الموهبة والإبداع لا يعترفان بالحدود والمكان، وعلى الرغم من اغترابه، تميّز في مجال تصميم الأزياء، وأثبت حضوره كمصمّمٍ سوري بارزٍ في مسابقات الجمال العالمية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع مصمّم الأزياء "عامر حسن" بتاريخ 27 كانون الثاني 2019، وبدايةًّ كان الحديث عن نشأته واهتماماته في هذا المجال ومراحل العمل به، فقال: «ولدت في مدينة "حلب" ضمن عائلة عادية الحال، ودراستي كانت هناك حتى المرحلة الثانوية، لكن منذ بداية شبابي كان لديّ اهتمام بالأزياء وتصاميمها، وكانت تشدني أنواع الأقمشة المختلفة وألوانها البراقة؛ لذلك أحببت مهنة الخياطة جداً، وعملت بها لأوقات متقطعة وكهوايةٍ فقط، وبقيت على هذا الحال حتى انتهاء خدمة العلم الإلزامية، وبعدها دخلت عالم الموضة والأزياء عن طريق الدراسة الأكاديمية التخصصية».

ولدت في مدينة "حلب" ضمن عائلة عادية الحال، ودراستي كانت هناك حتى المرحلة الثانوية، لكن منذ بداية شبابي كان لديّ اهتمام بالأزياء وتصاميمها، وكانت تشدني أنواع الأقمشة المختلفة وألوانها البراقة؛ لذلك أحببت مهنة الخياطة جداً، وعملت بها لأوقات متقطعة وكهوايةٍ فقط، وبقيت على هذا الحال حتى انتهاء خدمة العلم الإلزامية، وبعدها دخلت عالم الموضة والأزياء عن طريق الدراسة الأكاديمية التخصصية

عن مرحلة الدراسة التخصصية والعمل في مجال تصميم الأزياء في مشوار "عامر حسن"، يقول: «سافرت إلى "لبنان" بهدف العمل والتعلم معاً وكان ذلك عام 2001، وهناك عملت في مجال الخياطة النسائية واكتسبت الخبرة التي كنت أنشدها، لكن حلم تصميم الأزياء ظلَّ يرافقني طوال الوقت، وكانت تشدني عروض الأزياء العالمية، وتقوِّي في داخلي عزيمة العمل، من أجل الدخول في ذلك العالم المملوء بالأقمشة والألوان والمشاهير من الشخصيات الفنية وغيرها، إلى أن جاء عام 2005 وسنحت لي الفرصة الأغلى في حياتي، أن أتعلم قواعد وفنون التصميم على يد المصمّم العالمي "بول راضي"، ثم العمل معه شخصياً، وللعلم فقد تخرَّج على يديه أشهر المصمّمين العالميين في وقتنا الراهن، أمثال: "إيلي صعب"، و"زهير مراد"، وآخرين غيرهم، وفي تلك المرحلة بالذات شعرت بأنني بدأت أضع نفسي في أول الطريق الذي رسمته، وخاصة عندما قمت بتصاميم لاقت إعجاباً واهتماماً لشخصيات فنية، مثل: "ليال عبود"، و"نادين صعب". ولأنَّ شغفي بالتصميم وتطوير ذاتي كان كبيراً، فقد أكملت دراستي التخصصية في معهد "سان بازيل" لمدة سنتين، وحصلت على دبلوم الاختصاص عام 2009، وبعدها دبلوم آخر من مدرسة "إيانا مودا" عام 2011، وعملت معهم مدرساً لمادة إنشاء القوالب مدة تسعة أشهر بناءً على طلبهم، لتميزي الذي لاحظوه خلال دراستي وعملي هناك».

ملكة جمال مدينة "نوكيا"

وعن مرحلة الاغتراب في حياته والصعوبات التي واجهها، وتقبُّل تصاميمه في المجتمع الجديد، قال: «نظراً إلى الظروف التي كانت سائدةً في وطني، وبالذات في مدينة "حلب" حيث كنت أقيم، وصلت مع نهاية عام 2014 مع عائلتي إلى "فنلندا"، وكإنسانٍ غريبٍ عن المجتمع هنا، كانت المهمة الأصعب عندي -بعد التأقلم على طبيعة الحياة فيه- تعزيز حضوري المهني، وإثبات للذات أنني أريد ترك بصمتي الخاصة في مجال تصميم الأزياء، ولكون المجتمع الأوروبي له طابع خاص في تقاليد الملابس النسائية، ولأنني آتٍ من مجتمعٍ شرقيٍ مختلف كلياً، حاولت الدمج بين النمطين في تصاميمي، وقد بدأ الجمهور هنا يتعرّف إليَّ من خلال مشاركتي الأولى في مهرجان عام للأزياء أقيم في مدينة "سالو"، وبعدها أقمت عرضي الأول الخاص في مدينة "توركو" عام 2017، وحينئذٍ بدأت الأنظار تتجه إليّ على الرغم من وجود العديد من المصمّمين العالميين أصحاب الشهرة، فأنجزت عدة تصاميم أزياء لشخصيات مهمة سياسية وعلمية وفنية وغيرها، وللعلم أنا أتابع الدراسة هنا لاكتساب المزيد من الخبرة في كلية "ستادين" المهنية للأزياء».

وبالنسبة لمشاركاته في مسابقات ملكات الجمال القارية والعالمية المختلفة تابع "عامر حسن" حديثه بالقول: «بدأت حكايتي مع التصاميم الخاصة بملكات الجمال عام 2017، عندما صمّمت فستاناً لملكة جمال "فنلندا" كانت ترتديه في عرض الأزياء الخاص بي، وحينئذٍ طلب مني أن أقوم بتصميم ملابس المتسابقات العشر الأخيرات في مسابقة ملكة جمال "فنلندا" لعام 2018، وبعدها قمت بتصميم فستان لملكة جمال مدينة "نوكيا" وشاركت به في مسابقة ملكة جمال الوجه الجميل التي أقيمت في "الهند"، وكذلك في مسابقة ملكة الجمال الدولية في "اليابان"، كما شاركت في احتفال "عيد الاستقلال الوطني الفنلندي" بدعوةٍ شخصيةٍ نظراً إلى مساهماتي، وكان بعض الحضور من الشخصيات الرسمية النسائية التي ترتدي ملابس من تصاميمي، وهذا أكبر دعمٍ لي شخصياً وأثبت حضوري كمغتربٍ سوريٍ هنا. أمَّا آخر مشاركةٍ لي، فقد كانت في مسابقة ملكة جمال القارات، التي أقيمت بتاريخ 26 كانون الثاني 2019 في "الفيلبين"».

فستان ملكة جمال فنلندا من تصميمه

"آسيا ظفور" مصمّمة أزياء، ولديها اطلاع على تصاميم "عامر حسن" ومتابعة لمشاركاته العالمية، قالت عنه: «معرفتي به قديمة، وهو مثالٌ للاجتهاد والمثابرة والسعي لتحقيق الطموح مهما كانت العقبات، والمراحل التي مرَّت بها مسيرته في الغربة أكبر دليلٍ على ذلك، والجميل أنه ربط موهبته بالعلم دائماً ليحولها بعمله الدؤوب إلى خبرةٍ، وصلت به إلى دروب الشهرة، من خلال مشاركته كأول مصمّم أزياء سوري في المسابقات الخاصة بملكات الجمال العالمية. وبالنسبة لي شخصياً، فأكثر ما يلفت نظري في تصاميمه، المهارة العالية في الرسم واختيار الألوان ونوع القماش المناسب، حيث يهدف من كل ذلك إلى إضافة الإطلالة الساحرة والأخاذة للمرأة، كما أن استخدامه لقماش "الدانتيل" المعروف بأنه يضفي أنوثة وأناقةً، مع التطريز بالأحجار الكريمة وغيرها، كلُّ هذا ساعد على تميز تصاميمه، بإضفاء الروح الشرقية لها في المجتمع الغربي حيث يعيش».

الجدير ذكره، أنَّ "عامر حسن" من مواليد مدينة "حلب" عام 1978، متزوجٌ ولديه ابنة وحيدة، ويقيم حالياً في مدينة "هلسنكي" الفنلندية.

اّسيا ظفور مصممة أزياء سورية