تشهد الأسواق الحلبية هذه الأيام ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية وبوجه خاص مع قدوم شهر رمضان المبارك؛ وهذا دفع الكثيرين من أهالي الريف الحلبي إلى البحث عن حلول بديلة تعينهم على تجاوز هذه الأوضاع الصعبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 18 حزيران 2015، المزارع "نوري يوسف" الذي تحدث بالقول: «أصبح ارتفاع الأسعار سمة الأسواق منذ أكثر من أربع سنوات بسبب ما تعيشه البلاد من أوضاع، ومنذ مجيء شهر رمضان المبارك تشهد أسواق الخضراوات والفواكه خصوصاً المزيد من الارتفاع؛ وهو ما حمّل المواطنين ذوي الدخل المحدود عبئاً إضافياً.

لقد قمت بزراعة "حاكورة" منزلي بمختلف أنواع الخضار، وهي تؤمن لي ولأسرتي وللجيران كميات مناسبة من "البندورة والباذنجان والفاصولياء والبقدونس والنعناع والبامياء واللوبياء" وغيرها، وهي خضار طبيعية وصحية لأنني أمتنع عن رشها بالمبيدات واستخدام الأسمدة الكيماوية، وغير ذلك

في المدن يعاني الناس كثيراً من هذا الواقع، أما في الريف فإن السكان وجدوا حلولاً بديلة لزيارة الأسواق من خلال اللجوء إلى زراعة "حواكير" بيوتهم بمختلف أصناف وأنواع الخضار، والاعتماد على المواد المحفوظة كمؤونة منزلية، وقد خفف ذلك عنهم الكثير من الأعباء المالية؛ فاستقبلوا شهر رمضان بفرح ممارسين طقوسهم الاجتماعية والدينية كالعادة».

العمة بنفشة إبراهيم تعد عصير الحصرم

وأضاف: «لزراعة الحواكير في الريف أهمية كبيرة إذ توفر على الريفيين أموالاً كبيرة خلال فصل الصيف بوجه عام وفي شهر رمضان المبارك، كما تؤمن لهم خضراوات طبيعية 100% لأنها محاصيل عضوية منتجة باستعمال السماد الطبيعي، وبالتالي تكون صحية أكثر من الخضار والفاكهة التي تباع عادة في الأسواق والمنتجة ضمن البيوت البلاستيكية التي تعرضت خلال نموها لعمليات رش الأدوية والمواد الكيماوية».

وتحدث حول تجربته في هذا المجال: «لقد قمت بزراعة "حاكورة" منزلي بمختلف أنواع الخضار، وهي تؤمن لي ولأسرتي وللجيران كميات مناسبة من "البندورة والباذنجان والفاصولياء والبقدونس والنعناع والبامياء واللوبياء" وغيرها، وهي خضار طبيعية وصحية لأنني أمتنع عن رشها بالمبيدات واستخدام الأسمدة الكيماوية، وغير ذلك».

إنتاج الحاكورة

وختم: «إن إنتاج الحاكورة ساعدني في استقبال شهر رمضان المبارك من دون أن أشعر بارتفاع الأسعار ووطأتها عليّ وعلى أفراد أسرتي؛ لذلك أنصح جميع سكان الريف اللجوء إلى زراعة حواكيرهم لأنها تجربة ناجحة وشكل من أشكال الاكتفاء الذاتي الأسري تحررهم من الاعتماد على تقلبات الأسواق وتأثيراتها المادية بدخول الأسر وخاصة الأسر الفقيرة».

وقالت العمة "بنفشة إبراهيم": «بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية يلجأ سكان الريف إلى الطريقة التقليدية في حفظ المواد الغذائية وتموينها لاستعمالها خلال شهر رمضان المبارك من دون حاجتهم إلى الأسواق، وللاستفادة القصوى من موضوع انخفاض أسعار المواد تلجأ النسوة إلى شرائها خلال موسمها حيث تتوافر بكثرة وتكون أسعارها منخفضة وحفظها.

الطريقة التقليدية لتبريد الماء

لقد تعودت النسوة الريفيات مع الزمن حفظ مختلف المواد الغذائية بعدد من الطرائق أهمها: التخليل والتجفيف وصناعة المربيات والدبس وإعداد الفريكة وعصير الحصرم والزيتون، وغيرها.

وخلال شهر رمضان المبارك تبدأ النساء فتح القطرميزات الزجاجية لاستعمال محتوياتها في إعداد مختلف أنواع الأكلات الطبيعية والصحية، والتحرر من موضوع ارتفاع الأسعار في الأسواق».

وأضافت "بنفشة": «الفليفلة الخضراء والزيتون والخيار و"القتة" والفاصولياء يتم تخليلها باستعمال الماء المالح، الفليفلة الحمراء والبامياء والبندورة يتم حفظها بالتجفيف بأشعة الشمس، كما تقوم النسوة بإعداد مربيات التين والمشمش والكرز، وغيرها.

أما بالنسبة للحلويات والمشروبات فإن الناس يعتمدون على محاصيلهم في إعدادها، مثل: التين اليابس و"الزبيب"؛ وهذه المواد الغذائية تتناولها الأسر خلال السهرة أو السحور لأنها تمنحهم الطاقة اللازمة خلال مدة الصيام كما تقلل عطشهم خلال النهار الحار».

وختمت: «وفي غياب الثلاجات هذا العام بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، لجأ الناس إلى حل تقليدي في تبريد المياه لشربها عند الإفطار، وتتضمن هذه الطريقة خياطة أكياس قماشية من مادة الخيش ولفها حول عبوات بلاستيكية أو فخارية مملوءة بالمياه بعد تبليلها بالماء وتعريضها للهواء خلال الليل فتبقى المياه باردة طوال النهار وخلال مدة الإفطار والسحور يشرب الصائمون ماءً بارداً ينعش قلوبهم».