لعب خلال حياته دوراً كبيراً في تطوير الفن الموسيقي وترسيخه بمنطقة "ريف حلب الشمالي" من خلال عمله كمهندس للصوت في الاستوديو الفني الصغير، الذي أصبح مركز تجمع واستقطاب لفناني المنطقة ومطربيها.

للحديث أكثر عن الأستاذ "عمر فوزي" ودوره الفني، مدونة وطن "eSyria" التقت في "عفرين" الفنان "عبد الرحمن عمر"، وذلك بتاريخ 19 تموز 2014، فقال: «يعد المرحوم "عمر فوزي" من أوائل الأشخاص الذين عملوا على تطوير الفن الموسيقي في منطقة "ريف حلب الشمالي"، فقد اكتسب خبرة كبيرة في مجال هندسة الصوت وتسجيل الكاسيتات الفنية لأبرز فناني المنطقة قبل حوالي 40 عاماً، وكان له بذلك الدور الرئيسي في تطوير الموسيقا والغناء الكرديين وإثبات حضورهما على الساحة الفنية السورية.

للمرحوم "عمر فوزي" دور كبير في تسجيل مئات الكاسيتات والأسطوانات الموسيقية والغنائية، لفناني منطقة "ريف حلب الشمالي" وغيرهم في فترة لم تكن فيها أجهزة التسجيل متوافرة، لقد كان المرحوم يعمل في سبيل حماية جهود ونتاجات عشرات الفنانين من الضياع والاندثار، لقد حقق ما كان يعمل لأجله من خلال مساهماته الفعالة في انتشار الأغنية الكردية والتعريف بالمطربين والفنانين الذين توفوا من سنين

كان الاستوديو الذي افتتحه بحي الأشرفية بـ"حلب" يعج دائماً بالفنانين والمطربين والفرق الفنية لتسجيل ألبوماتهم وتوزيعها في المنطقة؛ فكان يقوم بالعمل على هندسة الصوت وتسجيل الكاسيتات وتوزيعها بجهوده الشخصية، وذلك منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان ذلك العمل في تلك الأيام مهماً وكبيراً لأنه كان يعتمد على الخبرة والتقنيات الفنية البسيطة، وهنا أود أن أذكر أنه وخلال تسجيل كاسيت ما كان يعيد الأغنية بكاملها إذا ما حدث نشاز في أي مرحلة من مراحل تسجيلها، وكان هذا الأمر صعباً ومعقداً فتسجيل أغنية واحدة أحياناً كان يأخذ أياماً بلياليها، وكان الأمر يزداد تعقيداً وصعوبة أثناء تسجيل الأغاني الملحمية الكردية التي تتميز بطولها، فالأغنية الواحدة منها قد تطول ساعة أو ساعتين متواصلتين، وإذا حدث خطأ ما في الثواني الأخيرة من التسجيل يجب إعادتها من البداية، ومع ذلك لم يكن المرحوم "فوزي" يغضب أو يتذمر بل كان يقوم بعمله بكل سرور لأنه يعرف أنه بعمله يساعد الفنانين ويساهم في تطوير الموسيقا وترسيخها».

الفنان عبد الرحمن عمر

وأضاف: «بحسب معرفتي به فإنه وبعد أن حصل على الشهادة الثانوية عمل موظفاً في دائرة "بنك الدم" بحلب، وفي العام 1973 افتتح مركزاً للتسجيلات الفنية تحت اسم مركز "الشرق الأوسط"، واقتنى أجهزة صوتية حديثة في تلك الفترة ساهم من خلالها بتطوير الفن، وخاصة في منطقة "ريف حلب الشمالي" لأن مركزه عمل على استقطاب معظم الفنانين الذين لقوا منه كل رعاية ومساعدة، ومن الفنانين الكبار والمعروفين في المنطقة الذين سجل لهم كاسيتات: "جميل هورو"، و"علي كابي"، و"علي تجو"، و"بيتاز"، و"رشيد معم جوجان"، و"محمد شيخو"، و"محمد طيب طاهر"، و"محمود عزيز"، و"حكمت جميل"، وكذلك سجل لي معظم كاسيتاتي الشخصية، وكذلك الكاسيتات الفنية الغنائية لفرقة "آرمانج" الفنية المعروفة في عموم المنطقة، كما ساهم في تطوير وشهرة العديد من الفنانين مثل: "عدنان دلبرين"، و"عامر أبو النور"، و"محمد حسين"، و"علي داوود"، وغيرهم.

ورافق المرحوم خلال مسيرته وبأجهزته الفنانين المعروفين على الساحة الفنية السورية والعربية، مثل: "إلياس كرم"، و"صالح الحايك"، و"رفيق سبيعي"، والفنانة "سعاد حسني". وفي العام 2000 ونتيجة اكتسابه خبرة فنية كبيرة أسس شركة لصناعة الآلات الموسيقية».

الفنان أدهم عمر

الفنان "أدهم عمر" قال: «للمرحوم "عمر فوزي" دور كبير في تسجيل مئات الكاسيتات والأسطوانات الموسيقية والغنائية، لفناني منطقة "ريف حلب الشمالي" وغيرهم في فترة لم تكن فيها أجهزة التسجيل متوافرة، لقد كان المرحوم يعمل في سبيل حماية جهود ونتاجات عشرات الفنانين من الضياع والاندثار، لقد حقق ما كان يعمل لأجله من خلال مساهماته الفعالة في انتشار الأغنية الكردية والتعريف بالمطربين والفنانين الذين توفوا من سنين».

يذكر أن الأستاذ "عمر فوزي" هو من مواليد قرية "بعدنلي" التابعة لمنطقة "عفرين" في العام 1948، وقد تعرض في العام 2011 لأزمة قلبية توفي إثرها، ودفن في مسقط رأسه.

فرقة آرمانج من الفرق التي سجلت كاسيتاتها عند المرحوم