استضافت مديرية الثقافة بمدينة "حلب" في يوم 28/10/2010 فعاليات يوم "ترشيحا" وذلك بمناسبة مرور 62 عاماً على سقوط قرية "ترشيحا" الفلسطينية وهي آخر قرية تسقط بيد المحتلين في فلسطين وذلك في 28/10/1948.

موقع eAleppo حضر المناسبة والبداية كانت مع الشاعر "محمود علي السعيد" رئيس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والذي تحدث عن المناسبة بالقول: «هذه المناسبة هي مناسبة وطنية ونضالية تقيمها مجموعة منتخبة من المؤسسات الثقافية العربية /مديرية الثقافة بحلب والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين والنادي العربي الفلسطيني- اللجنة الثقافية وبالتعاون مع بيت الذاكرة الفلسطينية/ وبيت الذاكرة الفلسطينية هي مؤسسة ثقافية تقيم في سورية يتمثل نهجها الثقافي في إحياء التراث الوطني الفلسطيني والحفاظ على الذاكرة الشفوية والكتابية وبالتالي ثقافة حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية من خلال تنشيط العمل الشبابي الفلسطيني.

مشاركتي هي عبارة عن عرض فيلم قصير بعنوان /ردني إلى بلادي/ وهو ديكو درامي مدته 15 دقيقة ويتحدث عن قرية "ترشيحا"

وفي هذه الاحتفالية تُقدم مجموعة من الأنشطة الفنية كلوحات تعبيرية راقصة ومسرحية حول القضية الفلسطينية تتمحور حول إحدى الشخصيات الفلسطينية التي لها تاريخها وكذلك فيلم وثائقي عن قرية "ترشيحا" وإطلالة شعرية لي، إضافة إلى أغاني من الفلكلور الفلسطيني، والمناسبة بمجملها تصب في خدمة القضايا العربية والفلسطينية التي هي محور النضال العربي والفلسطيني».

الصبية نغم أبو هاشم

"عمر عيد" -مواطن فلسطيني قال حول قصة سقوط آخر قرية فلسطينية: «اليوم هو مناسبة معركة "ترشيحا" التي جرت في مثل هذا اليوم قبل 62 عاماً ففي مثل هذا اليوم ركز الصهاينة هجومهم الوحشي المدجج بأرتال من العصابات الصهيونية وبطائراتها ومدافعها على القرية حيث دبت الذعر والرعب في نفوس أهالي قرية "ترشيحا" الآمنين.

ورغم ذلك قاوم أبطال سرية "ترشيحا" العدوان بكل ما أوتوا من قوة ولكن الفارق في ميزان القوة بين الطرفين حسم المعركة لصالحهم وكان الهجوم جزء من خطة استهدفت الجليل الأعلى من فلسطين».

الفنان مصطفى زمزم

وأضاف: «نشاط اليوم هو تعبير رمزي من أعماق اللاجئين الفلسطينيين في التمسك بحق العودة إلى ديارهم والى قريتهم "ترشيحا" التي هُجروا منها في العام 1948 وهو اليوم الذي يرمز إلى حق الفلسطينيين بالعودة ويؤكد رفضهم لأية حلول تكون على حساب هذا الحق المقدس، في هذا اليوم نشهد الكثير من التجمعات الفلسطينية داخل وخارج فلسطين كتعبير عن تمسك شعبنا بحقوقه مدعوماً من إخوانه العرب في كل المناطق العربية وخاصة في سورية».

المخرج الفلسطيني "رامي السعيد" وهو رئيس بيت الذاكرة الفلسطينية قال: «مهرجان "ترشيحا" هو مهرجان سنوي تقيمه بيت الذاكرة الفلسطينية تضامنا مع أهالي قرية "ترشيحا" والتذكير بيومها العظيم وهي القرية الفلسطينية الأخيرة التي سقطت بعد مقاومة مستميتة.

الفنان التشكيلي أحمد أبو صابر

ويكمن أهمية إقامة هذا المهرجان السنوي في أنه يأتي هذا العام تزامناً مع الهجوم الإسرائيلي على قرية أم الفحم كدليل على محاولة العدو طمس الهوية العربية لفلسطين، ويُعتبر المهرجان بمثابة منارة ونقطة علامة ولقاء تعريفياً ومركز تلاقي جميع اللاجئين، طبعاً المهرجان يقام بالتزامن مع مهرجانات "ترشيحا" في "ترشيحا" نفسها داخل الوطن وفي بيروت ورام الله».

وعن مشاركته قال: «مشاركتي هي عبارة عن عرض فيلم قصير بعنوان /ردني إلى بلادي/ وهو ديكو درامي مدته 15 دقيقة ويتحدث عن قرية "ترشيحا"».

الصبية "نغم أبو هاشم" قالت: «أنا في الصف الحادي عشر أشارك اليوم في مسرحية /زهرة الجليل/ والتي تحكي قصة امرأة مسنة وهي ما زالت موجودة إلى اليوم واسمها "فاطمة هواري"، وأهمية المهرجان أنه بساهم في حماية الفلكلور والفن الفلسطينيين والتذكير بعادات وتقاليدنا الفلسطينية.

أحب أن أكون صحفية في المستقبل كي يتسنى لي العمل على فضح الذين هجّروا أهلي وشعبي من أرضه ودياره وأساهم في عودته إلى فلسطين».

الفنان التشكيلي "أحمد أبو صابر" قال: «يتضمن المعرض الفني الذي أقيمه مع عدد من الزملاء بالمناسبة التركيز على التراث الفلسطيني وفلكلوره كما تتضمن بعض اللوحات الحالة النفسية للإنسان العربي الفلسطيني التي تمثل الحياة القاسية والصعبة له وفي هذا الجانب قمت بنوع من المقارنة من خلال مجموعة لوحات بين عيشه في فلسطين قبل الاحتلال وبين حياته في الشتات وبالتالي لم أرسم لوحاتي من وحي خيالي إنما هي لوحات تعبر عن الواقع المعاش.

يساهم المعرض في المساهمة في إنشاء الذاكرة الفلسطينية لجيل المستقبل كي لا ينسوا وطنهم وترابهم لأنهم لن يبقوا لاجئين إلى الأبد بل سيأتي يوم يعودون فيه إلى دياره».

الفنان الفلسطيني "مصطفى زمزم" قال لموقعنا: «أنا "مصطفى زمزم" من أم الفرج قضاء عكا ومقيم في مخيم برج البراجنة في بيروت، لقد تعودت بالتعاون مع حركة شباب "ترشيحا" كل عام المشاركة في يوم "ترشيحا" وقد دعوني في هذا العام إلى "حلب" ولي الشرف أن أزور هذه الأراضي المقدسة لأنني أعتبر الأراضي السورية أراضي مقدسة والشعب السوري كله مقاومة وقد لاحظت اليوم في المهرجان أن قسم كبير من المشاركين هم من الشعب السوري ولذلك فان فرحتي لا تقاس.

وأطلب بالمناسبة من أهالي فلسطين أن يقيم كل شخص ذكرى لقريته لكي نستطيع من تأسيس ذاكرة متينة لأبناء شعبنا وبالتالي توريثه للأجيال القادمة لكي يحفظوا مناطقهم».

وحول مشاركته قال: «أنا أشارك بعدة أغاني إحداها للأطفال /لغة بلادنا/ وتتمحور حول ضرورة تعلق الطفل بلغة فلسطين ولهجته وهي جزء من تراثنا، وأغنية حول الوحدة في ظل ظروف شاذة بحيث أصبح الفصيل أكبر من فلسطين وهذا خطا لأن فلسطين أكبر من الجميع وهي الرمز، وأغنية حول تكريم الشهداء حيث أتيت بشهيد رمز من كل فصيل كي نجمع الكل».

وأخيراً قال الأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة بحلب في كلمة ألقاها بالمناسبة: «يسعدنا في مديرية الثقافة أن نستضيف فعاليات يوم "ترشيحا" وذلك بمناسبة مرور 62 عاماً على صمود آخر قرية فلسطينية في وجه العصابات الصهيونية.

إنّ رفض أهالي "ترشيحا" لأساليب الترهيب والترغيب الإسرائيلية لحملهم على ترك ديارهم والرحيل عنها إلى مناطق أخرى دليل على تجذر الإنسان العربي في أرضه وعدم مقايضة أرضه بأي ثمن».

وختم: «إنّ إحياءنا لذكرى صمود آخر قرية فلسطينية في وجه العصابات الصهيونية في العام 1948 تؤكد قناعتنا بحق الشعب الفلسطيني في أرضه وحقوقه وعلى رأسها حق العودة الذي لا عودة عنه والتي تكفله قرارات الشرعية الدولية».

يُذكر أنّ المهرجان حضره كل من الأستاذ "هلال هلال" عضو قيادة فرع حلب للحزب والأستاذ "أحمد إبراهيم" أمين شعبة تيسير الحلبي للحزب والأستاذ "غالب البرهودي" مدير الثقافة في "حلب" والشاعر "محمود علي السعيد" رئيس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وممثلي أحزاب الجبهة والفصائل الفلسطينية وعدد كبير من الإخوة المواطنين.