بطموحها الكبير وقدرتها على تحقيق الذات، استطاعت مهندسة الديكور "جود عطري" أن تترك بصمة خاصة في بلاد الاغتراب، حاملةً الوطن في قلبها، ومعبرةً عن أصالته وفكره الإبداعي في مشروعها "فكرتي".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 28 كانون الثاني 2019، مع المهندسة "جود عطري" المقيمة في "الإمارات العربية المتحدة" لتتحدث عن دوافعها لدخول عالم ريادة الأعمال، فقالت: «الدافع هو الحلم والطموح المترافقان بالسعي، فبدأت وضع خطة للوصول إلى الهدف، وهو تطوير وتنمية المشاريع الصغيرة. أنظر إلى كل مهمة باعتبارها تحدياً وفرصة للتعلم يمكن أن أستفيد منها على المدى الطويل، إلى جانب التحفيز على الإبداع الذي يمثل دافعاً أساسياً أيضاً، فبدأت حياتي المهنية مثل أي شخص آخر في أي مجال من مجالات الأعمال، من خلال البحث وتطوير القدرات والتحصيل العلمي، حيث درست هندسة الديكور، وحصلت على إجازة من الجامعة الأوروبية للفنون في "حلب" عام 2007، كما حصلت على دبلوم في التسويق والمبيعات، وآخر في إدارة الأعمال أثناء عملي في إدارة قسم في مجال الديكور لإحدى الشركات الرائدة في دول الخليج، كما سافرت كي أتعرف إلى النشاطات الإبداعية، وحضرت المعارض الدولية المختصة بالديكور والإنارة في "ميلانو" و"باريس" و"فرانكفورت"، وشاركت بعدة مؤتمرات، وحددت أولوياتي، لأجعل من فكرة المشروع جسراً يصل بين عدة دول عربية، لأنني أومن بأن رؤية التطوير بدمج الإبداعات».

"سورية" وطني، و"حلب" مسقط رأسي، من كل حجر فيها تعلمت التحدي والصمود، ومن كل شارع تعلمت الثقافة والفن، وفي كل مرحلة دراسية تعلمت معنى الطموح والإنجاز، هي الحب التي فشلت الغربة في استنساخها. حملت منها العلم والثقافة والإبداع، وأعتز بانتمائي إلى مدينة تاريخية ثقافية عريقة تحمل بين طياتها الفن، وأردت أن أعكس صورة "حلب" من خلال مشروعي، وأحلم بأن أجعل منها منبراً عالمياً للمرأة المبدعة، وفي أول فرصة تتاح سأكون من أول العائدين، أرى المستقبل في "سورية"؛ بعزيمة الشباب السوريين الذين يقدمون أمثلة للنجاح والصمود، فالمستقبل قريب والأمل كبير

وعن تطور فكرة المشروع وانطلاقته، أضافت: «بدأت مسيرتي أثناء دراستي في الجامعة في مدينة "حلب"، حيث كان لها الفضل الأكبر بتشجيعي ووصولي إلى ما أنا عليه الآن، وأتمنى أن اذكر اسم كل شخص ساند وآمن بالفكرة في ذلك الحين، وخاصة كشاف مفوضية "حلب" الذي كان له الفضل الكبير بتشجيعنا لإثبات وجودنا، إضافةً إلى تشجيع الأهل والأقارب والأصدقاء الذين تطوعوا منذ اليوم الأول لمساندتي في تطوير فكرة المشروع الذي أسسته بهدف دعم المرأة السورية، ولا سيما الحلبية العاملة في مجال الحرف اليدوية، وحصلت على دعم غرف صناعة وتجارة "حلب" ومحافظها في تلك المدة. كان هدفنا الأول والأساسي بناء ثقافة تفاؤل وإنتاج، وقمنا بأكثر من معرض دعماً للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولاحقاً تم اختياري كأحد أعضاء الرابطة العالمية للكشاف، وشاركت في المؤتمر العالمي لفتيات الكشاف الذي انعقد في "سويسرا" عام 2011، وعند انتقالي إلى "الإمارات العربية المتحدة" انفتحت نافذة لنجاح جديد، حيث تبلورت الفكرة بعد جهد استمر عامين من خلال التواصل مع الجهات المختصة في الثقافة والفنون، والاطلاع على نشاط السيدات العربيات، إضافةً إلى التشجيع من مؤسسات حكومية ووسائل إعلامية، وكانت انطلاقة مشروع "فكرتي" غير الربحي عام 2013».

من أحد معارض "فكرتي"

وعن أهداف المشروع، تقول: «تعدّ المشاريع الصغيرة وعلى رأسها الحرف اليدوية محركاً أساساً في النمو الاقتصادي، على الرغم من التحديات التي تواجه أصحاب هذه المشاريع، ومهمة المشروع تقديم التشجيع والدعم لنموها، من خلال ربطها مع عدة جهات قادرة على تطويرها، عن طريق تقديم الدعم المادي أو توفير فرص العمل، والربط بين القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تبادل الخبرات والأفكار التي تعدّ أساساً في تحريك الإبداع، والمساعدة في إيجاد فرص عمل جديدة، عبر تمكين المرأة الموهوبة سواء التي بدأت مشروعها الخاص أم لم تبدأه بعد، فهدفه استقطاب كل امرأة مبدعة تبحث عن التميز، بإتاحة الفرصة لنشر إبداعها، وإيصاله إلى الناس عن طريق المعارض والبازارات، مع خلق فرص إعلامية مناسبة، كالعمل على ظهورها في برامج تلفزيونية، وفي كل سنة ينظم المشروع معرضاً وحفل تكريم "المرأة العربية المبدعة" بمشاركة أكثر من خمسين مشتركة، ويتم اختيار الثلاث الأكثر تميزاً لتكريمهن. ومن المهرجانات التي أعتز بها مهرجان "الفكر الإبداعي" لدعم المشاريع المبدعة، الذي أقيم في "دبي" بالتعاون مع "Rise by Emaar"، بتاريخ 30-31 آذار 2018 وتضمن ورشات عمل مميزة، وعروضاً موسيقية وسينمائية، ونقاشات، وغيرها».

وعن ارتباطها بوطنها الأم وإمكانية العودة، تقول: «"سورية" وطني، و"حلب" مسقط رأسي، من كل حجر فيها تعلمت التحدي والصمود، ومن كل شارع تعلمت الثقافة والفن، وفي كل مرحلة دراسية تعلمت معنى الطموح والإنجاز، هي الحب التي فشلت الغربة في استنساخها. حملت منها العلم والثقافة والإبداع، وأعتز بانتمائي إلى مدينة تاريخية ثقافية عريقة تحمل بين طياتها الفن، وأردت أن أعكس صورة "حلب" من خلال مشروعي، وأحلم بأن أجعل منها منبراً عالمياً للمرأة المبدعة، وفي أول فرصة تتاح سأكون من أول العائدين، أرى المستقبل في "سورية"؛ بعزيمة الشباب السوريين الذين يقدمون أمثلة للنجاح والصمود، فالمستقبل قريب والأمل كبير».

شهادة تقدير للمشروع

من جهتها "هبة حصبيني" مصممة الجواهر، تقول: «أعرف "جود" منذ عام 2013، شاركت معها في كل المعارض التي تنظمها، وحققت نجاحاً كبيراً، تتميز بأنها استطاعت أن تجمع مصممين في عدة مجالات، والمختصات في مجال الأعمال اليدوية من النساء السوريات والعربيات صاحبات المشاريع الصغيرة، مع انتقاء المبدعات منهن لكل مجال، كالإكسسوارات، والحقائب، والأقمشة، وغيرها. هي أول من نفذ فكرة الإفطار مع البازار في "الإمارات العربية المتحدة" في مطعم صغير، تتميز بأنها قادرة على التسويق للنشاطات التي تقيمها وجذب الزبائن والوسائل الإعلامية لنقل النشاطات بوجه دائم، تتمتع بشخصية قوية، ومرونة في التعامل، وتقديم كل ما يلزم للمشاركين لإنجاح المعرض».

يذكر، أن "جود عطري" من مواليد "حلب" عام 1984، كانت قائدة في كشاف مفوضية "حلب" منذ الطفولة، عملت بعد تخرجها في التدريس بكليتي "هندسة العمارة" و"الفنون الجميلة" منذ عام 2008 حتى 2011، تم استضافتها كامرأة سورية حققت بصمة في "الإمارات العربية المتحدة" في عدة برامج تلفزيونية، وتم اختيارها عام 2014 كواحدة من النساء الملهمات في الوطن العربي من قبل مجلة "فتافيت"، وفي عام 2015 تم اختيارها لتشارك بمسيرة حياتها كامرأة ذات بصمة من خلال نادي "سيدات الشارقة". أسست عام 2016 شركة في مجال الديكور.

درع تقديري