أقامت جامعة "حلب" بالتعاون مع مديرية "أوقاف حلب" وجامعة "عينتاب" وكلية "الشريعة" الندوة "الدولية عن الأوقاف حلب – عنتاب" خلال يومي الأربعاء والخميس 23-24/12/2009 ضمن كلية الآداب في جامعة "حلب".

«"الوقف" /بفتح الواو وتسكين القاف والفاء/، هو أن يقوم الإنسان بنزع ملكيته عن شيء وأن يحدد جهة خير تستفيد من ثمرة هذا المملوك على ألا تتملك هذه الجهة هذا المملوك». يقول الدكتور "بلال صفي" عميد كلية الشريعة في جامعة "حلب" في تعريفه للوقف حيث يتابع قائلا:

"الوقف" /بفتح الواو وتسكين القاف والفاء/، هو أن يقوم الإنسان بنزع ملكيته عن شيء وأن يحدد جهة خير تستفيد من ثمرة هذا المملوك على ألا تتملك هذه الجهة هذا المملوك

«قد يقوم الشخص على سبيل المثال بجعل الأرض الزراعية الخاصة به "وقفا" أي تعود خيراتها وثمارها على العميان أو المسنين أو بما فيه خير للناس. وقد كان للوقف دور كبير ومؤثر في الماضي لدرجة أن أرض "معرض دمشق الدولي" الحالية كانت في زمن من الأزمان وقفا خاصاً بالحيوانات المكسورة الأيدي والأرجل كي لا تقتل حيث كان هناك موظف مكلف خاص يطعمها ويهتم بها حتى تموت. كما كان هناك وقف بعض المنشدين في "البيمارستان" ليعطوا الراحة النفسية للمرضى في الاستشفاء وغير ذاك الكثير».

الدكتور "بلال صفي" عميد كلية الشريعة في جامعة "حلب"

ويتابع بأن لهذه الندوة عدة أبعاد منها البعد السياسي حيث تمثل هذه الندوة نتاج علاقات الصداقة ما بين البلدين إضافة إلى كون الندوة قامت بها القيادتان السورية والتركية المشتركة لإبراز الرغبة في صنع مستقبل شعوبها بيدها من جهة، إضافة إلى أن لها بعد أكاديمي كما هو حال الندوات الذي يتمثل عن طريق اختيار موضوع له أهمية بحثية كبيرة حيث يعلق على هذه النقطة بالقول:

«تم اختيار موضوع "الوقف" لما له من أهمية في رفد نشاط الدولة ودعم التكافل الاجتماعي والضمان الصحي والتي كانت موجودة في الماضي. نحاول من خلال هذه الندوة العمل على إحياء هذه المواضيع من جديد عسى أن نصل لفكرة وضع قوانين جديدة ليرجع الوقف كما كان سابقا مسخرا في خدمة الإنسان والمجتمع، وليتماشى مع السياسة العامة التي تقوم عليها الدولة في رفد هذا المجتمع وتحقيق نوع من الضمان الاجتماعي».

السيدة "سوزان بايراكتي أوغلو" مديرة متحف "الأوقاف" في "غازي عنتاب"

ويضيف بأن اختيار مدينة "غازي عنتاب" جاء كنتيجة طبيعية لما كان للمدينة من ارتباط تاريخي مع مدينة "حلب" حيث يضيف قائلا:

«كانت مدينة "غازي عنتاب" تاريخيا ضمن الحدود الإدارية لمدينة "حلب"، أما الآن فقد أصبحت مدينة تركية كبيرة تعداد سكانها مليون ونصف نسمة، ومدينة مشهورة ومعروفة. لذلك كان من الطبيعي أن نعمل على وجود ندوات ومشاريع كثيرة فيها ضمن إطار التعاون السوري التركي».

"الأوقاف التركية" في جامعة حلب

ومن المشاركين كانت السيدة "سوزان بايراكتي أوغلو" مديرة متحف "الأوقاف" في "غازي عنتاب" والتي قالت لنا:

«كانت محاضرتي عن "مليحانة غازي عنتاب" و"المليحانة" هي مصطلح يعبر عن واحد من أكبر الأماكن الوقفية في "تركيا". وتكمن أهمية المحاضرة في كونها تتحدث عن موضوع الترميم والصيانة حيث تم إحياء هذه "المليحانة" وتحويلها لمتحف من أجل عرض الآثار الخاصة بالأوقاف من خلال موضوع آثار مصنوعة من الخشب أو تلك التي تحتوي خطوطا عربية أو غير ذلك.

تأتي هذه الندوة لتشكل واحدة من ثمار التعاون التركي السوري والذي انعكس على كثير من الأمور التي تهم صالح البلدين.