تصطدم عملية تنفيذ الخطط والبرامج الزراعية لدى المزارعين بمحافظة "حلب" بعدد من الصعوبات والعراقيل؛ وهو ما يؤثر بمستوى الإنتاج العام؛ وبالتالي بالدخل الموسمي للمزارعين.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تموز 2015، المزارع "أكرم علي"، فتحدث عن واقع الزراعة في ريف "حلب" قائلاً: «تشتهر محافظة "حلب" بإنتاج مختلف المحاصيل الزراعية كالخضار والفاكهة والزيتون والحبوب والقطن والشوندر السكري وغيرها، ويعمل بها آلاف المزارعين وقد تأثرت خلال السنوات الأربع الماضية بظروف الأزمة التي تعيشها البلاد ونتائجها؛ وهو ما أدى إلى تراجع مستوى الإنتاج الزراعي قبل لجوء المزارعين للاعتماد على حلول بديلة ساعدتهم في تنفيذ خططهم الزراعية السنوية».

تشتهر محافظة "حلب" بإنتاج مختلف المحاصيل الزراعية كالخضار والفاكهة والزيتون والحبوب والقطن والشوندر السكري وغيرها، ويعمل بها آلاف المزارعين وقد تأثرت خلال السنوات الأربع الماضية بظروف الأزمة التي تعيشها البلاد ونتائجها؛ وهو ما أدى إلى تراجع مستوى الإنتاج الزراعي قبل لجوء المزارعين للاعتماد على حلول بديلة ساعدتهم في تنفيذ خططهم الزراعية السنوية

وأضاف: «الصعوبات التي يعاني منها المزارعون كثيرة، ويمكننا حصرها في: ارتفاع أسعار المحروقات والأدوية الزراعية والبذار والأسمدة، وهجرة اليد العاملة، وانخفاض أسعار المحاصيل في الأسواق المحلية؛ حيث لا تتناسب مع الأموال التي ينفقها المزارعون خلال الموسم منذ البدء بحراثة الأرض وتهيئتها وحتى عمليات جني المحصول وتسويقه.

المزارع أكرم علي

بالنسبة للمحروقات فأسعارها مرتفعة جداً إذا ما قارناها بفترة ما قبل الأزمة؛ حيث كان سعر ليتر المازوت لا يتجاوز 25 ليرة سورية بينما اليوم فإن سعر الليتر الواحد في حده الأدنى هو 125 ليرة سورية، وقد وصل سعر البرميل الواحد قبل حوالي الشهرين إلى 100 ألف ليرة سورية أي حوالي 500 ليرة لليتر الواحد، ويتغير السعر تبعاً لظروف الطرق وسلامتها.

إن تأثيرات ارتفاع أسعار المحروقات تعدى موضوع حراثة الأرض إلى عمليات نقل المحصول وتسويقه ورش المبيدات، وإذا قمنا بجمع النفقات التي يدفعها المزارع في هذه الحالة وقارناها بأسعار المحاصيل سوف نجد أنه خاسر، بينما يكون التجار والوسطاء والسماسرة أكثر ربحاً وفائدة منه.

التحول إلى الري بالرذاذ لتوفير المياه

يضاف إلى ارتفاع أسعار المحروقات قلة الأسمدة الزراعية وفقدان الأدوية الزراعية الوطنية المعروفة من الأسواق، ودخول أصناف مهربة مجهولة الفعالية والمصدر، إن الكثيرين من المزارعين وجدوا حلاً لمشكلة السماد بالاعتماد على السماد العضوي؛ لكن سعره ارتفع كثيراً هو الآخر عندما ازداد عليه الطلب».

وحول الحلول التي اعتمدها المزارعون للاستمرار في تنفيذ خططهم الزراعية قال: «للتغلب على هذه الصعوبات وتذليل العقبات أمام تنفيذ خططهم الزراعية السنوية لجأ الفلاحون إلى تبني الحلول التقليدية التي كانت معروفة وشائعة في المنطقة قبل دخول الآلات الزراعية إليها؛ حيث وجدوا أنها بدائل ناجحة لتخطي نتائج الأزمة على مبدأ الحاجة أم الاختراع.

الآلات الزراعية

بالنسبة لفلاحة الأرض فقد اعتمدنا على الفلاحة بالحيوانات وبذلك تحررنا من مشكلة ارتفاع أسعار المحروقات وتقلبات أسعارها، كما وجدنا في الأسمدة العضوية من مخلفات الدواجن والماشية وسيلة مثلى في تخصيب الأراضي، كذلك الأغصان المقطوعة من الأشجار؛ حيث نتركها ضمن الأراضي حتى تجف وتختلط بالتربة.

مكافحة الديدان تقليدياً ويدوياً هي إحدى الوسائل التي اعتمدنا عليها في غياب المبيدات الحشرية وارتفاع أسعارها، إن امتناعنا عن صيد طائر حفار الخشب الذي يساهم في هذه المكافحة أعطى نتائج باهرة في هذا المجال.

وللتخفيف من نتائج تدخل السماسرة في عمليات البيع والشراء تحول الكثيرون من المزارعين إلى باعة متجولين؛ حيث أصبحوا يجوبون القرى لبيع محاصيلهم من الخضار والفاكهة وبأسعار جيدة».

"محمد خليل" مزارع قال: «من المشكلات اليومية التي بات المزارعون يعانون منها؛ دخول الدولار إلى الأسواق، إن فرق القيمة بينه وبين الليرة السورية أثر سلباً في عمل المزارعين؛ فمثلاً يقوم الفلاح بشراء الأسمدة والأدوية الزراعية والمحروقات بسعر الدولار لأن معظمها تأتي مهربة عبر الحدود، بينما يبيع محصوله للأسواق المحلية بالليرة السورية؛ وبالتالي يخسر مئات الآلاف سنوياً.

يضاف إلى المشكلات السابقة انقطاع كامل للتيار الكهربائي؛ وبالتالي توقف المضخات الدافعة لمياه "سد ميدانكي" نحو الأراضي الزراعية في "عفرين".

للتغلب على هذه المشكلة ظهرت في المنطقة مهنة جديدة ساهمت إلى حد كبير في تنفيذ الخطط الزراعية؛ وهي قيام بعض الأشخاص بشراء مولدات متجولة وتأجيرها للمزارعين، أو مساهمة عدد من المزارعين بشراء مولدة مشتركة والعمل في إخراج المياه من الآبار الارتوازية لسقاية المزروعات؛ مع التركيز على طريقة الري بالتنقيط أو الرذاذ لمنع هدر المياه، ومع مرور الوقت تطور الأمر ليتحول إلى شراكات؛ حيث لجأ الفلاحون إلى التعاون فيما بينهم في هذا المجال فبادرت كل مجموعة لشراء جرار زراعي والتعاون في عمليات جني المحصول بهدف تحقيق المنفعة المشتركة».