«حينما تلقيت نبأ نجاحي فاجأني المجموع.. فكنت أتوقع أكثر من ذلك، ومع ذلك لا أستطيع أن أصف لك تلك الفرحة التي شعرت بها أو ذاك الشعور الجميل الذي انتابني وأنا أرى ثمار جهودي وتعب طوال عام كامل تتوج بنجاح وتفوق..»

هذه كلمات "أريج" الأولى لموقع eAleppo الذي زارها في منزلها يوم السبت (9/8/2008)م في مدينة "جرابلس" في ريف "حلب".

التفوق يعني التميز، وهذا التميز أتمنى أن يشعر به الجميع، وأحب أن يكون من حولي متفوقون لكي تزيد المنافسة وبالتالي يزداد التحصيل العلمي والمعرفي والإصرار على التفوق.. ولا أنكر أنني أجهد لأن أكون الأفضل بين أقراني

"أريج سعيد" الطالبة في مدرسة (بنات جرابلس) والتي استطاعت الحصول على المركز الأول على منطقة "جرابلس" في شهادة التعليم الأساسي بمجموع (299/310).. وتتابع "أريج": «التفوق يعني التميز، وهذا التميز أتمنى أن يشعر به الجميع، وأحب أن يكون من حولي متفوقون لكي تزيد المنافسة وبالتالي يزداد التحصيل العلمي والمعرفي والإصرار على التفوق.. ولا أنكر أنني أجهد لأن أكون الأفضل بين أقراني».

  • حدثينا عن الطريق الذي سلكتِه لتتفوقي؟
  • ** قبل أن أصل للصف التاسع كانت لدي الرغبة بأن أتفوق وأكون الأولى، هذه الرغبة التي كانت تزداد كلما اقتربت من الصف التاسع، ففي الصيف اتبعت دورات تعليمية لبعض المواد كي استغل فصل الصيف وتابعت جدي واجتهادي حتى آخر يوم من أيام الامتحان وبحمد الله كللت جهدي بتفوق أسعد به الآن.. أما دراستي اليومية فكانت لمدة (6) ساعات تقريباً تنقسم من خلالها طريقة دراستي إلى نوعين. الأول للمواد الحفظية حيث كنت أقرأ الدرس بشكل سريع ثم لأعود وأقسمه إلى فقرات وقبل أن أبدأ بحفظ أي فقرة كان لا بد أن أفهمها جيدا. أما المواد العملية فكانت دراستها على الورق وبشكل مركز».

  • أي المواد كانت تستهويك في الدراسة أكثر.. الحفظية أم العملية؟
  • ** في المقدمة مادة (الرياضيات) وبشكل عام المواد العلمية .. لأني أرى فيها تشغيلاً للعقل وتدبراً وتفكراً.. وأنا أفهمها بسرعة»

    وعن المدرسة وعلاقتها بزميلاتها تضيف: «بالنسبة لزميلاتي فكانت تربطني بهن علاقة جيدة والحمد لله، بالرغم من وجود بعض الغيرة التي تقود إلى التنافس الإيجابي طبعاً. أما المدرسين فكان الاهتمام أكثر من قبل مدرسي المواد العلمية، وبعض المدرسين كانوا يهتمون أكثر بالطلاب المتفوقين، وهذا برأيي خطأ فيجب على المدرس الاهتمام بكل الطلاب على حد سواء»

    أما دور الأهل فتصفه "أريج": «لأهلي الدور الكبير والمهم في تفوقي، فقد كانوا مهتمين كثيراً بدراستي وأمنوا لي كل شيء يلزمني في دراستي، وكانوا يتابعونني خطوة بخطوة مؤمنين لي الراحة النفسية والهدوء، ناهيك عن الجرعات التشجيعية التي كانت تدفعني بقوة إلى الدراسة تزيد في التصميم لبلوغ التفوق..».

    وعن "أريج" وأجوائها الخاصة يحدثنا والدها قائلاً: «تتمتع "أريج" بقدرتها على تنظيم الوقت واستغلاله بشكل جيد، وحاولنا في المنزل أن نؤمن لها - قدر المستطاع- جواً مناسباً للدراسة، وحاولت أن أفيدها من تجاربي كطالب.. وتتميز "أريج" بشيئين جيدين برأيي ألا وهما المطالعة والاستفسار، حيث تطالع بشكل مستمر حتى أثناء دراستها وأكثر ما تقرأ هو كتب اللغة العربية، وأيضا تستفسر عن كل شيء، ولا تترك أي سؤال حتى تجد له الإجابة، أما في البيت فلم تدرس يوماً في غرفة منفردة بل كانت مع إخوتها حيث تستقل زاوية معينة من الغرفة وتدرس فيها..

    وبقي أن نذكر أن "جرابلس" مدينة ريفية على ضفاف "نهر الفرات" تقع على الحدود مع "تركيا" وتبعد عن مدينة "منبج" (42) كم، وعن مدينة "حلب" (118) كم