منذ إحداث كلية المعلوماتية بموجب القرار الجمهوري للسيد الرئيس الدكتور "بشار الأسد" في العام 2000، والكلية تتطور بخطى حثيثة تتناسب مع طبيعة الاختصاص الذي فيها. فعالم المعلوماتية هو بمثابه "نهر متجدد" على رأي الدكتر "سهيل خواتمي" عميد كلية المعلوماتية والذي يشغل هذا المنصب منذ العام 2004. وعلى هامش الورشات الصيفية التي تقيمها الكلية، التقيناه بتاريخ 27/7/2208، ودار معه اللقاء التالي:

  • كيف بدأت فكرة الورشات الصيفية؟
  • ** الفكرة كلها بدأت عندما أتاني بعض الطلاب من السنوات العليا الراغبين بمساعدة طلاب السنة الأولى والثانية في مقررات المعلوماتية. وبدأت الفكرة "بجلسات عملية" على اعتبار أن الجانب النظري يتم تلقيه في الكلية خلال العام الدراسي. وكانت هذه الجلسات تتم في قاعة واحدة والعدد كان قليلا. وبعد نجاح الفكرة اتسعت لتشمل العديد من الطلاب ومن ثم باتت تقام حتى في العطلة الصيفية إضافة إلى استقبال الطلبة من خارج كلية المعلوماتية الراغبين في التعلم والاستزادة من بحر المعلوماتية، ومما أعطى هذه الورشات الدفعة الكبيرة هو وجود الشركات الخاصة التي دخلت من باب الرعاية وقامت إما بتوفير الكادر التدريسي أو توفير الدعم المادي لإنجاح هذه الورشات. والمجالات التي تقدمها الورشات في كل من: إدارة الشبكات، التصميم الإعلاني ثنائي وثلاثي الأبعاد، الذكاء الصنعي والبرمجة، تطوير مواقع، قواعد معطيات مع كل ما ينبثق عنها.

    مختبرات الحاسوب في الكلية

  • إضافة إلى هذه الورشات، ما الذي تقدمه الكلية أيضا؟
  • ** تقوم الكلية حاليا بتقديم دورات لأعضاء الهيئات التدريسية للكليات الأخرى ضمن حرم الكلية، ولا بد أن أنوه هنا بأن هذه الدورات تكون مغطاة الكلفة ومدفوعة من قبل رئاسة الجامعة إلا في حال الرسوب حيث هنا يقوم الشخص بدفع تكلفة الدورة من حسابه. وتشمل قائمة الدورات شريحة واسعة من البرامج والاختصاصات سواء على صعيد البرمجيات أو العتاد. وقد انتهت في الأسبوع الماضي دورات في "الرخصة الدولية لزيادة الحاسب" (ICDL) إضافة إلى دورة حول التعامل مع برنامج "Adobe Photoshop" ولغة البرمجة "سي شارب" (C#). وهناك أيضا الدورات المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة حيث هناك مختبر خاص بهم، إضافة إلى وجود البرامج مثل لوحات المفاتيح ذات لغة "برايل" الخاصة بالمكفوفين وتلك المتعلقة بمن يعانون صعوبة في السمع أو الكلام. والكادر التخصصي المدرب على التعامل معهم.

    كلية المعلوماتية

  • في العرض التقديمي الذي تحدث عن الكلية، لاحظت ندرة الكادر التدريسي (11 شخصا فقط)، وهذا الأمر قد يكون طبيعيا بالنسبة لكلية حديثة التأسيس، ولكن هل هناك مشاريع تتعلق بإيفاد أو استقدام كادر تدريسي للكلية؟
  • ** هناك حاليا العديد من المعيدين في طور الإيفاد إلى العديد من الجامعات الرائدة حول العالم حيث هناك حاليا العديد من المعيدين الموفدين إلى كل من "ألمانيا" و"فرنسا" و"النمسا" و"بريطانيا" وذلك على أساس سنوي في مجالات البرمجة والاتصالات والذكاء الصنعي. وبعد صدور المرسوم الجمهوري القاضي بإيفاد الطلاب الثلاثة الأوائل على أي قسم للسفر للخارج إكمال دراستهم، تم إيفاد الطلاب الأول من كل قسم (والتي هي ثلاثة أقسام) للدراسة في الخارج. وهناك حاليا محاولات لفتح قنوات إيفاد لكل من "ماليزيا" وشرق آسيا لتنويع الاختصاصات. وحديثا، وبعد زيارة السيد الرئيس إلى دولة "الهند" طُرح موضوع إحداث دراسات عليا في الهند في اختصاص هندسة البرمجيات فقط هنا في كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة "حلب" والسبب هو أنني قد بدأت عملية التنسيق مع الجامعات الهندية حول هذا الموضوع منذ عامين تقريبا، والأمور في طور الاتفاق حاليا مع جامعة "جواهر لال نهرو".

  • ما عدد خريجي الكلية العام الماضي، وما عدد الطلاب الذي يدخلون الكلية ثانويا في الماضي وحاليا بعد صدور قرار زيادة العدد لاستيعاب جميع ناجحي الثانوية؟

  • عدد خريجي العام الماضي تجاوز المئة طالب، أما طلاب السنة الأولى فهم ما بين 130-140 طالب، ومع قرار الزيادة يتوقع أن يصبح عددهم ما بين 150 – 175 طالباً وذلك طبعا سيتضح بعد صدور المفاضلة الثانية وبدء الطلاب في التسجيل.

  • يمتاز عالم المعلوماتية بسرعة التطور الهائلة التي تجعل من الصعب جدا ـ إذا لم يكن من المستحيل مجاراتها، وتحتاج دوما إلى التجهيزات الحديثة والمخابر والحواسب المتطورة، حبذا لو تخبرنا عن مخابر الكلية والتجهيزات الموجودة فيها، وفيما إذا ما كان يتم تحديثها في انتظام؟

  • عدد مخابر الكلية /19/ مخبراً تتدرج ما بين الصغيرة التي تحتوي على /15/ حاسبا إلى الكبيرة التي تحتوي على عدد حواسب ما بين /40/ إلى /60/ حاسباً. وهذه المخابر يتم تحديثها سنويا وبمواصفات وتقنيات حديثة وعالية ومتطورة. وقد تم تمديد شبكة لا سلكية Wi-Fi في داخل الكلية ليتمكن الطلاب من الدخول إلى شبكة الانترنت والاطلاع على جديد عالم المعلوماتية وذلك في منتصف شهر "نيسان" من العام /2007/.

  • وما هي الأنشطة الأخرى التي تقوم بها الكلية؟

  • ** هناك المؤتمر السنوي الذي أقامته الكلية في تشرين الثاني الماضي بالاشتراك مع كل من الحرم الفرانكفوني الرقمي والجمعية السورية للمعلوماتية حول البرامج مفتوحة المصدر، وكانت هناك مشاركة من عدة دول من بينها: "باكستان" و"النمسا" و"ألمانيا" و"النمسا"، إضافة إلى أكاديمية "الأسد" للهندسة العسكرية. وما ميز الورشة العام الماضي هو مشاركة البروفيسور "ريتشارد ستولمن" والذي يعد أبو البرمجيات المفتوحة في العالم. ودام الاتصال حوالي 50 دقيقة أجاب فيها على أسئلة الحضور بهذا الصدد، وهناك حاليا مخبر في الكلية مجهز بنظام "Linux" المفتوح الشفرة البرمجية، وستقام ندوة في تشرين الثاني القادم ستكون متخصصة أكثر في النظم المفتوحة المصدر ومجالات استخدامها.

    ** الكثير منا لا يعرف "ماهي البرمجيات المفتوحة المصدر" ولا يدري ما أهميتها بالنسبة للإدارة والشركات، حبذا لو تعطي تقديما مختصرا عنها؟

    ** البرمجيات مفتوحة المصدر هي تلك التي تقدم الشفرة التي تم تطوير البرنامج بها للعموم وبشكل مجاني، وما يميز هذه البرامج هو إمكانية تعديلها للتناسب مع احتياجات مستخدميها من هيئات أو أفراد إضافة إلى قوة النواحي الأمنية فيها والتي تقلل من إمكانية اختراقها من قبل المخترقين. معظم البرامج الموجودة في منازلنا ومؤسساتنا هي غير مرخصة بشكل شرعي وهناك نقطة سلبية أخرى تتمثل في ارتباط هذه البرامج بالدول العظمى التي يمكنها شل عملية التطور في أي دولة بمجرد منعها من استعمال مثل هذه البرمجيات، وتقدم البرامج المفتوحة المصدر بدائل مجانية وقابلة للتحميل والاستعمال. وتقوم الكلية حاليا بإقامة الدورات في البرمجيات مفتوحة المصدر، وإيفاد المهندسين إلى الحرم الفرانكفوني الرقمي لنشر المعرفة بين الأوساط الأكاديمية.

    ** ماهي الخطة الحالية للكلية والآفاق المستقبلية ؟

    ** بدأنا بتطبيق خطة جديدة هي الأولى من نوعها على صعيد الكليات في الجمهورية السورية تعتمد على انتقاء المواد في السنوات الرابعة والخامسة، الناظم الذي تقوم عليه كل الكليات الهندسية أو العملية هو إدراج الطلاب في اختصاصات محددة مسبقا، إلا أن نقاط الضعف في هذه العملية تكمن في عدم معرفة الطلاب بما يحدث في الأقسام الأخرى، هدف هذه الخطوة هو جعل الطلاب ينتقون المواد التي يعتبرونها مفيدة لهم من الاختصاصات الأخرى إضافة لتلك الأساسية وبهذا يتخرج المهندس المعلوماتي بدون اختصاص يقيده. في السابق كان لدينا ثلاثة اختصاصات، ومع الخطة الجديدة أعطيت للطلاب "الديناميكية" المطلوبة في كلية مثل الهندسة المعلوماتية في انتقاء المواد التي يحتاجونها من أحد الأقسام السابقة.

    * كلمة أخيرة لحضرتكم؟

    ** هناك العديد من المشاريع الجديدة إضافة لتلك التي تحدثنا عنها سابقا، ونتمنى جعل كلية المعلوماتية مركزاً معتمداً لنيل "الرخصة الدولية لزيادة الحاسب" (ICDL) خصوصا أن الحكومة أعلنت أنها ستقدم زيادة شهرية على الراتب بمقدار/50/ ل.س لكل من يحمل هذه الرخصة، إضافة لمشروع إعطاء جامعة "حلب" لدرجة الماجستير في هندسة البرمجيات الذي تحدثنا عنه سابقا.