تكثر المعتقدات الشعبية في ريف "حلب" وخاصة في منطقة "عفرين"؛ ويعد "الأوجاق" من الأماكن التي تحظى بالاحترام، وله ما يميزه عن باقي أقسام البيت، وهو بحسب المعتقدات الشعبية يشير إلى الأماكن المباركة في البيت الريفي.

في "ريف حلب" وحول "الأوجاق" تحدثت العمة "بياظ حمو" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 تشرين الثاني 2014، بالقول: «"الأوجاق" كلمة شائعة ومعروفة في معتقداتنا الشعبية في المنطقة ومتعلقة بجميع الأماكن والزوايا في المنزل الريفي، التي تحظى باحترام كبير من قبل السكان وتتميز عن باقي أقسام البيت بأنها مباركة، لذا يقوم أفراد الأسرة بالاعتناء بها وحمايتها من الأوساخ والإهمال، وهنا يمكن أن نقارن بين هذه الأماكن وبين المزارات المقدسة التي تتميز بأنها تضم "أوجاق" أحد شيوخ الكرامات».

ولأن هذه الأماكن مباركة كما قلت فإن الناس في المنطقة يقسمون بـ"الأوجاق"، وعندما يغضبون على شخص لارتكابه عملاً مشيناً يقولون له: "ينحرق أوجاقك"، أي يبقى بيتك من دون هذه الأماكن المباركة، وهذه من الأدعية المعروفة والشائعة

وتضيف: «ولأن هذه الأماكن مباركة كما قلت فإن الناس في المنطقة يقسمون بـ"الأوجاق"، وعندما يغضبون على شخص لارتكابه عملاً مشيناً يقولون له: "ينحرق أوجاقك"، أي يبقى بيتك من دون هذه الأماكن المباركة، وهذه من الأدعية المعروفة والشائعة».

الآستير

أما العم "مصطفى إبراهيم" فيقول: «أهم الأماكن المباركة في البيوت الريفية التي تسمى "الأوجاق" هي: "الآستير" و"مكان الطبخ المنزلي"، أو "موقد النيران"، وكذلك "كيس الذخيرة" الذي يضم مؤونة البيت السنوية ويسمى "النعمة" وهي مباركة لدى عامة الناس.

"الآستير" في البيت الريفي هو المكان المرتفع من الأرض أو المصطبة التي توضع عليها الفرشات والمخدات المنزلية، ويسميها السكان "الأوجاق"، وهو مكان مبارك عندهم لذلك يحرصون على نظافته وباستمرار، ولـ"الآستير" حضور اجتماعي مهم في حياة السكان الإيزيديين خاصة؛ لارتباطه بأحد أهم أعيادهم ومناسباتهم وهو فتح "تاج حلة"».

البوخارة

وتابع حديثه: «يُفتح "تاج حلة" بمناسبة "عيد القربان" الإيزيدي ويوافق الاحتفال به أول أيام "عيد الأضحى المبارك" لدى المسلمين، ويتألف "تاج حلة" من سبع قطع من اللباس الطقوسي المصنوع من النسيج الصوفي الخشن ذي اللون البني الغامق، وفي اليوم المحدد يستقبل خازن هذا اللباس الطقوسي شيخه وباقي الإيزيديين للتبرك باللباس مع تقديم قربان بالمناسبة، فلا يجوز فتح "تاج حلة" من دون قربان، ثم يقوم الخازن بعد أن يكتمل الحضور بفتح الصرّة التي تضم اللباس ونشره على "الآستير" ليأتي الحضور رجالاً ونساءً لتقبيله، لهذا السبب يعد سكان المنطقة وخاصة الإيزيديون "الآستير" أحد الأماكن لمباركة ولذا يعتنون به عناية خاصة بتنظيفه وترتيبه وعدم شتمه، والمكان الثاني المبارك في البيت الريفي هو "موقد النيران" الذي يسمى شعبياً "بوخارة" ومكانه داخل البيت أو "مكان الطبخ المنزلي" في أحد زوايا فناء المنزل.

ويُحرم على أحد البصق على النار أو في الرماد التي خلفتها في الموقد، وكذلك يعلّمون الأطفال بعدم التبول على النار والرماد سواء في "البوخارة" أو "موقد الطبخ" منذ الصغر، فذلك من المكروهات في المعتقدات الشعبية لدى أبناء المنطقة، ومن الأماكن ذات الحضور المهم في حياة الناس ما يسمى "حجرة الزاوية"، وهي الحجرة الأولى التي يضعها البنّاء عندما يبدأ بناء البيت؛ لذا يقوم أهل البيت بوضع قطع نقدية تحته لجلب الحظ والرفاه والغنى مستقبلاً».

العم مصطفى إبراهيم