«لطالما سمعت أبي يردد بيت الشعر الشهير: العلم يرفع بيوتا لا عماد لها/ والجهل يهدم بيوت العز والكرم. فكان صوته الدافئ يتغلغل في أعماقي قوة معنوية لا حد لها، كيف لا وأبي الأستاذ "حسن" كان مثلي الأعلى في الحياة عامة والدراسة خاصة، ولطالما صبرت على مشقة الدراسة بهذه المقولة: "بداية محرقة ونهاية مشرقة، فكانت حقا البداية محرقة وشاقة، ولله الحمد والشكر كانت النهاية مشرقة».

بهذه الكلمات بدأت الطالبة "صفاء حسن الحطوري" حديثها لـ eAleppo يوم (3/8/2008) وهي التي لم ترضها مرتبتها الرابعة على ثانويات "حلب" ولا علاماتها البالغة (229من أصل 240) درجة من الفرع الأدبي، فقد كانت تحلم بأعلى من ذلك، لكنها تحمد الله على أي حال وتقول: «لكل مجتهد نصيب، وهذا ما قدره الله لي، وسأسعى إلى نيل أعلى الدرجات في قسم اللغة العربية الذي سأدخله، تيمنا بأختي الكبرى "عبير" التي تدرس الآن اللغة العربية في سنتها الأخيرة».

لكل مجتهد نصيب، وهذا ما قدره الله لي، وسأسعى إلى نيل أعلى الدرجات في قسم اللغة العربية الذي سأدخله، تيمنا بأختي الكبرى "عبير" التي تدرس الآن اللغة العربية في سنتها الأخيرة

وتضيف: «ولدت في مدينة "حلب" الشهباء عام (1991) وترعرعت على حب الله ورسوله، ومحبة الخير للجميع تعلمت مبادئ اللغة العربية والأحرف والأرقام في فترة مبكرة من حياتي قبل الروضة والمدرسة الابتدائية من أختي الكبرى، وسعيت نحو التفوق ما استطعت إلى ذلك سبيلا في سنوات حياتي الدراسية كلها وآخرها تفوقي في الشهادة الثانوية الفرع الأدبي».

صفاء مع والدها وأختها

وعن أثر الأسرة في تفوقها قالت "صفاء": «يعود الفضل في تفوقي إلى أبي الذي يحب العلم حبا شديدا، وإلى أختي "عبير"، ففي النهار كان أبي هو الأستاذ والمعلم لي، وفي الليل كانت أختي "عبير" التي كانت تقاسمني أوقات الدراسة، وتعدّ لي ساعات النوم وتساعدني في وضع برنامج الدراسة وتقول لي:"لن أرضى إلا بالمجموع التام"، ولن أنسى بالطبع دور أمي الحبيبة في توفير الجو الملائم لدراستي».

وعن أوقات دراستها قالت "صفاء": «كانت ساعات دراستي في الساعات الأولى من الصباح بعيد صلاة الفجر، فهذه الساعات تمتاز بهدوء تام مما ينشط الذاكرة على استقبال المعلومات وحفظها، وكنت أثبت المعلومات في ذاكرتي بالمذاكرات والنموذجات التي كنت أحصل عليها بفضل أساتذتي، وقد كنت أدرس كل درس أتلقاه دون تأخير حتى لا أنساه».

أما والدها الأستاذ "حسن" فقال لـ eAleppo: «كل الشكر على حضوركم وعلى هذا الموقع المتميز، وأنا سعيد جدا بتفوق ابنتي، ولا شك أن هذا التفوق ينبغي ألا تقف عنده "صفاء" فعليها أن تعمل وتعمل حتى تصل إلى هدفها العلمي، فمن ظن أنه اكتفى علميا فهو مخطئ، ذلك أن الإنسان دائم التعلم ولا يمكن أن يحيط بالعلم أبدا لذلك هو متعلم، مرة أخرى أشكركم وأشكر مدونة وطن».