نال الباحث "أحمد شيخ حسين" درجة الدكتوراه في الآداب قسم اللغة العربية بتقدير امتياز وبمعدل قدره (85%) في(18/10/2009) وذلك عن بحثه المعنون: (البعد الرمزي للمرأة في الشعر الأموي) بإشراف الأستاذ الدكتور"عصام قصبجي" والدكتور"أحمد دواليبي".

وفي حديث لـesyria قال الدكتور"أحمد" عقب منحه درجة الدكتوراه: «فرحتي لا توصف، أحمد الله على هذه النتيجة التي طالما انتظرتها وها هي تحققت، وأشكر كل من وقف معي وساعدني وشجعني على مواصلة طريق البحث العلمي، وأخص بالذكر أستاذي الدكتور"عصام قصبجي" والدكتور"أحمد دواليبي" والدكتور"عبد الرزاق الخشروم" وجميع الأساتذة والأصدقاء والأهل».

الصديق الدكتور "أحمد شيخ حسين" كان مثال الباحث في حياته العلمية، وكان دائم البحث عن كل جديد في حقول المعرفة والعلم

ولدى السؤال عن طبيعة البحث، قال: «أردت أن أعرض لمسألة (البعد الرمزي للمرأة في الشعر الأموي)، لأبين، من الوجهة النفسية، كيف كانت المرأة رمزاً من رموز الحياة أو الموت عند الشاعر، فقد ناقشت في مدخل البحث رمزية المرأة في التحليل النفسي, فتبين أن الرمز يرتبط بكل ما هو خفي وغامض وموجز وخيالي وروحي وأن المرأة تمثل غريزتي الحياة والموت، ولما كان الحلم تعبيراً رمزياً عن الوجود الحقيقي قبل أن يخضع لتحويل الواقع الخارجي، ولما كان الشعر ضرباً من حلم اليقظة, فإن المرأة برزت من خلال رموز إيجابية حيناً, وسلبية حيناً آخر، كما تبين أن البعد الرمزي للمرأة قد انحصر في كل مظاهر الحياة والبناء إذا كانت قوة الحياة في أعلى ذراها عند الشاعر، مثلما انحصر في كل قوى الموت والهدم والفناء إذا كانت قوة الموت في أعلى ذراها عند الشاعر».

الحضور لحظة إعلان النتيجة

ولدى السؤال عن المنهج المتبع قال: «البحث اعتمد على المنهج النفسي الذي يبحث عن الوعي الباطن خلف ظواهر الفن, والوعي الباطن في الشعر الأموي يتصل بالمرأة على نحو ما من خلال القول بأنها تمثل غريزة الحياة في شمولها مقابل غريزة الموت في اندفاعها نحو الهدم، وهذا يعني أن الشاعر قد يعبر عن وجه من وجوه الحياة في اندفاعها القوي كأن يمدح أحد الأمراء مدحاًً قوياً والمرأة تلوح من بعد في أعماق هذا المدح, أو قد يذكر المرأة في المديح والسعي إلى السكينة يلوح في أعماق ذلك, كما قيل في "سعاد كعب بن زهير" من أنها كانت السكينة التي يبحث عنها الشاعر, وما سعاد إلا رمز، وعلى ذلك فإن المرأة كانت على الدوام طرفاً من طرفي صراع الحياة والموت، فتارةً تختفي وراء رموز الحياة, وأخرى تنتقب وراء رموز الموت».

وردا على سؤالنا عن تقسيمات البحث قال:« لما كان البحث يعتمد على المنهج النفسي, فلابد من مدخل يوضح مفهوم الرمز, ومن ثم رمزية المرأة في التحليل النفسي كما تظهر في اليقظة أو الحلم، على أن يعقب هذا المدخل ثلاثة فصول. يبحث الفصل الأول في البعد الرمزي للزمن من خلال المرأة، أو للمرأة من خلال الزمن، والفصل الثاني ينصرف إلى الطبيعة, بقسميها الساكن والمتحرك، ويفرد البحث الفصل الثالث للمرأة والتسامي, حيث يتناول الحديث عن التوازن بين الحياة والموت الذي ظهر عند بعض الشعراء الذين برزت لديهم بوادر بعيدة المدى من العذرية, التي اكتملت فيما بعد عند شعراء بني عذرة اكتمالاً لافتاً».

مع الدكتور عبد الرزاق الخشروم

أما أصدقاء الباحث فقد باركوا لصديقهم وزميل دراستهم حصوله على هذه الدرجة المميزة، فقال"أسعد اللايق": «نبارك للصديق والأخ هذه المرتبة العلمية وأعرف أنه يستحقها، فالسنوات الطويلة التي أمضيناها سوية في الدراسة كانت تدل على حبه للبحث العلمي».

فيما قال "سمير الطويل": «الصديق الدكتور "أحمد شيخ حسين" كان مثال الباحث في حياته العلمية، وكان دائم البحث عن كل جديد في حقول المعرفة والعلم».

فرحة الأصدقاء

وأما كاتب هذه السطور فقد كتب ما يلي: «عرفت الأخ والصديق والزميل الدكتور "أحمد" باحثا مُجدا منذ سنوات الدراسة الأولى، كان طموحه لا يقف عند حد، وتواضعه تواضع العالم الذي يعرف قدر العلم والعلماء، ما زلت أذكر الزميل "أحمد" في مكتبة كلية الآداب، كيف كان يبحث بهمة لا تعرف الملل، أبارك لك هذا النجاح الذي حققت، وإلى المزيد من العمل نحو البحث العلمي».