النتائج الناجحة، وبما أنني قدت نفسي خلال هذه السنوات بنجاح، ووصلت إلى النتيجة الممتازة بنجاح، لا أريد إلاّ أن أكون موفقا في حياتي العملية بالنتيجة ذاتها».

أنا حاليا أدرس الماجستير، وترتيبي هو الحادي عشر، على قسمي، وكل ذلك نتيجة تعب وسهر وجهد مستمر، أطمح الآن إلى إنهاء الماجستير فقط، ومن ثم الانخراط في السوق وخاصة البنوك، وربما أكمل فيما بعد إلى الدكتوراه

أما الطالب "عوض سعيد اليوسف" وهو الأول على قسم "نظم المعلومات الإدارية" وبمعدل 82,30 فقد كانت له كلمته والتي انتهت بأمنية قالها ومن واجبنا نقلها: «التكريم بالنسبة لي تحصيل حاصل وأعني بذلك من الناحية المادية، أما من الناحية المعنوية فهو هدية لنا نتيجة تعبنا الذي بذلناه طوال سنوات، وخاصة في قسمي والذي اخترته بعد قرار شجاع حيث أننا الدفعة الأولى في "سورية"، ولم يتجاوز عددنا العشرين طالبا، وأعتقد بأنني وصلت إلى ما أريد وخاصة بعد تعييني كمعيد في الكلية».

"نور الدين عزة" خلال لقاءنا به

وفي قسم "العلوم المالية والمصرفية" كان الطالب الأول "حازم عرب" والذي حقق معدلا قدره 84,3 وهو أعلى معدل في الكلية، وهذا ما يبرر لنا سؤاله عن سر نجاحه هذا: «الحقيقة أن قسم "العلوم المالية والمصرفية" قسم مهم في سوق العمل واليوم هو بحالة ثورة تكنولوجية ومعرفية، بالإضافة إلى أنه مطلوب في سوق العمل، أما ما دفعني إلى الوصول إلى المرتبة الأولى في الكلية فهو المنافسة الشريفة مع زملائي، وخصوصا أنني لم أكن أطمح إلى ما وصلت إليه قبل دخولي للكلية، وأخص بالذكر صديقي "محمد شريف" والذي هو وصيفي في الترتيب، ولولاه لما وصلت إلى المرتبة الأولى، لأنّ عدم وجوده يعني انعدام المنافسة، وانعدام المنافسة يعني الاحتكار، والاحتكار هو عدم وجود الإبداع، فأنا أشكرك يا "محمد شريف" لأنك "سر إبداعي وتفوقي"».

حديث "حازم" خلق فينا الفضول للحديث إلى الطالب "محمد شريف"، وهو الطالب الثاني في قسم "العلوم المالية والمصرفية"، والذي يقول عن شعوره بعد أن أصبح ثانيا: «أنا أطمح للأفضل، وهذا لا يمنعني من القول بأنني راض كل الرضا عن نفسي، وخاصة أنّ ما حدث يخلق فيّ الدافع للأمام، وطموحي الآن هو ما بعد الدكتوراه، أريد أن أجمع عدة شهادات دكتوراه في أكثر من اختصاص، معدلي كان بفارق 0,16 عن "حازم" وبسبع علامات في المجموع العام، مبروك لـ"حازم" ولكل الناجحين».

كذلك مع "عوض سعيد اليوسف"

وحتى لا نبقى ضمن صفوف الأوائل، وحتى لا نبقى أيضا ضمن الذكور، ولننتقل إلى الجنس اللطيف، كان لقاؤنا مع الطالبة "فرح داخل" وهي طالبة ماجستير في "قسم العلوم المالية والمصرفية" حيث تقول عما تطمح إليه بعد دراستها للماجستير:

«أنا حاليا أدرس الماجستير، وترتيبي هو الحادي عشر، على قسمي، وكل ذلك نتيجة تعب وسهر وجهد مستمر، أطمح الآن إلى إنهاء الماجستير فقط، ومن ثم الانخراط في السوق وخاصة البنوك، وربما أكمل فيما بعد إلى الدكتوراه».

والدكتور "حسن حزوري"

رئيس قسم "العلوم المالية والمصرفية" الأستاذ الدكتور "حسن حزوري" كان حاضرا بين طلابه يهنئهم بفرحهم ويوجههم بالاستمرار إلى الأفضل، وعندما سألنا "حزوري" عن رأيه بدفعة 2009 قال: «بشكل عام أنا راض عن الدفعة، ولكننا نسعى دائما لأن تكون دفعاتنا متميزة، ولن تكون متميزة إلا ببناء جسور التواصل بينها وبين أسواق العمل، عن طريق إقامة ورشات العمل والمؤتمرات والمحاضرات، ونحن نسعى في المستقبل إلى تأسيس "جمعية خرجي جامعة حلب"، أنا أقول لخريجي هذه الدفعة مبروك وحان وقت العمل، حصلتم على النتائج وحان وقت الإنتاج، تابعوا مسيرة الحياة إلى النجاح.»

عميد كلية "الاقتصاد" الأستاذ الدكتور "علاء الدين جبل" تحدث عن هذه الدفعة بالذات وبلغة الأرقام: «لقد بلغ عدد الخريجين لعام 2008-2009، 1054 طالبا وزعوا على الشكل التالي 704 طالبا و350 طالبة، أي أنّ نسبة الإناث شكلت 34%، إنّ رسالة كلية " الاقتصاد" والتي نسعى لتحقيقها هي التميز في التعليم العالي والبحث العلمي في مختلف ميادين العلوم الاقتصادية، للمساهمة في تنمية المجتمع والارتقاء به علميا وحضاريا، إن وراء تخرج هذه الدفعة وأية دفعة أخرى جنود مجهولين سهروا معكم الليالي، وتحملوا من أجلكم لحظات صعبة في سبيل أن يروا هذا اليوم، إنهم أمهاتكم وآباؤكم، أما الجنود الحاضرين فهم أساتذتكم».