تعتبر درجة الماجستير الخطوة التمهيدية التي يبدأ معها الطالب المشوار الطويل نحو التفوق والنجاح، ويتحول عندها ضمن فرعه من متلقٍّ للعلوم الأساسية إلى باحث مؤثرٍ وفعال، ولكن كيف تكون نظرة الطالب إلى اختصاصه بعد وصوله إلى الماجستير؟ وما هي العقبات والتحديات التي تعترضه؟

eSyria حاولت معرفة آراء طلاب الماجستير في فروع عديدة، علّنا نستطيع تسليط الضوء على بعض المشكلات التي تعترض هذه الشريحة المهمة من طلابنا

ما ينقص الماجستير وجامعاتنا بشكل عام هو عدم الربط بين العلوم النظرية والتطبيق العملي، برأيي نحن يجب أن نعيش في الأسواق المالية والمصارف وليس في قاعات المحاضرات فقط

**الماجستير حصيلة التعب والجهد والمثابرة

"عوض اليوسف"

" عوض اليوسف" وهو معيد في قسم "نظم المعلومات الإدارية" يعتبر أنّ الوصول إلى الماجستير يحتاج إلى الكثير من المقومات والتي ينبغي أن تتواجد في الطالب حيث يقول: «أولا إنّ مجرد الوصول إلى درجة الماجستير في أي اختصاص هو دليل على الوعي والمثابرة من الطالب، لأنّ ثقافتنا وظروف حياتنا قد لا تدفعنا في أغلب الأحوال إلى المتابعة بعد مرحلة الدراسة الجامعية الأولى، وتكون هذه المرحلة هي الحد الذي يقف عنده أغلب الطلاب، هذا ما يجعلني أقول أنّ وصول أي طالب إلى الماجستير هو دليل تميز، وقد نجد الكثيرين ممن لم تتسنى لهم الفرصة في المتابعة -ربما لسبب أو لآخر- قد ندموا بعد فوات الأوان، ولكن في المحصلة يجب على الجميع أن يكون منتبها إلى أن التميز سمة جميلة وإذا أضفنا إليها ميزات درجة الماجستير نكون في النهاية أمام حاجة مهمة يجب أن تكون عند أغلب الطلاب».

**قد نصل إلى الماجستير دون تخطيط مسبق

"محمد شريف"

هل من الممكن أن يجد بعض الطلاب أنفسهم في الماجستير دون سابق إنذار أو حتى على الأقل دون رغبة من السنة الأولى، الطالب "محمد عكام" ماجستير في كلية "الاقتصاد" يحدثنا عن رأيه في ذلك من خلال تجربته الخاصة:

«أنا بداية لم أتوقع أن أصل إلى درجة الماجستير والتي حاليا أعمل على إنهائها، فكانت الشهادة الجامعية هي كل ما أطمح إليه، ولكن ظروفا كثيرة كانت شخصية في أغلبها دفعتني إلى الوصول إلى الماجستير، ورغم ذلك ورغم أن القدر كان في معظمه وسيلتي إلى الوصول، ولكن أستطيع القول أنني راضٍ كل الرضا عن نفسي، ولو عادت بي الأيام إلى الخلف، لكنت صممت من البداية على الوصول إلى الماجستير والدكتوراه مستقبلا لأنّ عدم انتباهي إلى هذه المرحلة المهمة منذ البداية لا يلغي أهميتها».

"معتز مصطفى"

ولكن عندما يدفعنا القدر إلى الوصول للماجستير هل نكون بالضرورة راضين عن ذلك: «طبعا، فهذا أمر طبيعي لأنّ الماجستير يتم حسب الرغبة الشخصية في المتابعة أو التوقف، وليس حسب الدرجة، كما يحدث في الشهادة الثانوية، أستطيع القول ومن خلال تجربتي الخاصة أنّ الماجستير قد يكون غائبا عن أذهان الكثير من الطلاب في السنوات الأولى من الجامعة ولكن في السنة الأخيرة وعندما يشعر الطالب أنه على مشارف الانتهاء، يتبادر دائما إلى ذهنه بأن الماجستير رغبة متواجدة عنده وضرورة قد يندم عليها فيما لو لم تكن بين يديه».

**ليس القدر دائما حليفنا في الماجستير

ولكن الطالب "محمد شريف" وهو ماجستير "علوم مالية ومصرفية" كانت له (الغصة) التي تمنعه من أن يكون سعيدا بالمطلق في الماجستير الذي وصل إليه وعلى عكس "عكام" فالقدر هنا كان ضد طموحه حيث يقول: « منذ البداية كانت الدراسات العليا تلوح في أفقي، فدخولي للقسم كان نتيجة أنّه علم حديث مطروح في أوساط العلوم الاقتصادية، ونحن فقط الدفعة الثالثة التي تتخرج من القسم، وهذا الشيء جعلني أشعر بأنّه يوجد مستقبل لهذا الاختصاص ضمن جامعة "حلب"، وخاصة أنّه أيضا يتعامل مع المصارف والتي هي مؤسسات حيوية في المجتمع ، والماجستير هو خطوتي الأولى على طريق تحقيق الحلم الكبير والذي هو الوصول إلى أعلى درجات المعرفة في اختصاصي، والتي يمكن اختصارها في درجة الدكتوراه (حتى الآن)، ولكن الفرحة لم تكتمل، فأنا كنت أطمح من البداية إلى المعيدية ولكن 16بالمئة من معدلي العام عن الطالب الأول في قسمي منعني من الوصول (قضاء وقدر)».

وهناك أيضا ما يجعل "شريف" غير سعيد في دراسته وهو رغبة لو تحققت أيضا لكان كل شيء على ما يرام: «ما ينقص الماجستير وجامعاتنا بشكل عام هو عدم الربط بين العلوم النظرية والتطبيق العملي، برأيي نحن يجب أن نعيش في الأسواق المالية والمصارف وليس في قاعات المحاضرات فقط».

**لطلاب المرحلة الجامعية الأولى رأي أيضا

و إذا أردنا أن نكون منصفين فدعونا نأخذ رأي الطالب "معتز مصطفى" وهو في السنة الثانية في كلية "الآداب" قسم اللغة الفرنسية والذي يقول عن رأيه إن كان سيصل إلى الماجستير أم لا: «من يريد الوصول إلى درجة الماجستير فعليه أن يتجاوز الشهادة الجامعية بمعدل جيد وهذا يتطلب دراسة وجهد متواصلين، وأغلب ذلك غير متوفر عندي، فأنا أعمل ساعات طويلة، في اليوم حتى أؤمن بعض المال لدراستي، وهذا ما يجعل الماجستير حلما بعيد المنال، ولا أستطيع القول هنا أنني راض حتى عن المرحلة الجامعية الأولى لأنني (لا أعلم)، الدراسات العليا طموح أي طالب جامعي، وبيدنا أن نطمح، ولكن ليس بيدنا دائما أن نملك الظروف للوصول إليها».