فترة الامتحانات من أصعب الفترات على معظم الطلاب والطالبات، وفي كثير من الأحيان تتحول إلى فترة قلق وتوتر، ويصاب فيها الطالب أو الطالبة بفقدان الرغبة للمذاكرة، والشعور بعدم التركيز والنسيان، مما يزيد من خوفه وقلقه وتوتره، ليصبح حاد المزاج عصبي، وبالتالي يؤثر ذلك على نومه وصحته العامة وربما لنصيرية هذه الامتحانات بالنسبة لطلاب "الشهادة الثانوية, وشهادة التعليم الأساسي", دور كبير في زيادة هذا التوتر, والخوف مع قرب موعد الامتحان.

ولأهمية هذه المناسبة ونحن على أيام قليلة تفصلنا عن بداية الامتحان" للشهادتين الإعدادية والثانوية " كان لموقع eAleppo الوقفة التالية, وكانت البداية من المعني الأساسي ألا وهم الطلاب, أردنا التعرف كيف يعيش الطالب هذه الأيام التي تسبق الامتحانات, وما الذي يتغير عليه فيها, فكان التفاؤل إحدى الحالات التي يعيشها قسماً من الطلاب.

-جليلة برهو (تاسع أساسي): "الشعور الذي ينتابني في هذه الفترة هو شعور التفاؤل, مررت بمرحلة من اليأس قبل حوالي شهر من الآن, ولكن هذه الأيام ينتابني الشعور بالتفاؤل, هذا التفاؤل الذي كان لأهلي الدور الكبير فيها, بالإضافة إلى المدرسين الذين لم يتوقفوا يوما عن شحني بجرعات من التفاؤل, وأنا الآن استعد بقوة لاجتياز الامتحان بإذن الله".

المدرس غياث مستو

لم يكن التفاؤل هو الشعور الوحيد, فكان للقلق والخوف نصيب في هذه الفترة وبنسبة أكبر ولأسباب عدة منها المجهول, ومنها المعلوم, وهو الهاجس الكبير الذي ينتاب معظم الطلاب وخصوصاً عند اقتراب موعد الامتحان, ويزداد هذا الشعور نسبياً كلما شعر الطالب بتقصيره وعدم تحضيره الجيد للامتحان, آملا أن يعوض ما فاته من مذاكرة.

-نسرين (تاسع أساسي): "الخوف الذي يراودني بين الحين والآخر هو خوف من الجو العام كوننا طلاب شهادة, وأيضا كون هذه التجربة هي تجربتنا الأولى, في هذه الفترة حاولت أن ازيد من مدة دراستي, وأشكر أهلي الذين وفرو لي كل ما يلزمني لذلك, وأيضا الكبير الشكر لأساتذتي الذين يتابعونني خطوة بخطوة, وأرجو من الله أن يصل كل طالب إلى ما يتمناه ألا وهو النجاح بإذن الله ".

الطالب عبد الله السمعو.

-يوسف الشيخو" (ثالث ثانوي): "ربما يكون السبب الرئيسي للخوف من الامتحان هو شعور الطالب بالتقصير في بعض المواد, أو بالمنهاج بشكل عام, وقد يزداد هذا الهاجس أو ينقص من طالب لآخر، أما بالنسبة لي فيزداد خوفي, وقلقي عند شعوري بالتقصر في مادة ما, فأجهد حينها لتعويض ما فاتني, فساعات دراستي تزداد تدريجياً مع قرب الامتحان.

وهناك أيضا سبب آخر– برأيي- للخوف ألا وهو كون هذا الامتحان هو الاختبار الوحيد الذي يخضع له الطالب وعليه يحدّد مصيره, فلو كان هناك فرصة أخرى كفكرة (الدورة التكميلية مثلاً) حينها سينخفض هذا الخوف بنسبة كبيرة.

  • عبد الله السمعو ( تاسع أساسي, معيد): "هاجس النجاح, وخوف الرسوب, هما سبب الخوف في هذه الفترة, والخوف ليس هو الخوف من الامتحان بحد ذاته بل الخوف عما سيلي الامتحان أي نتيجة هذا الامتحان. باعتبار هذه السنة هي الثانية لي في الصف التاسع, فبالتأكيد خوفي في هذه السنة, أقل بكثير من العام الماضي. وأرى أن المطلوب من الطالب في هذه الفترة هو الاهتمام بدراسته أكثر من السابق, فعندما يكون استعداده جيد سيتلاشى الخوف من اليوم الأول للامتحان, وما أتمناه أن يوفر المراقبون لنا الجو المريح, لأن الطالب داخل قاعة الامتحان بحاجة إلى الهدوء والتركيز ".

  • من جهته الأستاذ غياث مستو (مدرس تاريخ) يرى في الامتحان " لحظة مصيرية في حياة الطلب، ومن هنا يأتي خوف الطالب الذي يخاف لكون هذه اللحظة لا تتكرر, لذلك أنا أرى أن هذه الطريقة بحاجة إلى تحديث, كون الطالب قد يكون في هذه اللحظة بنفسية سيئة, أو أنه قد يتعرض– لاسمح الله – لظرف اجتماعي خارج عن إرادته, كحادثة وفاة في عائلته, أو مرض, لذلك يجب أن لا نربطب مصير الطالب من خلال امتحان وحيد, ولا ننسى شيء مهم للخوف ألا وهو عدم تهيئة الطرف لمناسب للامتحان عند الأهالي الذين يجب عليهم التقليل من هول الامتحانات وعدم إظهار الامتحان على أنه المارد الذي ينتظر الطالب, و كذلك على المدرسيين والمراقبين المساهمة في ذلك لمساعدة الطلاب للتخلص من هذه الحالة وتهيئته نفسياً للتعامل مع هذه الفترة التي يجب علينا الاعتراف أنها فترة صعبة في حياة الطالب .

  • وعن الأجواء الداخلية لقاعات الامتحان, وعن تعامل المراقبين مع الطلاب تحدث الأستاذ أحمد شيخ سلو /مدرس لغة عربية/: "لقاعات الامتحان أجواء خاصة, فهذه القاعة تضم ثلاثة عناصر وهما (الطالب, المراقب, وورقة الامتحان), ولنتحدث أولاً عن علاقة المراقب بالطالب, فأنا خلال ممارسة لعملية المراقبة لاحظت وجود نوعين للمراقبين, الأول المراقب المدرك لعمله والذي يتميز بقدرته على فهم المهمة المنوطة به بشكل صحيح فيقوم بترجمة هذا الفهم على الواقع، إذ يحاول منذ البداية إزالة خوف الطالب وشحنه نفسياً, وتزويده بالملاحظات المفيدة له قبل الدخول في الامتحان, ويقوم أيضا بفصل همومه الاجتماعية تماماً عن القاعة التي يتواجد فيها, وهذا النوع يساهم بشكل كبير في تأمين الراحة النفسية للطالب, ليكون عنصراً

  • إيجابياً وليس سلبياً، أما النوع الثاني من المراقبين فهم على العكس تماماً من النوع الأول تراهم يخلطون أشيائهم الشخصية بالمهمة التي يوأدونها في قاعات الامتحان مشكلين عنصر ضغط إضافي على الطالب.

    وأنا أود أن أتوجه لجميع زملائي المراقبين– ونحن على مقربة من الامتحانات– أن يساهموا بإيجاد جو مثالي للطالب يساعده على استذكار ما درسه, وعلى تجميع أفكاره, وذلك من خلال إحلال الهدوء التام داخل القاعات, وعدم التجوال بين الطلاب بشكل مستمرد".

    إذا بالفعل هي اللحظة الأصعب في حياة كل طالبد, قد يدفعه اجتيازه إلى الاستمرار قدماً في رحلة النجاح, وقد يعيقه تعثره فيها في إكمال حلمه, فعلى الجميع أن يشتركوا في إيجاد البيئة الملائمة للطالب في هذه المرحلة وأن يكونوا عوناً له.

    وإليكم بعض النصائح النفسية والطبية للطالب في هذه الفترة:

    1-إيجاد الجو المناسب للمذاكرة من وقت ومكان وهدوء .

    2-محاولة قراءة مواضيع مواد الامتحان قبل وقت كافي لفهمها، وعدم إهمال المذاكرة وتراكمها لفترة الامتحانات.

    3-محاولة تلخيص المواضيع على شكل نقاط رئيسية ومراجعتها باستمرار والعودة للموضوع الأساسي لمزيد من الفهم والاستيعاب.

    4-وضع جدول زمني يومي لجميع المواد، بحيث لا تهمل مادة وتركز على أخرى.

    5-عدم تناول المنبهات والتقليل من تناول القهوة والشاي.

    6-لابد من النوم الكافي المريح المتواصل ولمدة ثمانية ساعات يومياً على الأقل.

    7-الاهتمام بالتغذية السليمة بتناول الوجبات الثلاثة والإكثار من أكل الخضراوات والفواكه الطازجة.

    8-دائماً ثق بنفسك وبقدراتك، ولا تجعل الإحباط والتشاؤم يسيطرون عليك فكن متفائلاً.

    وأخيرا يتمنى eAleppo لجميع طلابنا وطالباتنا التوفيق والنجاح في امتحاناتهم.