في واحدة من التجارب الرائدة في مجال إطلاق الطاقات الإبداعية للشباب على نطاق الجامعات والمعاهد السورية، أقيم صباح يوم الأربعاء 9/12/2009 حفل توزيع جوائز "مشروعي" الذي بدأ منذ ما يزيد عن الخمس شهور وهدف إلى استقبال المشاريع المتميزة التي قام بها طلاب مبدعون على مستوى الكليات والمعاهد حيث تقول الآنسة "سوسن بوادقجي" عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية - رئيسة مكتب المعلوماتية عن هذا المشروع:

«تم الإعلان عن هذه المسابقة في شهر "تموز" الماضي حيث كانت شروط الاشتراك تتمثل في أن يكون المشارك طالبا مسجلا في أي من الجامعات الحكومية أو الخاصة أو المعاهد التقنية، وأن يكون المشروع معتمدا في الكلية وتحت إشراف الهيئة التدريسية؛ وأن يتم إرسال شرح عن المشروع وكافة البيانات الشخصية للمتقدم إلى عنوان بريدي ضمن جامعة "حلب". وقد كان عدد المشاريع المتقدمة حوالي /80/ مشروعا».

كان مشروعنا يتطرق إلى موضوع استرجاع الصور بحسب المحتوى؛ أي استخدام صورة للبحث عن صورة أخرى. بعد ذلك قمنا بتوسعة المشروع ليصبح نظام كامل ومتكامل

وتتابع بأن هذه المشروع هو جزء من مشاريع الاتحاد الوطني لطلبة سورية والتي تهتم برعاية المواهب الإبداعية لدى الطلاب حيث تضيف قائلة:

«قررنا نحن في الاتحاد الوطني لطلبة سورية إطلاق مبادرة تدعم المشاريع المتميزة التي ينتجها الطلاب حيث كان الباب مفتوحا لجميع الطلاب لتقديم إبداعاتهم. أدت هذه المسابقة إلى عملية تشجيع البحث العلمي والتي تفيد في كونها تتناول ظواهر موجودة في المجتمع وتعمل على تطوير حلول لها».

/80/ مشروعا تسابقت فيما بينها للفوز بجوائز المسابقة خضعت لتقييم من قبل لجنة التحكيم والتي يقول عنها الدكتور "محمد الحميد" عميد كلية المعلوماتية والعضو في اللجنة:

«قامت لجنة التحكيم بعملها بشكل موضوعي حيث بحثت في البداية موضوعية الفكرة وأصالتها وما يقدمه المشروع من فائدة للمجتمع، ومن ثم تم توزيع المشاريع على أعضاء اللجنة كل بحسب اختصاصه بحيث قام كل عضو بدارسة المشروع وتقديم خلاصة عنه أمام بقية الأعضاء ليتم انتقاء عدد منها ليدخل المرحلة الثانية من التقييم».

ويضيف بأنه تم انتقاء /12/ مشروعا مقدما من طلاب المعاهد، و/16/ مشروعا مقدما من طلاب الجامعات حيث خضعت كلها للمرحلة الثانية من التقييم والتي يقول عنها:

«تم في هذه المرحلة دراسة المشاريع من جديد ولكن مع مقابلة أصحابها حيث تضمنت العلامة الإجمالية للمشروع علامات تتناول عدة جوانب من المشروع هي: الفكرة، العرض، التنفيذ، الخدمة، أصالة الفكرة، والمنهج البحثي له. بعد ذلك، يضع كل عضو علاماته حول كل جانب من هذه الجوانب بشكل منفرد ومن ثم أخذنا المحصلة الخاصة بكل بند لكل أعضاء اللجنة للوصول بعد ذلك للعلامة الكلية للمشروع».

ويتابع بأن عملية التقييم كانت علمية وبعيدة عن أي اعتبارات كما يضيف بأنه وجد أفكارا جيدة مقدمة من الطلاب مع رغبة الطلاب في إبراز مواهبهم من خلال تقديم مواضيع جميلة. كما تنامى أيضا الاهتمام بالمسابقة من قبل الآخرين والسؤال فيما إذا ما كانت ستتم العام القادم أم لا».

وقد تمت المسابقة برعاية "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" وقال عن هذه المشاركة السيد "محمد خالد بنون" والذي قال:

«يعتبر هذا المشروع انطلاقة جديدة يعيد فيها الطالب اكتشاف مواهبه وقدراته مع التواصل ضمن بيئة شبيهة ببيئة العمل. إن وجود الجمعية هنا ورعايتها لهذا النشاط يأتي من رغبتها في التواصل مع الطلاب من خلال إقامة عددٍ من النشاطات والفعاليات التي ستؤدي إلى تطوير علاقة ما بين الطالب وسوق العمل ودمجه في هذه السوق ومواكبة تطوراته السريعة».

ويتابع بأن الجمعية ومنذ تأسيسها حرصت على الاستثمار في "الإنسان" والذي يشكل العنصر الأهم في المجتمع حيث تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة المبادرات التي أطلقتها الجمعية والتي تهدف إلى تعميق دور المعلوماتية في المجتمع ونشر ثقافة المعلوماتية بين كافة الأوساط.

وبعد توزيع الجوائز على الفائزين، التقينا الشاب "وسيم دويدري" والذي فازت مجموعته بالمركز الأول على مستوى الجامعات والذي قال لنا:

«كان مشروعنا يتطرق إلى موضوع استرجاع الصور بحسب المحتوى؛ أي استخدام صورة للبحث عن صورة أخرى. بعد ذلك قمنا بتوسعة المشروع ليصبح نظام كامل ومتكامل».

ويضيف بأن دقة عملية البحث وصلت إلى نسبة 89.33% حيث يتابع قائلا:

«إذا وضعنا صورة بحر مثلا وطلبنا البحث عن صور شبيهة لها، تأتينا نسبة 89.44% من الصور فيها بحر، أما النسبة الباقية فتأتي بصور فيها مياه ولكن صور لشلالات مثلا. وتعتبر هذه النسبة من النسب المميزة ضمن نطاق البحث هذا».

ويتابع بأن مجالات الاستفادة من المشروع كبيرة وتشمل مثلا مجال الصور الطبية والشعاعية كما يضيف بأنه يمكن استخدام المفهوم الذي قاموا بتطويره في معالجة الصور الممزقة أو في ترميم الصور القديمة أيضا.

بعد ذلك، التقينا مشروع "البيت الزراعي" الذي فاز بالمركز الثالث على مستوى المعاهد السورية حيث يقول الشاب "ياسر بركات" عن هذا المشروع:

«يتحدث مشروعنا عن بيت زراعي يتم التحكم فيه بشكل أوتوماتيكي بالكامل. يقدم خدمات وتحسينات للزراعة والمزارعين عن طريق أتمتة العمل، ويتألف المشروع من تجهيزات متطورة سخرناها مع بعضها البعض حتى نقدم إنتاج يعود بالنفع على البلد والمزارعين».

ويتابع بأن المشروع جاء نتيجة دراسة وتفكير كبيرين مع المحاولة بتقديم أفكار جديدة وواقعية حيث جاءت الفكرة مع سماع الطلبة أصحاب المشروع لوضع الزراعة وتأثير العوامل الجوية عليها حيث يتابع قائلا:

«قررنا عمل مشروعنا مشروع "البيت الزراعي" مع أربع وظائف أساسية: رش المبيدات، والري، والتدفئة، والتخلص من الحرارة الزائدة؛ وتتم كل هذه العمليات بشكل أوتوماتيكي وما على المزارع إلا مراقبة ماذا يحدث من خلال شاشة مثلا دون أي تدخل منه إلا في حالات بسيطة للغاية».

مثل هذا المشروع نقلة نوعية في مجال العمل البحثي الطلابي حيث قدم تحفيزا كبيرا للطلاب لتقديم مشروع سيعود بالفائدة في حال تنفيذها بالفائدة على الناس والوطن.