شَهِدتْ قاعة "عمر أبو ريشة" في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "حلب" ظهر الخميس (8/10/2009)م مناقشة رسالة الماجستير للطالب "صلاح الحسن" والتي حملت عنوان (التوظيف الثقافي في شعر محمد عمران)، والتي حظيت بتقدير ممتاز بعد أن منحتها لجنة الحكم (85) درجة..

eSyria حضرت مناقشة الرسالة والتقينا بعد إعلان النتيجة بالطالب "صلاح إبراهيم الحسن" ليحدثنا عن الرسالة التي تناولت التوظيف الثقافي في شعر "محمد عمران"، فتحدث عن الأسباب التي دفعته لاختيار هذا الموضوع قائلاً:

لعل من أهم الصعوبات هي غزارة إنتاج الشاعر وغنى تجربته بأشكال التوظيف الثقافي, مما جعل عملية اختيار الشواهد وفرزها أمر صعب بالدرجة الأولى, ثم تحليل هذه الشواهد الكثيرة إذ كانت هذه الدراسة تميل إلى استكشاف جماليات التوظيف الثقافي في شعر الشاعر من خلال تحليل نماذج من شعره من دون الاكتفاء بالاستشهاد بها

«اختيار الموضوع يعود بالدرجة الأولى إلى أسباب ذاتية تنطلق من إعجاب خاص بتجربة "محمد عمران", السبب الآخر موضوعي منطلق من مكانة "عمران" وتجربته في الشعر السوري الحديث, وما فيها من تنوع وغنى ولا سيما فيما يتعلق بتوظيف الثقافة في شعره الذي شهد لديه تطوراً من مرحلة إلى أخرى تعكس تلقيه الواعي وتعامله مع المكونات الثقافية عموما».

صلاح إبراهيم الحسن

وعن بحثه المقدم أضاف:

أعلان النتيجة

«(التوظيف الثقافي في شعر محمد عمران)؛ يعتني بدراسة ظاهرة توظيف الثقافة في تجربة "محمدِ عمران"؛ الذي ولدَ عام (1934)م, وتوفي عام (1996)م, وصدرت له (12) مجموعةً في حياته وواحدةٌ بعد وفاته, ولا تكاد تخلو مجموعة من مجموعاته من أحد أشكال التوظيف الثقافي الذي يعبر عن إفادة الشاعر من المكونات والعناصر الثقافية على مستوى المعنى والمبنى في نصوصه.

انتظم البحثُ في مقدمة, تبعها تمهيدٌ تناول تقانةَ التوظيف الثقافي في الشعر الحديث. تلى التمهيد أربعةُ فصول, تناول الفصل الأول: أشكال التوظيف الثقافي المباشر في ديوان "محمد عمران"؛ ورصد أشكال التوظيف الصريح في ديوان الشاعر.

وفي الفصل الثاني توقف البحثُ عند أشكالِ التوظيف الثقافي غير المباشر في ديوان "محمد عمران". ودرس الفصلُ الثالثُ أثر التوظيف الثقافي في البناء واللغة الشعرية عند "محمد عمران". أما الفصلُ الرابع والأخير فقد وقفَ عند ظواهرَ في التوظيف الثقافي عند "محمد عمران"».

تولى الإشراف على هذه الرسالة الأستاذ الدكتور "أحمد زياد محبك"، وعن دوره الإشرافي يقول "الحسن":

لقد كان لأستاذي الدكتور "أحمد زياد محبك" دوراً كبيراً في تذليل صعوبات البحث وتوجيهه الوجهة الصحيحة, فقد حاولت أولاً أن أدرس الأسطورة وتجليها في شعر "عمران" ولكنه نصحني بالبحث في توظيف كل المكوّنات الثقافية لدى الشاعر, إذ يشكل توظيفه للعناصر الثقافية غير الأسطورية ملمحاً وظاهرة ملحوظة لا تقل أهمية عن الأسطورة, وخصوصاً بسبب كثرة الدراسات الأحادية التي اقتصرت على الجانب الأسطوري وتوظيفه لدى شعراء الحداثة».

وعن الصعوبات التي واجهته في بحثه، يقول:

«لعل من أهم الصعوبات هي غزارة إنتاج الشاعر وغنى تجربته بأشكال التوظيف الثقافي, مما جعل عملية اختيار الشواهد وفرزها أمر صعب بالدرجة الأولى, ثم تحليل هذه الشواهد الكثيرة إذ كانت هذه الدراسة تميل إلى استكشاف جماليات التوظيف الثقافي في شعر الشاعر من خلال تحليل نماذج من شعره من دون الاكتفاء بالاستشهاد بها».

ومن لجنة الحكم التقينا بالدكتور "أحمد جاسم الحسين" الأستاذ المساعد في جامعة "دمشق" ليبدي رأيه بما قدم "صلاح الحسن" في بحثه، فقال:

«هذه الرسالة عن الشاعر "محمد عمران" الذي يعتبر من التجارب الشعرية السورية المهمة التي حاولت أن تجدد في حركة الشعر في "سورية" وأن تضيف لمسات خاصة. وهذه الرسالة محاولة جادة لمقاربة التوظيف الثقافي في شعر "محمد عمران".

هناك الكثير من الإشكاليات حول المنهجية على مستوى اللغة النقدية، وعلى مستوى طريقة المناقشة والمصطلحات، والمراجع وتوظيفها، بيد أن هذه الرسالة من جهة أخرى لها الكثير من النقاط الايجابية فهي محاولة جادة حاولت أن تبتعد عن الإنشائية، وأن تحيط بتفاصيل التوظيف الثقافي في شعر "محمد عمران"، وحاولت أيضا التحدث عن ايجابيات التوظيف الثقافي سلبياته.

ولا يمكن أن نفصل هذه الرسالة عن وضع الطالب على انه طالب ماجستير في بداية تشكله العلمي والبحثي، والبذور الموجودة لديه بذور جيدة بحاجة إلى مزيد من الصقل..».

هذا وقد تألفت لجنة الحُكم من الأساتذة: الدكتور "أحمد زياد محبك"، الدكتور "محمد حسن عبد المحسن" جامعة "حلب"، والدكتور "أحمد جاسم الحسين" جامعة "دمشق".