لجأ الكثيرون من مزارعي الزيتون في ريف منطقة "عفرين" في الفترة الأخيرة إلى طرائق بديلة في زراعة أراضيهم؛ بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة وفقدانها من السوق في الكثير من الأوقات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 آذار 2015، العم "إبراهيم حمو" رئيس جمعية "جوم" الزراعية، فقال: «إن أغلبية المزارعين في المنطقة باتوا يعتمدون على الوسائل الزراعية التقليدية وخاصة خلال السنتين الأخيرتين متحدين بذلك نتائج الأزمة التي تمر بها البلاد من ارتفاع أسعار المواد، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ ملحوظ في الدورة الزراعية وهو ما أثر سلباً في كميات الإنتاج، وبعبارة أدق في الوضع المعاشي للمزارعين وأسرهم.

الطريقتان مفيدتان للأشجار حيث لا تؤديان إلى قطع جذور الشجر كما تفعل الجرارات لأن عملية الحراثة تكون سطحية، وقد لاحظنا النتائج الإيجابية لذلك على نمو أغصان الشجر وحالة الموسم

لم يجد المزارعون وخاصة المسنون -وأنا منهم- صعوبة في التأقلم مع هذه الوسائل التقليدية للزراعة لأننا أساساً كنا نعتمد على هذه الطرائق لعشرات السنين وذلك قبل التطور الذي شهده القطاع الزراعي في البلاد عموماً».

إبراهيم حمو

وأضاف: «بالنسبة لحراثة الأرض فإن ارتفاع أسعار المحروقات جعلنا غير قادرين على دفع تكاليف الحراثة بواسطة الجرارات فبقيت أراضينا وخاصة في الموسمين الماضيين من دون حراثة فنبتت فيها الأعشاب الضارة؛ وهو ما أثر سلباً في المردود العام وفي أوضاعنا المعاشية، لذلك فكرنا بالعودة إلى الطرائق التقليدية في الحراثة مثل الفلاحة بواسطة الحمير، أو قيام المزارع بالفلاحة بواسطة "الرفش"».

وحول فوائد الطريقتين قال: «الطريقتان مفيدتان للأشجار حيث لا تؤديان إلى قطع جذور الشجر كما تفعل الجرارات لأن عملية الحراثة تكون سطحية، وقد لاحظنا النتائج الإيجابية لذلك على نمو أغصان الشجر وحالة الموسم».

سليمان حسن

وتابع: «بالنسبة للأسمدة فهي شبه مفقودة من الأسواق في المنطقة وإن وجدت فهي مرتفعة الثمن وليس بمقدورنا شراؤها؛ حيث وصل سعر الكيس إلى أكثر من 7500 ليرة سورية؛ ولهذا لجأنا أيضاً إلى الطرائق التقليدية في تسميد التربة بالاعتماد على السماد العضوي.

السماد العضوي المركب من مخلفات الماشية والطيور هو البديل التقليدي للأسمدة الكيماوية، وبما أن لكل مزارع في الريف قطيع ماشية فإن السماد العضوي متوافر لدينا وهو أكثر فائدة من السماد الكيماوي؛ لأن مفعوله يدوم أكثر من خمس سنوات وقد يصل إلى عشر سنوات، كما أن الأشجار تنتج ثماراً عضوية خالية من المواد الكيماوية التي تضر بصحة البشر، والجدير بالذكر أن المنتجات العضوية هي الأكثر طلباً في الأسواق وأسعارها عالية دائماً.

ومن طرائق التسميد التقليدي أيضاً الإبقاء على مخلفات "الكساحة" وقطع أغصان الزيتون تحت الشجر حتى شهر نيسان، لتجف تحت الشمس فيكون طحنها بواسطة الأرجل سهلاً، وبعد حراثة الأرض تصبح تحت التراب فتكون سماداً عضوياً مفيداً».

وقال العم "سليمان حسن": «إن رش المحاصيل الزراعية في المنطقة وخاصة الزيتون أمر ضروري لتحسين المحصول والمردود السنوي للأشجار، ولكن خلال السنتين الماضيتين تضررت محاصيلنا كثيراً بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار المبيدات الحشرية، ونتيجة لذلك كان لا بد لنا من البحث عن بدائل تقليدية لمكافحة الحشرات؛ بالاعتماد على طريقة كانت سائدة في المنطقة منذ مئات السنين وهي غير مكلفة مادياً، ولا تنتج عنها آثار كيماوية وسلبية على الأشجار ومحاصيلها».

وأضاف: «تتضمن الطريقة إزالة مكان الإصابة عن جذوع وسوق الأشجار بواسطة سكين حادة حتى يظهر الثقب الذي حفرته الديدان، ثم قطع غصن صغير وطري وإزالة أوراقه ليبقى العود الذي نقوم بوضعه عبر الثقب، ودفعه عبر الممر المحفور حتى يصل إلى المكان الذي تستوطنه الديدان في الخشب فيتم قتله».

وختم: «باللجوء إلى هذه الطرائق التقليدية استطاع المزارعون تحدي نتائج الأزمة والحصول على محصول وفير وصحي وعضوي مطلوب في الأسواق؛ وهو ما أدى إلى الحصول على دخول جيدة تؤمن لنا عيشاً كريماً».