لعل ما يميز فئة الشباب عن غيرها من فئات المجتمع الأخرى هو الطموح الكبير الذي ترسم من خلاله حياتها وحبها للتميز وإبراز الذات, وابتعادها عن التخاذل, ففي هذه المرحلة يتلقى الإنسان معظم خبراته, ففيها ينجز أغلب مراحله التعليمية, أو تعلمه لمهنة أو صنعة معينة..

فحينما يستطيع الإنسان الإفادة من ذاك الطموح والدافع الكبير المتوازي مع الأمل والإصرار تراه يشق طريق النجاح بيديه من أفكار هو من أوجدها وهو من خطط لها.

ونحن في eAleppo كانت لنا وقفتنا الميدانية مع عدة شباب دخلوا في سوق العمل ليكونوا فاعلين أساسيين في عجلة بناء المجتمع, ولكي لا يكونوا عالة على غيرهم. فكانت بعض التجارب الناجحة والطموحة:

محمد الاحمد

-(محمد الأحمد) شاب في العشرين من عمره, حصل على شهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي, لكن مجموعه لم يؤله للدخول في الجامعة, وهاهو الآن في عمله الخاص به "محل لبيع الزهور الصناعية والهدايا", حدثنا عن تجربته قائلا: "لم يؤهلني مجموعي في الثانوية العامة لدخول الجامعة لأكمل دراستي, واستنفذت سنوات الإعادة, فلم يكن أمامي إلا أن أقف أمام نفسي لأقرر إلى أين سأتجه, أرغب في الدراسة ومن أجلها قررت أن أعمل، ساعدني والدي وقدم لي مبلغا صغيرا استطعت من خلاله أن أبدأ عملي, هدفي الرئيسي هو أن استطيع تأمين مستقبلي, ولأتمكن من التسجيل في جامعات خاصة وأتابع دراستي".

وعن الواقع الذي واجهه خلال عمله قال: "الواقع لم يكن كما كنت أتوقع, فالدخل في البداية محدود والعمل يحتاج إلى تعب وجهد، لكنني مازلت في البداية وطموحي كبير وهو أن أتوسع في عملي أكثر, وهدفي هو أن يكون لدي معرض واسع وشامل في هذه المهنة".

ياسين الحمود

-(ياسين الحمود) شاب في الثانية والعشرون من عمره, لم يستطع الحصول على الثانوية العامة,وأدرك أن الحياة لا تقف عند شيء معين فإن لم ينجح بالدراسة فلابد أن يثبت نجاحه في مجال آخر فقرر الدخول إلى سوق العمل ويحدثنا عن هذا قائلاً: "الحياة صعبة, ويجب علينا أن نعرف كيف نتعامل معها, نحن كشباب إن لم نستطع إيجاد مصادر دخل لنا ونحن في بداية الطريق ستصعب علينا الحياة أكثر عندما تواجهنا بمصاريفها وأعبائها عندما نصبح مسئولين عن أسرة ومنزل, هذا هو السبب الذي دفعني لدخول سوق العمل، قام والدي بافتتاح محل لبيع "الدهانات.. ولوازم الحدادة" وها أنا الآن أعمل فيه, واستطعت أن اطر فيه الكثير, وأحاول أن أدخل أشياء جديدة في مهنتي.

وعن مشوار البداية يضيف (ياسين): "طبعا كانت البداية متعثرة وصعبة كما هي أي انطلاقة, ولكن الحمد لله مع الصبر والجد تتحسن الظروف, ونحن الآن في سوق ويجب أن نضع نصب أعيننا جميع الاحتمالات, وأن نوجد الحلول السريعة,وأن نهدف إلى النجاح والتقدم أكثر فأكثر.

حسين خميس

-(حسين خميس) خريج المعهد المتوسط لهندسة الكومبيوتر, متخرج منذ ثلاث سنوات عندما سئم انتظار الوظيفة, قرر العمل في مهنة بعيدة عن اختصاصه, وهاهو الآن يكمل دراسته في الجامعة الافتراضية ويعمل في محل يملكه أهله لبيع "المواد الغذائية", وعن هذا يتحدث قائلاً: "لم أقف عند باب الانتظار لكي تأتي إلي فرصة العمل ضمن اختصاصي, فقررت البحث عن بدائل فسافرت إلى دولة الإمارات وعملت فيها لسنة كاملة, لكنني لم أستطع التأقلم مع العمل هناك فعدت إلى سورية وقررت أن أتابع دراستي وأن أعمل أيضا وها أنا أسير في الاتجاهين معا, وطموحي كبير بأن أستغل دراستي في تطوير عملي مهما كان العمل".

شباب مفعم بالحيوية والنشاط ذوو أفكار خلابة, وطموحات كبيرة, قرروا بأنفسهم أن يبدأو قصص النجاح التي يريدون, دون أن يتواكلوا, فالفرص هي من صنعنا, والفرص ليست وصفة جاهزة تأتي إلينا فلابد لنا نحن من صناعتها, حينها سنكون الأفضل والأميز في أي مجال ندخله, وفي أي عمل نمارسه, وذلك بشرط أن نمتلك الطموح الكبير, والصبر, والإصرار والجد والتفاني في العمل حينها حتما سيكون النجاح حليفنا.