عندما يكون الشبابُ السوريُّ على قدرٍ كبيرٍ من المسؤولية، سينتج بعداً حضارياً لوطننا في المغترب، تماماً كالذي أثمرَه فكر وتصميم المغترب "محمد قشاش"، حيث أسّس رابطة لتشجيع منتخب كرة القدم السوري في دولة "الإمارات"، عكست صورةً حضاريّةً عن "سورية".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "محمد قشاش" بتاريخ 11 تشرين الثاني 2019، فقال: «بدأ اهتمامي بكرة القدم منذ كان عمري تسع سنوات، حينها كنت أذهب مع والدي لحضور مباريات الفرق السوريّة ونقوم بالتشجيع، لفتتني هذه اللعبة المميزة بقدر ما لفتتني أجواء الملاعب والمدرجات الممتلئة والتشجيع الصاخب والموحد، واستمرّ لديّ حبّ التشجيع لدرجة السفر للمحافظات عندما توجد فيها مباريات كرة القدم وكأنّه واجب علي، وكبرت لأتعلم أنّ الفرق مع تعدادها تتوحّد في صف واحد كمنتخب كرة قدم سوري يلعب أمام دول أخرى، فحضرت آنذاك مباريات منتخبنا الوطني في ملعب "حلب" الدولي، وفي ملعب "الحمدانية" أمام المنتخب الكوري وبوجود أبرز لاعبين منتخبنا مثل اللاعب "فراس الخطيب" و"ماهر السيد" وغيرهم، ومن شدّة اهتمامي بالمنتخب قرّرت أن أؤسس رابطة مشجعي المنتخب السوري في "الإمارات"، رغم أنّ الفكرة كانت في بدايتها بين المزاح والجد، إلّا أنّه في تصفيات كأس العالم 2018، حين بدأ منتخبنا باللعب أحزنني عدم وجود تفاعل وصدى له في "الإمارات" وحتى الجالية السوريّة هناك كانت تعاني قلّة الاهتمام بعرض مباريات منتخبنا على القنوات التلفزيونيّة وفي المقاهي وغيرها من أجواء متابعة المباريات الحماسيّة، ومن هنا بدأت بالتخطيط لرابطة مشجعي المنتخب، إذ تعرفت على الكثير من المهتمين بكرة القدم وأخبار المنتخب السوري، وقمنا جميعاً بجمع أكبر عدد من المهتمين في "الإمارات"، ومن ثمّ بدأ التنسيق والتنظيم عبر مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثمّ تحوّل ذلك التنظيم والاجتماع إلى أرض الواقع، حيث قمنا بتقسيم وتوزيع المهام بيننا، ومن بين الأعضاء عشرة أشخاص هم المسؤولون عن الأمور التحضيريّة وعن شرح جميع التفاصيل للجماهير ولتسهيل كل العقبات، وعندما بدأت ثمار عملنا بالظهور وأصبحنا نملك قاعدة داعمة لنا، خطّطنا للسفر إلى سلطنة "عمان" وتحملّنا الأعباء الماديّة على حسابنا الشخصي، فتفاجأ الجمهور بعددنا كمشجّعين للمنتخب السوري ووقفنا إلى جانبه كدافع معنوي لرفع اسم وطننا في المغترب، فقمنا بالهتافات وقرع الطبول وتنظيف الملعب بعد انتهاء المباراة لترك أثر طيّب في سمعة الشعب السوري ورقيّه خارج بلده، فتزايد عددنا ومع حلول البطولة الآسيوية الأخيرة، قمنا بتنسيق أدقّ وأكبر في توزيع وزيادة المهام، حيث سعينا لجلب زيّ موحّد وتأمين الأدوات الموسيقيّة من أجل تشجيع المنتخب الوطني في الملعب، كما قمنا بتأمين الأعلام السوريّة بدعم من رجال أعمال في "سورية" من مشجّعي المنتخب، فهتفنا معاً باسم "سورية" مع آلاف من شباب الرابطة، ومع انتهاء المباراة ورغم الخسارة إلّا أننّا أصرّينا على ترك صورة حضارية لمنتخبنا ووطننا فقمنا أيضاً بتنظيف الملعب، ومن مهامنا العمل على التواصل مع مشجعي المنتخب والأندية السوريّة لتسهيل مشاركتهم في حضور الفعاليات الرياضيّة، والترويج لمنتخباتنا بأبهى صورة في دولة "الإمارات"، والتزام الرابطة بعدم الإساءة لأي اتحاد من الاتحادات الرياضيّة وغيره».

عندما يلعب المنتخب في المغترب يكون الشعور صعب قليلاً بألا تلعب بين جمهوره، ومن هنا يأتي الأثر المعنوي الكبير الذي تتركه الجماهير الغفيرة التي حضرت بتنسيق مع الرابطة، كما أنّه يحظى بدعم منذ وصوله إلى المطار حيث يجد المنتخب أعضاء من الرابطة تستقبله وتشجعه، وكل هذا بفضل "محمد قشاش" الذي سعى لتأسيس هذه الرابطة وقام بخدمة وطنه ومنتخبه معاً

أمين سر الرابطة "رضا العلي"، قال: «عندما يلعب المنتخب في المغترب يكون الشعور صعب قليلاً بألا تلعب بين جمهوره، ومن هنا يأتي الأثر المعنوي الكبير الذي تتركه الجماهير الغفيرة التي حضرت بتنسيق مع الرابطة، كما أنّه يحظى بدعم منذ وصوله إلى المطار حيث يجد المنتخب أعضاء من الرابطة تستقبله وتشجعه، وكل هذا بفضل "محمد قشاش" الذي سعى لتأسيس هذه الرابطة وقام بخدمة وطنه ومنتخبه معاً».

"محمد قشاش"

وأضاف عضو من الرابطة "أيمن محسن" فقال: «"قشاش" هو القلب النابض في الرابطة، وهو من الشباب الذين يحتاجهم بلدنا لبناء المستقبل وصون الحاضر، فهو يعمل بصدق ودون ملل أو مقابل، وتأسيسه للرابطة شكّل علامة فارقة للمنتخب في "الإمارات"، من خلال نشر فكرة التشجيع الحضاري البعيد عن التشدّد، حيث كان الأول من نوعه في "الإمارات"، وسارعت العديد من الدول لتأسيس روابط مشابهة، لكن لم تصل أبداً لمستوى الجمهور السوري من حيث التعداد والتنظيم وغيره، فتحدثت عن الرابطة عددة وسائل إعلامية وكانت محطّ إعجاب في "الإمارات" لما عكسته من صورة حضاريّة».

يذكر أنّ "محمد قشاش" من مواليد "حلب" عام 1996، ويقيم في "الإمارات".

أحد أعضاء الرابطة "أيمن محسن"
أمين سر الرابطة "رضا العلي"