أمضى "حسان حمزة" حياته يعمل في لف المحركات، لكنه تحول إلى صانع أعواد مميزة وفريدة حيث وصل إنتاجه إلى بلدان أوروبا لشدة إتقانه هذه الصناعة.

مدونة وطن eSyria زارت مدينة "الباب" في الريف الحلبي وحاورت "حسان حمزة" لتضيء على تجربته الفريدة فقال: «تربيت في بيت ريفي بسيط وكان أبي رحمه الله سامعاً للفن القديم ومحباً بشدة له، فورثت ذلك عنه وأحببت الفن من خلاله وتجلت هذه المحبة بمحاولة تصنيع آلة "ربابة" بإمكانات بسيطة، ثم تطور الأمر إلى صناعة عود بدائي المكونات، ثم اشتريت عوداً وحاولت تعلم العزف عليه بمساعدة "حسن الأحمد" فهو من علمني أصول السلالم الموسيقية وترافق ذلك مع الاستماع للمطربين القدماء وغير المعروفين إضافة إلى ولهي الشديد بالموسيقا التركية ومدارس العزف فيها، لكن والدي كان معارضاً للعمل في مجال الفن بسبب النظرة الدونية التي كان ينظر بها لكل من يحترف العمل في هذا المجال فقادتني السنون للعمل في الكهرباء ولف المحركات لكن شيئاً ما جعل حبي للموسيقا يزداد ويتعزز بمخزون سمعي يحوي نوادر الموسيقا العربية والكثير من الموسيقا التركية».

تربطني به علاقة صداقة قوية منذ بدأت أتذوق الموسيقا، وكنت أتردد إليه لأسمع نوادر المقطوعات العربية والتركية، فهو صاحب موهبة فذة لم تنجح الأيام ولا السنون بدفنها فعاد إليها بعد أن تقدم به العمر، وكان يقدم لي كل الدعم والتشجيع، فهو عازف ذواق ومصنِّع محترف، حظيت بعود من باكورة إنتاجه وأشعر بسعادة وارتياح حين أعزف عليه لأنه يعتمد أسساً علمية ورياضية صحيحة في التصنيع

وتابع: «تعرفت على الأستاذ "أيمن جسري" والأستاذ "رامي حج حسن" وكثيراً ما كنا نجتمع في جلسات عزف وغناء، ثم تعرفت على الشيخ "سيف الدين زين العابدين" الذي تطورت علاقتي به سريعاً وشجعني على تصنيع العود بعدما اطَّلع على تجربتي في مجال الصناعة فأعطاني قياسات العود الهندسية وبدأت وأنا في الثامنة والأربعين من عمري بتصنيع أول عود وذلك في العام /2004/، وميزة الأعواد التي أصنعها أن نهايات الرِّيَش الموجودة في "الطاسة" منتهية إلى بعضها حتى آخر حد، بمعنى أنه لا وجود لنصف دائرة تنتهي إليها تلك الريِّش في الأعواد التي نراها اليوم، وهذه الميزة من شأنها إضافة تحسين نوعي على أداء العود وجودة صوته وهي ليست بالمهمة السهلة، ومن يعرف قواعد صناعة الآلات الموسيقية يعرف معنى هذا الكلام جيداً. كما أصنع الأعواد التركية وآلة "البزق" أيضاً. وقد اقتنى من صناعتي الفنان السوري "صفوان بهلوان"، والفنان "نهاد نجار"، وعازف العود "بشار الحسن"، والمطرب "حمام خيري"، كما تم طلب الأعواد لدول عربية وأوروبية مثل روسيا وكندا والخليج العربي».

في الورشة أثناء العمل

عازف العود "بشار الحسن" قال عن "حسان": «تربطني به علاقة صداقة قوية منذ بدأت أتذوق الموسيقا، وكنت أتردد إليه لأسمع نوادر المقطوعات العربية والتركية، فهو صاحب موهبة فذة لم تنجح الأيام ولا السنون بدفنها فعاد إليها بعد أن تقدم به العمر، وكان يقدم لي كل الدعم والتشجيع، فهو عازف ذواق ومصنِّع محترف، حظيت بعود من باكورة إنتاجه وأشعر بسعادة وارتياح حين أعزف عليه لأنه يعتمد أسساً علمية ورياضية صحيحة في التصنيع».

ويرفض "حسان" أي إضافات زخرفية على آلاته مقتنعاً أن العود ليس لوحة فنية فالمهم في تصنيعه جودة الصوت وجمال الرنين الذي يتضرر من جراء المواد الغريبة المستخدمة في التزيين.

صانع الأعواد حسان حمزة

"حسان حمزة" من مواليد "الباب" عام /1956/.

تقنية نهاية الريش في العود المميزة