حملت هويتَها في قلبها ونطقت بها ريشتُها، اغتربت في "بخارست" ونهلت منها الفن، فصهرت مناجم الإبداع في مخيلتها، لتشكلها من جديد بخبرة أكاديمية وتجريبيّة محترفة، لتكون مرآة للفن التشكيلي السوري في "رومانيا".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنانة التشكيلية "سمر دريعي" بتاريخ 12 كانون الأول 2019 فقالت: «مقيمة في "بخارست" عاصمة "رومانيا" منذ 22 عاماً، أحببت الفن وفلسفته التي تلامس الإنسان، فدرست في كلية الفن التشكيلي اختصاص رسم في "بخارست"، وماجستير في اللغة البصرية و فلسفة الفن، ودكتوراه بالنقد الفني الفلسفي، وتخرجت من دفعة الأوائل، ومنحت تقدير مع أصدقائي وهو معرض للأوائل لمدة ثلاثة أشهر في نقابة الفنانيين، فأقمت معارض في أغلب دول "الشرق الأوسط" وكُرمت في عدة دول مثل تكريمي في المهرجان السينمائي الدولي في "المغرب" عام 2013، وكنت أول فنانة سورية تحصل على جائزة من هذا المهرجان، كذلك في ملتقى للفنون الدولية في "تونس" عامي 2013 و 2014 ، وتكريم في "حلب" ضمن مهرجان "إبداع بلد" عام 2016، وحصلت على الدرجة الثانية في مهرجان مباشر "رسم على الجسد " في "دي بينتينغ" عام 2006، وأقمت معرضاً فردياً في "حلب" عام 2010 في صالة "خانجي"، وشاركت في "ديار بكر" في "تركيا" عام 2015، وأقمت معرضاً فنياً فردياً في "أربيل" عام 2013، وآخر في "دهوك" عام 2013، وعشرة معارض فردية في "بخارست"، كما أشارك بشكل مستمر في معرض سنوي فردي دائم في "المكتبة الدولية" في "بخارست"».

"سمر دريعي" من الفنانات القليلات اللواتي سخرن غربتهن للدراسة، فلا وقت لها إلا للرسم والدراسة والإبداع، وهي على وشك أن تناقش أطروحتها لنيل الدكتوراه في النقد الفني الفلسفي، من ذلك نستنتج إلى أي مدى تعشق "سمر" الفن وإلى أي مدى هي فاعلة ومؤثرة فيه، وخاصة في الوسط الروماني، فقد استطاعت أن تخلق لذاتها حيزاً جميلاً يليق بها، ويكفي أنها في عام 2012 اختيرت هي و30 فناناً من بين 400 فنان ليعرضوا أعمالهم في جميع متاحف "رومانيا"

وأضافت قائلة: «حالياً أدرس دكتواره في النقد الفني التشكيلي، ومشروعي النهائي عن فن "سورية" والكرد على امتدادهم في "سورية" وما يجاورها، لأثبت للمكتبة الوطنية في "بخارست" بأن وطني لديه حضارة فنية متنوعة تبعاً للتنوع القائم بين سكانه، ولوحتي هي عبارة عن ألوان بحتة وسريعة ومدروسة، فالخلفية تجريدية والموضوع واقعي، فأنا أرى الإنسان من الداخل لذا أتمكن من رسمه بطريقة أقرب ما تكون للحقيقة، وذلك يعود لدراستي تشريح جسد الإنسان من قبل طبيبة تشريح تعمل في مشفى وكذلك تقوم بالتدريس في جامعة الفن التشكيلي، فكانت تصحبنا أنا وزملائي برفقتها إلى المشفى لنرى عملية التشريح التي نتعرف من خلالها إلى جسد الإنسان من الداخل، لنكون صادقين ودقيقين عندما نرسمه، وهو أسلوب فريد في التعليم، بالإضافة لتعاملي مع الناس، فكل تعابيرهم أعتبرها نافذة لمعرفتهم.

الفنانة "سمر دريعي" معرضها بصالة "خانجي" في "حلب"

كانت آخر عشر معارض لي كلّها عن "سورية" التي أحملها في قلبي وأتحدث عنها في "رومانيا" من خلال فنّي، فأعتبر وكأنني الوجه التشكيلي لسورية في "رومانيا"».

الفنان والناقد التشكيلي "أديب مخزوم" قال عنها: «قدمت الفنانة "سمر" في مجموعة لوحاتها الواقعية والتعبيرية، الموضوعات الإنسانية بحرية وعفوية، ما مكّنها من ابتكار نسيج بصري حركي يتخطى الرؤية الواقعية التقليدية، فهي تعرف كيف تحرك العناصر، وتبرز مشاعرها الانفعالية، وبذلك تطرح الموضوع كقضية جمالية وثقافية، بهدف الوصول إلى جوهر التعبير عن الأحاسيس الإنسانية، وبقيت في إطار الرسم الواقعي، لأنّها آمنت منذ البداية بالقدرة على الرسم أو على التجسيد، تماماً كما تؤمن بالتشكيل الحديث، الذي ينطلق من أجواء تجاوز الفضاء الواقعي، لتحقق حالات الموازنة بين الواقع والتجريد».

من لوحاتها بين الواقعية والتجريد

أما الكاتب "غريب ملا زلال" فقال: «"سمر دريعي" من الفنانات القليلات اللواتي سخرن غربتهن للدراسة، فلا وقت لها إلا للرسم والدراسة والإبداع، وهي على وشك أن تناقش أطروحتها لنيل الدكتوراه في النقد الفني الفلسفي، من ذلك نستنتج إلى أي مدى تعشق "سمر" الفن وإلى أي مدى هي فاعلة ومؤثرة فيه، وخاصة في الوسط الروماني، فقد استطاعت أن تخلق لذاتها حيزاً جميلاً يليق بها، ويكفي أنها في عام 2012 اختيرت هي و30 فناناً من بين 400 فنان ليعرضوا أعمالهم في جميع متاحف "رومانيا"».

الجدير بالذكر أنّ الفنانة "سمر دريعي" من مواليد "حلب" عام 1977.