يرتبط الذهب في الأعراف والتقاليد الحلبية بالعديد من المناسبات الاجتماعية، ويتميز سكان "حلب" المدينة وريفها بالأسماء التي يطلقونها على المصاغ الذهبي والحلي النسائية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 كانون الأول 2014، السيدة "بياظ إبراهيم" من حي "الشيخ مقصود –غربي" فحدثتنا حول أنواع المصاغ الذهبي في مدينة "حلب" ومناسباتها الاجتماعية الخاصة قائلة: «في مدينة "حلب" وخاصة الأحياء القديمة منها مناسبات عديدة يكون للذهب حضور رئيس فيها، ومن التقاليد الحلبية المعروفة أن لكل مناسبة من هذه المناسبات قطعتها الذهبية الخاصة بها من حيث الشكل والاسم والتقديم كهدية، ومن أهم هذه المناسبات الخطبة والزواج والولادة والختان وغيرها، كما أن كثرة المصاغ الذهبي بمختلف أنواعه وأحجامه هو دليل الوجاهة عندما تتزين به المرأة».

في مدينة "حلب" وخاصة الأحياء القديمة منها مناسبات عديدة يكون للذهب حضور رئيس فيها، ومن التقاليد الحلبية المعروفة أن لكل مناسبة من هذه المناسبات قطعتها الذهبية الخاصة بها من حيث الشكل والاسم والتقديم كهدية، ومن أهم هذه المناسبات الخطبة والزواج والولادة والختان وغيرها، كما أن كثرة المصاغ الذهبي بمختلف أنواعه وأحجامه هو دليل الوجاهة عندما تتزين به المرأة

وحول أنواع المصاغ الذهبي ومناسبات تقديمه تضيف العمة "بياظ": «لأهل "حلب" تسمياتهم الخاصة التي يطلقونها على القطع الذهبية على الرغم من أن الكثير من تلك القطع قد اندثر لتحل محلها قطع عصرية، إلا إن تلك الأسماء ما زالت عالقة في الذاكرة الشعبية، ومن أقدم أنواع القطع الذهبية في "حلب" ما كان يسمى "بروش"؛ وهو عبارة عن مصاغ ذهبي على شكل شبكة كانت المرأة تضعها في عنقها لتتدلى على صدرها فتمنحها شكلاً جميلاً ومميزاً، وكانت النسوة يتزين بـ"البروش" في مناسبات الأفراح المختلفة، كما كانت إحدى القطع الذهبية التي تُشترى للمخطوبة.

عين الشمس في عنق عروس عفرينية

"الجهادية" وهي قطعة ذهبية مستديرة الشكل كانت تُقدم كهدية للطفل المولود حديثاً؛ وذلك بتعليقها على كتفه اليمنى، و"الجلنك" ويشبه في شكله عرف الديك كانت النسوة تضعه على رأسهن كزينة».

وتابعت: «من القطع الذهبية المعروفة في "حلب" أيضاً "المخمّسة" وكانت مؤلفة من خمس ليرات ذهبية عثمانية يتم سكبها من قبل الصاغة وتحويلها إلى قطعة واحدة، وكانت الحلبيات يطلقن عليه اسماً شعبياً "ريّح بالك"، كانت النساء تتزين بـ"المخمسة" بوضعها في أعناقهن في مناسبات الأعراس.

العمة خديجة يوسف

وهناك "الزردة" وهي عبارة عن سلسلة ذهبية مكونة من مجموعة من الحلقات الدائرية؛ كانت العروس الحلبية وكذلك باقي النسوة يضعنها في معاصمهن للزينة.

"الضفدعة" هي من الحلي الذهبية النسائية الشهيرة بحلب؛ وهي عبارة عن طوق ذهبي تضعه المرأة والعروس في عنقها، وقد سميت هذه القطعة بالضفدعة بسبب وجود قطعة صغيرة على هيئة ضفدعة في وسطها.

"المانطاطيف" هو سلسلة ذهبية تضعها المرأة في عنقها لتتدلى على صدرها كزينة، ومن مميزات هذه القطعة وجود قطعة من الحجر الكريم في وسطها.

"إجاصة ما شاء الله" وهي قطعة ذهبية معروفة تكون على شكل إجاصة، ولها نوعان: "الإجاصة الكبيرة" وتستخدمها المرأة كزينة في رقبتها وتكون الإجاصة الذهبية هنا موجودة ضمن سلسلة. و"الإجاصة الصغيرة" وتُقدم كهدية للطفل المولود حديثاً، وتكون الإجاصة هنا من دون سلسلة وتُعلق بثياب الطفل مباشرة بواسطة دبوس.

ومن "موديلات" الذهب الشهيرة ما يسمى "المرايا" وهي أساور ذهبية تُلبس في المعصم ويتم دق القطعة الذهبية من الجهتين يدوياً من قبل الصائغ حتى تصبح كالمرايا لامعة».

وختمت: «بمناسبة ختم التلميذ الدارس عند "الخوجة" أو في الكتاتيب لكتاب القرآن الكريم في "حلب" كان جده أو والده أو أحد أعمامه يلصق على جبينه ورقاً ذهبياً رقيقاً كعلامة مميزة له بهذه المناسبة السعيدة لدى أهله، وكان الحلبيون يطلقون على هذا الورق الذهبي اسم "العلامة"، ولصق "العلامة" بجبين الطفل من التقاليد الاجتماعية القديمة في "حلب" وتعود إلى العهد العثماني حينما كان نظام تعليم الكتاتيب سائداً ووحيداً».

وفي "عفرين" التقينا الجدة "خديجة يوسف" التي قالت: «يرتبط الذهب في منطقة "عفرين" بمناسبات اجتماعية مختلفة وزينة وادخار من قبل النساء.

في ليلة تحديد المهر يتفق المجتمعون من أهل العروس والعريس على مبلغ محدد خاص لشراء الحلي الذهبية للعروس؛ وهذه عادة شائعة وقديمة ومعروفة، وللمصاغ الذهبي أنواع متعددة بحسب الاستعمال، والتقليدي منه: "المجيدي"، و"الرشادي"، و"النصف مجيدي"، و"البرغود"، و"المتليك" وهي جميعاً قطع نقدية عثمانية كان الصاغة يسكبونها في محالهم ويضعونها ضمن سلاسل فتشتريها النسوة كزينة.

وهناك "عين الشمس" وهي قطعة دائرية جميلة ضمن سلسلة ذهبية ثخينة تضعها العروس العفرينية في عنقها بمناسبة خطبتها أو عرسها وكانت ترمز للوجاهة.

و"الغازي" هي قطعة ذهبية دائرية الشكل، ولكنها رقيقة كان استعمالها شائعاً في مناطق ريف "حلب" عموماً ومنها منطقة "عفرين" كزينة حينما تضعها المرأة في عنقها ضمن سلسلة.

"الشبيّة" وهذه القطعة الذهبية خاصة بالمرأة الكردية في ريف "حلب" كزينة بتعليقها بثيابها، وتتميز بوجود قطعة زرقاء في وسطها لإبعاد الأذى والشرور ودرء العين الحاسدة.

وأخيراً، "المحمودية" وهي قطعة ذهبية مستوحاة من نقد عثماني منسوبة للسلطان "محمود"، كانت المرأة تضعها في معصمها، وهي أيضاً دليل الوجاهة والرفاهية».