لا يعد "محمد يوسف" استخدامه لبطاريات "الموبايل" التالفة في عملية الإنارة الصحية اختراعاً يضاف إلى قائمة الاختراعات السورية؛ إنما مجرد تجربة بسيطة وناجحة يتحدى من خلالها ما خلفه انقطاع الكهرباء المتواصل على حياة الناس.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 شباط 2015، المواطن "محمد يوسف" ليحدثنا عن ابتكاره وأهميته، فقال: «كما تعلم هناك مقولة شائعة عند الناس مفادها أن الحاجة هي أم الاختراع، وهذه المقولة صحيحة 100% فقبل الأزمة حيث كانت الأمور الحياتية جيدة لم يكن الأشخاص العاديون يفكرون بابتكار أدوات أو أجهزة تساعدهم في تحسين مستوى حياتهم في مختلف المجالات، لأنهم لم يكونوا أصلاً بحاجة إليها، ولكن خلال الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد تأثرت حياة السكان بنتائجها تأثراً ملحوظاً، كانقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة؛ ففي "عفرين" مثلاً الكهرباء مقطوعة منذ حوالي 3 سنوات».

بعد أن سمعت من جاري "محمد" حول ابتكاره قمت بتنفيذ التجربة في منزلي؛ فكانت ناجحة ومفيدة جداً بدليل أن ابنتي التي عمرها 5 أشهر كانت تسعل طوال الليل بسبب دخان لمبة الكاز؛ أما الآن فقد أصبح الوضع أفضل فلا سعال ولا بكاء وباتت تنام حتى الصباح دون أن تنزعج وتزعجنا معها

وأضاف: «للتغلب على النتائج السلبية التي خلفها انقطاع الكهرباء في المنطقة لجأ السكان إلى نظام المولدات بهدف إنارة القرى والمدن، ولكن هذا النظام أيضاً بقي قاصراً في تحقيق تأمين راحة السكان لكون المولدات تغذي البيوت بالكهرباء مدة 6-7 ساعات يومياً، ومعظم الأحيان تنطفئ عند الثانية عشرة ليلاً.

محمد يوسف يقوم بتجربته

كما استخدم السكان بوجه عام لمبات الكاز أو الشموع داخل بيوتهم خلال النوم، وقد لاحظت ذات يوم خروج بقع سوداء لزجة من أنف ابني الصغير الذي لم يتجاوز السادسة من العمر، ثم عرفت أنها من مخلفات لمبة الكاز والشموع التي أشعلها في غرفة النوم، ولذلك قررت التخلي عنهما ولكن ما هو البديل؟

لقد وجدت ضالتي في بطارية "الموبايل" التالفة؛ فبعد أن أجريت مجموعة تجارب عليها وجدت أنها قادرة -رغم تلفها الجزئي بالتأكيد- على إنارة ما يسمى مصباح الليزر أكثر من 12 ساعة متواصلة، بعد هذه التجارب قمت باستخدامها في منزلي فكانت تجربة ناجحة وفعالة بدليل أن معظم جيراني لجؤوا إلى تلك الطريقة».

إبراهيم عمر

وحول أهمية هذه التجربة قال: «لقد أسميت ابتكاري المتواضع هذا بالإنارة الصحية التي حققت عدة فوائد اقتصادية وصحية، اقتصادياً لم نعد بحاجة إلى شراء مادة الكاز وبأسعار عالية تتجاوز 500 ليرة سورية لليتر الواحد؛ علماً أن لمبة الكاز الواحدة تحتاج إلى ليتر كل ثلاثة أيام، فما بالك إن كان في البيت الواحد عدة لمبات، وكذلك من الشموع التي يحتاج المنزل إلى 5-6 منها كل ليلة للغرفة الواحدة وسعرها حوالي 50 ليرة سورية يومياً كحد أدنى.

أما صحياً فقد ساهم الابتكار في تخليص الناس من الآثار السيئة لمخلفات احتراق الكاز أو الشمع في الصحة البشرية وخاصة بالنسبة للأطفال، وتزداد أهمية هذا الابتكار إذا علمنا أن الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى النوم تحت النور الأبيض عدة أيام لحمايتهم من مرض "أبو الصفار الولادي"؛ فالإضاءة الناتجة عن مصابيح الليزر بيضاء ناصعة».

وختاماً، قال: «فكرة تجهيز مصباح الليزر باستخدام بطاريات الموبايل التالفة بسيطة وبإمكان أي شخص القيام بها لاستخدامها في منزله، فإذا تلفت بطارية الموبايل وأصبحت غير قادرة على تشغيل الجهاز بشكل طبيعي ونظامي؛ يتم وصل سلكين رفيعين بقطبيها وكذلك بقطبي مصباح الليزر؛ فيحصل بذلك على إنارة قوية وصحية مدة لا تقل عن عشر ساعات؛ علماً أنه كلما كان عدد مصابيح الليزر المستخدمة قليلاً كانت مدة الإنارة أطول ومستوى الإنارة أقوى، في اليوم التالي ما عليه إلا أن يقوم بوضع البطارية في أي موبايل ليتم شحنها بكهرباء المولدات أو أي نظام كهربائي آخر».

"إبراهيم عمر" قال: «بعد أن سمعت من جاري "محمد" حول ابتكاره قمت بتنفيذ التجربة في منزلي؛ فكانت ناجحة ومفيدة جداً بدليل أن ابنتي التي عمرها 5 أشهر كانت تسعل طوال الليل بسبب دخان لمبة الكاز؛ أما الآن فقد أصبح الوضع أفضل فلا سعال ولا بكاء وباتت تنام حتى الصباح دون أن تنزعج وتزعجنا معها».