على مدرج كلية الطب في جامعة "حلب"، أقيمت المدرسة الصيفية الخامسة حول مفهوم العنف الأسري وذلك يومي 17-18/10/2009 بمشاركة كل من الهيئة السورية لشؤون الأسرة ومنظمة التبادل الأكاديمي الألماني وجامعتي "دمشق" و"حلب" وعدد من الباحثين والناشطين في مجال حقوق المرأة والطفل جرى التطرق فيها إلى موضوع العنف الأسري تجاه كل من الأطفال والمرأة ـ وحتى الرجال ـ في محاولة لتسليط الضوء على هذا الواقع وتوفير الحلول الكفيلة بالقضاء على هذا النوع من العنف. يقول البروفيسور الدكتور "نيقولا أبو طارة" حول هذه الدورة:

«تعتبر هذه الدورة ممولة من كل من منظمة التبادل الأكاديمي الألماني "DAD" ومن "الهيئة السورية لشؤون الأسرة" إضافة إلى التعاون مع "وزارة الداخلية" و"إدارة الطب الشرعي" وغيرها من الجهات».

تعتبر هذه الدورة ممولة من كل من منظمة التبادل الأكاديمي الألماني "DAD" ومن "الهيئة السورية لشؤون الأسرة" إضافة إلى التعاون مع "وزارة الداخلية" و"إدارة الطب الشرعي" وغيرها من الجهات

والبروفيسور "أبو طارة" هو مستشار حكومة ولاية "هامبورغ" و"شليزفيكهولشاتين" وجامعاتها للتعاون مع الدول العربية، ويتابع بأن الدورة تتطرق إلى عرض أنواع العنف الأسري الموجودة في الشرق الأوسط وأوروبا ضد النساء والأطفال (وحتى الرجال!)، إضافة إلى توعية الشعب ودفع هؤلاء المعنفين للمطالبة بحقوقهم حيث يتابع قائلا:

البروفيسور الدكتور "نيقولا أبو طارة"

«ما يسرنا حاليا هو أن طلب عدد من الحكومات العربية منا إقامة مثل هذه الدورات في أرضيها ما يدل على زيادة مفهوم الوعي تجاه هذا الموضوع حيث طلبت دول مثل "البحرين" و"سلطنة عمان" والتي لم يكن أحد يحلم بأن تقوم بعمل مثل هذه الدورات أو التحدث عن هذا الموضوع بطلب إقامة الدورات فيها. هذا الأمر إن كان يدل على شيء فهو يدل على أن الموضوع بدأ يحظى بالاهتمام، وبدأ المعنفون يطالبون بحقوقهم وهذا الأمر لم يكن يحدث سابقا».

ويتابع بأن نتائج إقامة هذه المدرسة الصيفية على مدار السنوات الماضية بدأت تظهر مع جرأة المناقشات التي كانت تتم والتي يقول عنها:

الأستاذ "أحمد منجونة" المحامي

«هناك مناقشات لم نكن نسمعها سابقا مثل الحديث عن الاغتصاب أو ضرب طفل، كما لم نكن نتوقع يوما أن يقول رجل دين مثلا أنه لدينا عنف ضد المرأة وهو غير مسموح في الديانات السماوية وهذا شيء رائع ومميز للغاية».

أما عن سبب تسمية الدورة باسم المدرسة الصيفية وفيما إذا ما سيكون هناك خريجون! فإنه يضحك ويجيب بالقول:

«هي مدرسة ولكن بدون شهادة! إنما سيتخرج الحاضرون منها وفي ذههنهم الكثير من الأشياء. في "ألمانيا" مثلا، إذا سمع الجار بأن جاره يضرب ابنه فإنه يقوم بالإبلاغ عنه للشرطة. أما هنا فقد سمعت مؤخرا للأسف بأن هناك رجلا في مدينة "حلب"قام بربط ابنه على حائط دار المحافظة وضربه أمام الناس ليربيه!!».

ويختم بالقول بأنه يجري حاليا في مدينة "دمشق" بناء "المركز المتعدد الاختصاصات" لرعاية ضحايا العنف ومكافحة العنف الأسري مع النية بالبدء بناء واحد آخر في مدينة "حلب" حيث سيكون البناء بتمويل كل من منظمة التبادل الأكاديمي والهيئة السورية لشؤون الأسرة ومنظمة الصحة العالمية.

أما الأستاذ "أحمد منجونة" المحامي والناشط في مجال حقوق الطفل والمرأة والدفاع عنهما فيقول:

«تعتبر إقامة مثل هذه الورشات عملية مهمة لأنه من الضروري معرفة ما يؤدي إليه العنف وآثاره على الأطفال والنساء المجتمع بشكل عام. عندما نقوم بتوعية المرأة فإننا سوف نحصل على مجتمع متحرر ومتفهم وواع ومددرك لقضايا».

ويضيف بأنه قد حضر الدورة التي أقيمت في العام /2007/ ضمن كلية "الطب" في جامعة "دمشق" حيث يضيف قائلا:

«للأسف فإن العنف يتزايد حاليا للأسف، وأتصور أننا لا نمشي في طريق الحل بقدر ما نمشي حاليا في مفهوم الحديث عنه على اعتبار أن مجرد التحدث عنه في الماضي كان ممنوعا. وأنا برأيي أن المشكلة قد يكون لها حل على المستوى المنظور والمستقبل القريب».

أما عن الندوة وعن الهيئة السورية لشؤون الأسرة فتقول المهندسة "سيرا أستور" رئيسة الهيئة:

«جاءت مشاركة الهيئة هذا العام كضرورة حيث تأمل الهيئة من خلال المشاركة التوصل إلى تحقيق عدة أهداف من بينها تقديم مقاربة متعددة الاختصاصات للتعامل مع ضحايا العنف المنزلي، والعمل على إنشاء مراكز متخصصة للتعامل مع ضحايا العنف المنزلي، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والصحي والقانوني للتعامل مع الضحايا وغيرها من الأمور».

وتضيف بأن الهيئة السورية لشؤون الأسرة هي هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المادي والإداري ومرتبطة برئاسة مجلس الوزراء مباشرة وتعمل في مجال تحليل واقع الأسرة السورية وإجراء كل ما يلزم حول هذا الموضوع.

موضوع العنف الأسري هو موضوع ما يزال من المحرمات بالنسبة للعديد من المجتمعات خصوصا تلك التي تعاني من هذا الموضوع ولا سبيل لديها للإفصاح عنه خوفا من الانتقام أو درءا من الفضيحة.