تأتي مرحلة التخرج في حياة كل إنسان تتويجا لمسيرة تعب ودراسة وعلم قضاها على مدار سنوات أربع أو أكثر يحاول التعلم فيها من مناهل الاختصاص الذي اختارها ليمضي به بعد ذلك إلى الحياة العملية محملا بهذه المعرفة. وكان طلاب الاقتصاد على موعد مع "حفل عشاء خاص بمناسبة التخرج" كما دعاه القائمون عليه والذي أقيم مساء يوم الاثنين 26/10/2009 في مطعم بوابة الشهباء ضمن مدينة "حلب" في نشاط يقول عنه السيد "محمود كيمل" أحد القائمين عليه:

«ليس هذا بحفل تخرج رسمي، إنما هو عبارة عن فكرة قررنا القيام بها مع أصدقائنا وأهاليهم عن طريق إقامة حفلة صغيرة مميزة لهم مع توزيع هدايا مقدمة من رعاة إضافة إلى إقامة برنامج فني منوع وبسيط».

من المرات القلائل التي يحس فيها الشخص بالسعادة الكبيرة بسبب ما حقق وبعد سنوات من التعب والعمل الجاد والشاق

ويضيف بأن عدد الخريجين اليوم كان /120/ طالبا وطالبة حيث كانت تجربة اليوم هي كتكرار لتجربة أقاموها العام الماضي حيث كان السبب كما يقول:

«كان الدفعة التي تخرجت العام الماضي هي دفعتي وكان فيها كل أصدقائي، فقررنا القيام بعمل يعبر عن فرحنا بهذا الموضوع الأمر الذي نجح، وهذا العام أنا واحد من المتخرجين إضافة إلى عدد من أصدقائي ما جعلنا نقرر القيام بهذه التجربة من جديد».

وقد تضمن برنامج الحفل عرضا بانوراميا لذكريات الطلاب في الجامعة إضافة إلى حفل عشاء من ثم تضمن الحفل تقطيع قالب "الكاتو" ومن ثم فقرات فنية كانت من طلاب الكلية أنفسهم مثل مشاركة الشابة "ماريللا شاكر" بمقطوعة عزفتها على آلة الكمان،كما قدمت مجموعة من طلاب الكلية عزفا على عدد من الآلات الموسيقية. وأخيرا تم توزيع الهدايا لكل الطلاب والتي شملت تلفزيونات ومشغلات DVD وقسائم شرائية وإقامات في منتجعات تركية وغيرها حيث يضيف قائلا:

«لا بد في هذه المناسبة أن أشكر الرعاة الذين قدموا هذه الهدايا للطلاب مثل شركة LG ومطعم "لوتشي" و معهد "نيوهورايزن" وغيرها من الشركات التي دعمت النشاط وأحبت أن تشارك هؤلاء الطلاب فرحتهم».

من جهته يقول السيد "غالي آلاجاتي" ممثل شركة LG ومطعم "لوتشي" بأنها كانت التجربة الأولى لهم في مجال رعاية الحفلات الطلابية حيث يوضح السبب بالقول:

«عرضت الفكرة علينا فأحببناها ووافقا عليها وقررنا المشاركة فيها حيث وجدنا أن الحفلة كانت ناجحة بموقعها والنشاطات التي تمت فيها. أحببنا من خلال مشاركتنا تقديم أنفسنا لهؤلاء الشباب وأهاليهم وتعريفهم بنا كإحدى الشركات الموجودة في سوق العمل الذي سيتوجهون إليه في المستقبل».

ويتابع بأن الشركة كانت مسرورة جدا من التجربة لدرجة أنها وعدت المنظمين بالمشاركة من جديد في الأمسية القادمة في حال تم تنظيمها من قبلهم.

وقد كانت فرحة الطلاب كبيرة وشديدة بهذا الموضوع منهم الشاب "هاني الجسري" والذي قال لنا:

«من المرات القلائل التي يحس فيها الشخص بالسعادة الكبيرة بسبب ما حقق وبعد سنوات من التعب والعمل الجاد والشاق».

والشاب "هاني" هو من مؤسسي موقع Aleppo Economic والذي كان منظم هذا النشاط والداعم الرئيسي له حيث يتابع قائلا:

«كان لنا في الموقع نشاطات كبيرة مع الطلاب خلال الفترة الماضية ما جعل من الصعب علينا ترك الكلية بسهولة والانتقال إلى الحياة العملية. ولكن هكذا هي الحياة وحان الوقت لكي نستمر في الحياة وننتقل لمكان آخر».

أمسية مميزة حاول من خلال القائمون عليها أن يقدموا الفرحة لمائة وعشرين طالبا في حفل عشاء وتخرج وصفوه على انه "غير رسمي" إلا أنه بالنسيبة لكثيرين سيبقى محفورا في ذاكرتهم طول العمر.