لم تكن الطالبة "كوثر مصطفى مندو" تحلم بأقل من الدرجة التامة في الشهادة الثانوية الفرع العلمي بـ"حلب"، فقد سعت إليها بجد ونشاط إلا أنها قاربت تحقيق ذلك بمجموع قدره (259/ 260) أي بفارق درجة واحدة فقط لتنال الدرجة الأولى على مستوى ثانويات "حلب" في الفرع العلمي.

وبديهي أن هذا التفوق لم يأت طفرة فقد كانت متفوقة طيلة مراحل دراستها السابقة، وسبق لها أن حصلت على المركز الأول على مستوى محافظة "دمشق" في شهادة التعليم الأساسي بمجموع قدره (289/290)، ثم تابعت تفوقها في صفوف المرحلة الثانوية لتحصد العلامات التامة فيها، وقد أرادت التميز في الصف الثالث الثانوي العلمي فدرست في ثانوية "الباسل" للمتفوقين وعملت على ذلك حتى وصلت إلى الدرجة الأولى، تقول "كوثر": «أردت أن أكون متميزة هذا العام أيضا وعملت للوصول إلى هدفي حتى وصلت إليه، وقد نتج عن ذلك حبي للعلم والمعرفة وعدم الارتواء مهما نهلت من معينه، لذا أتمنى أن يوفقني الله تعالى في المراحل الجامعية القادمة وخاصة أنني اخترت دراسة الطب البشري».

أردت أن أكون متميزة هذا العام أيضا وعملت للوصول إلى هدفي حتى وصلت إليه، وقد نتج عن ذلك حبي للعلم والمعرفة وعدم الارتواء مهما نهلت من معينه، لذا أتمنى أن يوفقني الله تعالى في المراحل الجامعية القادمة وخاصة أنني اخترت دراسة الطب البشري

ولعدم تمكن الطالبة "كوثر" من الحصول على العلامة التامة قصة أخبرتنا إياها عائلتها لدى زيارة eAleppo للعائلة مباركة بهذا النجاح في (1/8/2008) فقد أصيبت الطالبة "كوثر" بوعكة صحية قبيل مادة العلوم بيومين فأجري لها عملية استئصال للزائدة، وكانت حالة صعبة عليها ومؤلمة، وحين ذهبت لتقديم مادة العلوم كانت آثار التعب ظاهرة عليها مما أفقدها درجة واحدة في مادة العلوم، وكانت تتوقع خسارة نصف درجة فقط.

وحين طلبنا من" كوثر"الحديث عن دور الأهل قالت: «كان دور الأهل كبيرا في تشجيعي وتأمين الجو المناسب للدراسة وخاصة الهدوء، فقد عانيت كثيرا من الضجيج في أوقات الامتحان، وكانت أمي تشجعني وتمدني بالإرشادات والنصائح وكان لها ولأبي الدور الأكبر عندما خضعت للعمل الجراحي أثناء الامتحان فقد أحاطوني برعايتهم وعنايتهم الكريمتين حتى استرجعت قواي وتمكنت من النهوض على قدمي والذهاب إلى الامتحان».

وعن نصائحها للطلاب قالت: «أنصح الطلاب المتقدمين للشهادة الثانوية بمحبة العلم، وأن يضعوا في أذهانهم أن العلم غذاء للروح ونضج للعقل وتفتح للذهن، فعليهم أن يقبلوا على الدراسة بدافع شخصي، وألا ينظروا إليه على أنه عبء وهمّ لا مفر منه، بعد ذلك فليضعوا هدفهم التفوق فالإرادة تصنع المعجزات».

ولدى سؤالنا عن أسلوب الدراسة الذي اتبعته قالت "كوثر": «حرصت على المثابرة والمتابعة وعدم التقصير فكنت أدرس كل درس آخذه بيومه ولا أؤجل ذلك، كنت أمضي الفترة الصباحية في الدراسة النظرية وفي المساء ألتفت إلى الدراسة العملية وحل المسائل، ولا أنكر فضل أساتذتي في توجيهي وواظبت بفضلهم على برنامج دراسة طيلة فترة العام الدراسي ولم أقصر يوما واحدا فيه، وكرست معظم وقتي للدراسة فقط بعيدا عن التسلية وصحبة الأصدقاء».

وقد قال سيادة اللواء "مصطفى مندو" والد "كوثر" لـ eAleppo: «نجاح "كوثر" أسعدنا وأفرحنا لأنها حققت تفوقا بالنسبة لمحافظة "حلب"، وإن كنا نأمل منها إحراز العلامة التامة، هذا التفوق يعطينا مؤشرا للحياة العلمية المستقبلية في أن تكون متفوقة في الدراسة الجامعية، وتقدم للوطن الشيء الجميل حبا ووفاء، فـ"كوثر" ترغب بدراسة الطب البشري لتفيد المجتمع وتساهم في بناء الوطن وازدهاره».

أما والدة "كوثر" فقالت: «كانت "كوثر" متعاونة معنا في نصائحنا وكانت تسمع منا كلمات التشجيع دائما، وأحيانا تشدد على نفسها بالدراسة فنطلب منها أخذ قسط من الراحة لتستعيد نشاطها، ولله الحمد كانت من المتفوقين في صفوفها كلها، وكنا نتوقع لها في الشهادة الثانوية المجموع التام لكن عارض مرضها منعها من ذلك، فقد قدمت مادة العلوم وكانت تتوقع أن تنقص نتيجة هذه المادة نصف درجة فقط بحسب إجابتها إلا أنها نقصت علامة واحدة فقط، المهم أتمنى لها كل خير ولكل الطلاب وشكري لموقع eAleppo المتميز».