كان انقطاع التيار الكهربائي عن منطقة "عفرين" وما حولها سبباً للبحث عن حلول بديلة والتفكير بطرائق ووسائل تعيد الحياة إلى الأسلاك الجامدة، ومنها حالياً ما يسمى بنظام توزيع "الأمبيرات".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 آذار 2015، السيد "حنان سيدو" صاحب أحد مشاريع "الأمبيرات"، فقال: «لا شك أن الكهرباء هي عصب الحياة العصرية للناس سواء في المدن أو الريف؛ فجميع أدواتنا المنزلية والشخصية تعمل بهذه الطاقة التي تسربت إلى شرايين مدننا وقرانا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، لذا لا يمكن لأحد تصور أن الإنسان يستطيع العيش من دون كهرباء في القرن الواحد والعشرين.

في الريف تقل ساعات التشغيل عن المدينة لعدم وجود الفعاليات التجارية والخدمية من مستشفيات ودوائر عامة وغير ذلك، وتبعاً لذلك يختلف سعر الأمبير بين المدينة والريف، وكذلك يتأثر سعره بارتفاع وانخفاض أسعار المحروقات، وبوجه عام يتراوح وسطياً بين 500-750 ليرة سورية أسبوعياً

ولكن بسبب الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد حدثت انقطاعات متكررة للكهرباء في مختلف المناطق، أما في منطقة "عفرين" فقد حدث انقطاع كامل وتام منذ سنتين وأكثر».

حنان سيدو

وتابع: «هذا الانقطاع أثر سلباً في حياة الناس اليومية؛ فتوقفت الحركة الاقتصادية فيها وأصابها شلل تام أدى إلى حدوث بطالة بين السكان وارتفاع كبير في أسعار المواد وفي مقدمتها الخبز والمحروقات؛ وهو ما دفع الكثيرين منهم إلى التفكير بالهجرة بحثاً عن العمل.

أمام هذا الواقع كان التوجه العام هو البحث عن طرائق بديلة لتوليد الطاقة الكهربائية، في البداية بدأ الناس شراء مولدات منزلية خاصة والاعتماد على مدخرات السيارات والجرارات الزراعية في توليد الطاقة ولو بكميات ضئيلة تشمل الإنارة فقط، ولاحقاً تم التفكير بإقامة مشاريع توليد الكهرباء بنظام جماعي وهو ما سمي نظام "الأمبيرات"».

وحيد عبد الرحمن

وأضاف: «يتضمن هذا النظام قيام المستثمرين بشراء مولدات كهربائية باستطاعات مختلفة تكفي قرية صغيرة أو حارة ضمن المدينة مثلاً، ويقومون بتوزيع التيار الكهربائي على المشتركين في مشاريع اجتماعية –اقتصادية مشتركة؛ وذلك بحسب حاجة كل مشترك فهناك من المشتركين من مد لمنزله 1 أمبير، وآخر 2 آمبير، وهكذا بحسب الحاجة، حيث يتم في المشروع تركيب قاطع محدد لعدد "الأمبيرات" التي يحتاج إليها المشترك بجانب منزله أو محله التجاري أو عيادته، وذلك مقابل دفع مبلغ مالي محدد أسبوعياً».

وحول عدد ساعات التشغيل اليومية يقول: «في الريف تقل ساعات التشغيل عن المدينة لعدم وجود الفعاليات التجارية والخدمية من مستشفيات ودوائر عامة وغير ذلك، وتبعاً لذلك يختلف سعر الأمبير بين المدينة والريف، وكذلك يتأثر سعره بارتفاع وانخفاض أسعار المحروقات، وبوجه عام يتراوح وسطياً بين 500-750 ليرة سورية أسبوعياً».

وختم: مشروع "الأمبيرات" ضمن الظروف الحالية هو من المشاريع الاجتماعية –الاقتصادية المهمة في المنطقة لكونه يحقق للمشتركين فوائد جمة في حياتهم اليومية، ويساهم في تحقيق التعاون الاجتماعي والمحبة، كما يمثل للمستثمر -وهو في الأغلب من أبناء المنطقة- فرصة عمل جيدة يحقق من خلالها دخلاً جيداً يؤمن له ولأسرته حياة كريمة».

ومن المواطنين تحدث إلينا "وحيد عبد الرحمن" بالقول: «نظام "الأمبيرات" هو أحد المشاريع الاجتماعية المبتكرة في المنطقة، الذي يهدف إلى تأمين عصب الحياة للناس بعد انقطاع التيار الكهربائي منذ سنتين، وقد أعاد هذا النظام ترتيب -ولو جزئياً- الحياة اليومية للسكان، فمن دون كهرباء كما هو معروف تتوقف الحياة توقفاً شبه كامل لأن اعتماد الناس على الكهرباء واستخدامه بلغ مستويات عالية جداً خلال السنوات الأخيرة».

وأضاف: «أهم من كل ذلك، أن وجود الكهرباء مهم وحيوي في القطاع الخدمي كالمستشفيات والمستوصفات وعيادات الأطباء؛ فبعد أن أصبح نظام "الأمبيرات" شائع الاستخدام في المنطقة تحسنت كثيراً أوضاع السكان الصحية؛ حيث توافرت أجهزة التصوير الشعاعية، وحاضنات الأطفال، وغرف العمليات، وغيرها من الأمور.

وأهم من ذلك فإن هذا النظام يحقق التقارب والتعاون بين الناس لكونه يشبه جمعية اجتماعية يتشارك فيها جميع أهالي القرى والحارات وتحقق لهم المحبة وتوطد بينهم أواصر الأخوة».