نذر جلّ حياته لخدمة الثقافة والأدب من خلال تأليفه العديد من المعاجم اللغوية وعمله الطويل في سلك الترجمة، وبسبب مساهماته المتعددة في هذا المجال تم ترشيحه مرتين لجائزة "نوبل" للآداب.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 18 كانون الثاني 2016، الدكتور "محمد عبدو علي" باحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين"، فقال: «لقّب الباحث الراحل "مصطفى أمير" بـ"أمير خان"، وهو أحد أعلام اللغة والثقافة في محافظة "حلب"، وذو دور بارز في هذا المجال، من أهم ما تميزت به تجربته الفكرية تعمقه في أبحاثه الثقافية والدينية والتاريخية.

بتاريخ 12 كانون الأول 2014، توفي الباحث الدكتور "مصطفى أمير" في مدينة "إسطنبول" التركية بعد صراع مرير مع مرض عضال، وبذلك فقدنا أحد أعلام اللغة والثقافة والأدب

ولد الدكتور "مصطفى أمير" عام 1949 في قرية "خازيان" التابعة لمنطقة "عفرين"، من أسرة ميسورة الحال مادياً تعمل في الزراعة كباقي الأسر، وبسبب عدم وجود مدرسة ابتدائية في قريته كان يضطر ورفاقه للسير مسافة تزيد على ثمانية كيلومترات للالتحاق بالمدرسة في قرية "صاريا" التابعة لناحية "المعبطلي" المجاورة لقريته.

الدكتور "محمد عبدو علي"

أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدينة "عفرين" بمحافظة "حلب" و"حارم" بمحافظة "إدلب"، وبعد إنهاء الدراسة الثانوية سافر عام 1973 إلى "النمسا" واستقر فيها، ودرس الطب في جامعة "فيينا"، ثم توجه لدراسة "الجغرافية" في ذات الجامعة، لكن ذلك لم يمنعه من تحقيق حلمه الأدبي وإنجاز نتاجات أدبية ولغوية مهمة كقواميس لغوية عديدة باللغات الكردية والعربية والألمانية تضمنت آلاف الكلمات من اللغات المذكورة ليضيفها إلى المكتبات اللغوية والعلمية على الساحة الأوروبية فيقرؤها الغربيون والشرقيون على حد سواء.

وبسبب القيمة العلمية والأدبية لنتاجاته؛ قامت جامعة "فيينا" بطباعتها وإصدارها ونشرها، وبذلك عُرف في مختلف الأوساط الثقافية والفكرية على الساحة الأوروبية، وكان ذا شأن في المجال الثقافي فيها».

الأديب والباحث "بير رستم"

وختم: «بتاريخ 12 كانون الأول 2014، توفي الباحث الدكتور "مصطفى أمير" في مدينة "إسطنبول" التركية بعد صراع مرير مع مرض عضال، وبذلك فقدنا أحد أعلام اللغة والثقافة والأدب».

"بير رستم" الأديب والباحث في تاريخ الشخصيات الثقافية في منطقة "عفرين" قال: «خدم الباحث اللغوي "مصطفى أمير" الثقافة من خلال بحثه العميق في الجانب اللغوي الكردي وكتابته وتدوينه لأكثر من قاموس، باختصار نذر حياته في سبيل إحياء اللغة والأدب الكرديين».

وحول أهم إنجازاته الأدبية واللغوية أضاف: «عكف الدكتور "مصطفى أمير" على كتابة قاموس "ألماني - كردي"، و"كردي -ألماني"، نشرهما عام 1991، ضم القاموس ما يقارب 44 ألف كلمة، كما كتب قاموساً "عربياً – كردياً" ضم 75 ألف كلمة نشره عام 1997. كما قام بدراسة تاريخ الأديان وتعمق فيها ليتوج جهده بترجمة الكتاب المقدس "الإنجيل، العهد الجديد"، وأصدره عام 2002».

وختاماً، قال "بير": «خلال مسيرته الأدبية والبحثية شارك الدكتور "مصطفى أمير" في مناظرات عديدة مع مؤرخين أوروبيين حول قضايا تاريخية وفي مجال الدراسات اللغوية والأديان، ولدوره البارز في المجال الفكري تم ترشيحه من قبل جامعة "فيينا" للحصول على جائزة "نوبل" للآداب عام 2005، كما تم ترشيحه للمرة الثانية لجائزة "نوبل" من قبل بابا "الفاتيكان" "باولوس الثاني" عام 2006.

وتم إصدار أعماله مرات عديدة، وجميع الكتب التي نشرها الراحل "مصطفى أمير" تم تصديقها وإصدارها من قبل جامعة "فيينا"».