بين "سورية" و"الكويت" و"إسبانيا"، تنقلت "أليسار رحموني" مع عائلتها، فهي تشعر بالحنين حيناً، وبالشوق حيناً، وبعشقها لسورية دوماً.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيدة "أليسار رحموني" المغتربة في "إسبانيا" بتاريخ 3/12/2008 فتحدثت قائلة:

** سورية دائما كانت حاضرة بكل أحاسيسي من اليوم الذي وعيت به على الحياة، وهل فارقتني يوماً؟؟! بدأت قصة محبتي لـ"سورية" منذ أن زرع بذورها والدي "مصطفى رحموني" رحمه الله، هو من علمنا حب الوطن وحقيقة انتمائنا ووجودنا، ومن هذا المنطلق كان من واجبي أن تكون "سورية" بكل ما فيها حاضرة دائما بعقلي وبفكري وبمبادئي التي أؤمن بها. وعبر الزمن كلما كان يزداد بعدي عن "سورية" كان يزداد تعلقي بها أكثر، وشوقي وحنيني يكبر، ونحن من غيرها لا شيء لأنها انتماؤنا الحقيقي، وإذا تخلينا عن هذا الشعور أو تجاهلناه سنبقى على هامش الحياة، لأن الإنسان لا يعيش من غير انتماء حقيقي مهما ابتعد عن أرضه وأهله وذكرياته الحقيقية الملأى بالمحبة والحنية، ولا يمكن تبديل هذا الانتماء في أي أرض من كل بلدان العالم. إذا كنت سأتابع الشرح في هذا الموضوع فسأحتاج لكتاب وليس لأسطر لأن ما بداخلي أكثر بكثير من تلك الكلمات القليلة. فسورية حاضرة وستبقى دوماً في قلبي، فأنا أتنفس عشقها لأستمد منها الحياة والقوة.

مع ابنتها "رفاء"

  • حدثينا عن مشاركاتك في المعارض الخاصة بسورية التي تقام في إسبانيا، ولماذا تشاركين؟
  • ** بالنسبة للمعارض الخاصة بسورية ابتدأت منذ ثلاث سنوات ونحن مقبلون الآن على السنة الرابعة، وهذا الشيء تم بفضل أخي "أدونيس رحموني" الذي يعتبر المشجع الأول للسياحة في "سورية".

  • ما طبيعة هذه المعارض، ومن كان ينظمها؟
  • ** في الحقيقة كانت تقام معارض سياحية في "إسبانيا" كل عام ولكن دون ذكر اسم لسورية فهي لم تكن موجودة في هذا النوع من المعارض، وتقريبا كل الناس هنا في هذا البلد لا يعرفون شيئاً عن "سورية". ومن يكون قد سمع عنها فهذا من خلال الأخبار، ما عدا الأقلية من الناس الذين زاروا سورية في السابق وأحبوها كثيراً، ولكن هذا لا يكفي. وأريد أن ألفت النظر إلى أن "أدونيس" هو أول من طرح هذه الخطوة المهمة لينتشر اسم سورية الحبيبة بالشكل الصحيح في إسبانيا، وعلى هذا ظهر اسم سورية بالمعارض السياحية التي كانت تنظم تحت اسم (ASPASIA TRAVEL) ولغاية الآن شاركت بكل المعارض وعددها /3/ وإن شاء الله نحن مقبلون على المعرض الرابع.

  • ما طبيعة عملك في هذا المعرض؟
  • ** عملي بالمعرض كان عبارة عن إعطاء معلومات حقيقية عن سورية إلى جانب توزيع "المجلة السورية" الناطقة باللغة الإسبانية ومع كل معرض دائما يكون هناك عدد جديد، واسم هذه المجلة (SIRIA MAGAZINE) كنت أشعر بالفرح عندما أشرح للناس عن بلدي وخاصة عندما أشعر بأن لديهم رغبة قوية كي يزوروا سورية وليس هناك أجمل من هذا الإحساس. إنك تشعر بفخر واعتزاز عظيمين وأنت تتكلم عن بلدك. وكانوا يفرحون أكثر عندما يلاحظون أننا نشرح لهم بلغتهم الكتلانية أو الإسبانية، ولهذا السبب كانوا ينصتون إلينا باهتمام بالغ ويحاولون حمل أكبر عدد ممكن من اللوحات السورية والمعلومات والمجلات، وعلى فكرة كانت ابنتي "رفاء ويس" تشارك معنا بالمعرض في أيام عطلتها المدرسية هي وابنة أخي "ديانا"، وكانت سعادتهما لا توصف بشرحهما عن بلدنا بفخر وحب واعتزاز. وكذلك زوجة أخي "أدونيس" فهي دائما تساهم في نشر اسم "سورية" سواء عن طريق المعارض أو خارجها، وهناك الكثيرون ممن زاروا "سورية" بعد هذا المعرض وكانوا يخبروننا بأنهم متيمون بسورية ويتمنون السفر إليها أكثر من مرة.

  • فتحت الغربة ينابيع الشعر لديك، كيف كان ذلك؟
  • ** أستطيع أن أقول لك إن الغربة جعلتني أكتب بعاطفة قوية صادقة، أما بالنسبة للموهبة فهي موجودة عندي منذ كان عمري /14/ سنة، وأول قصيدة كتبتها كانت عن "فلسطين، وصلاح الدين الأيوبي"، وبعد ذلك كتبت قصصاً قصيرة، ولكن في تلك الفترة لم أكن احتفظ بكل ما اكتب ومع الأيام أصبحت احتفظ بكل شيء وعندما كنت في الصف العاشر من السنة الدراسية أرسلت إلى إذاعة "مونت كارلو" بعض الخواطر فأنا لا أسميها شعراً لأني لا أنظم الشعر بل أكتب ما يتوارد إلى ذهني فجأة من خلال الأحداث المحيطة، وأول من سمع إذاعتها هو والدي، اقترب مني وقبلني وكانت ضحكته كبيرة ولا يمكن أن أنسى ذلك اليوم لأنها كانت تجربة جميلة بالنسبة لي. بعد زواجي وسفري إلى "الكويت" لم أعد أهتم بالكتابة مع أني أعشقها والسبب انشغالي بالبيت والأطفال، لكني عدت الآن إلى ما أحب، أما وجودي في "إسبانيا" فقد زاد من رغبتي بالكتابة المترافقة بالعاطفة الجياشة بسبب حبي الكبير لوطني وخوفي عليه وشوقي إليه، أما أسلوبي بالكتابة فهو بسيط جداً لأني بتلك البساطة أشعر بكلماتي أكثر وقريبة مني فهي تخرج هكذا تلقائياً.

  • دعينا نتحدث عن حياتك، ماذا تفعلين في "إسبانيا"، أين تعيشين، في أي مدينة، وكيف تقضين يومك؟
  • ** حياتي عادية جداً.. فأنا أعيش بمدينة "كتالونيا" منذ حوالي أربع سنوات ونصف تقريبا وبمنطقة اسمها "متارو" تابعة لمدينة "برشلونة" مع العلم أن "برشلونة" هي عاصمة "كتالونيا". أنا من مواليد مدينة "حلب" في منطقة "الشيخ طه"، أعمل كمساعدة في تحرير مجلة "سورية السياحية" التي تصدر باللغة الاسبانية في مدينة "كتالونيا". أعيش مع زوجي "عصام ويس" وابنتي "رفاء" أما أولادي "عابد" و"رهف" فهما يعيشان بسورية. "عابد" يعمل، و"رهف" متزوجة وعندها طفلان، أحبهم كثيراً واشتاق لهم دائماً.

    من الجدير بالذكر أن السيدة "أليسار رحموني" من مواليد "حلب".