انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر، صديقي العزيز "إبراهيم الخاطر" من أهالي قرية "تلقراح" التي تقع في شمال "حلب" طريق المسلمية على بعد (5)كم من الشارع العام أتى لنا بالخبر السار... انطلقوا معنا لنشهد سوية العرس الشعبي...

eSyria توجهت على الفور إلى قلب القرية لتتابع الحدث، ولترصد كل العادات والتقاليد الشعبية المتبعة في تلك القرية الجميلة..

العريس "عماد ديبو" كان يعمل في مجال التطريز بمدينة "دمشق" عمله هناك ناجح، سافر من القرية بدعاء الأم والأب ورزق في عمله، هو يبلغ من العمر/25/ عاما ليس كبيرا والعروس حصرا من القرية التي ولد وترعرع فيها

نحن في الحافلة على الطريق العام للقرية وبجانبي الأخ "إبراهيم" وابن عم العريس "محمد ديبو" الذي سوف يشرح لنا كل صغيرة وكبيرة عن ذلك العرس الشعبي في قريتهم.

العريس"عماد" مع والده وأخوته

**دخول السيارة إلى مدخل القرية ...

يقول "إبراهيم": «تأمل هذا الطريق من يمينه إلى شماله الذي يمتلئ بالأشجار الكبيرة من الصنوبر، وأيضا شاهد معي روعة الفيلات الحديثة التي يسكنها بعض أهالي قريتي وأهالي مدينة "حلب"، شاهد هذا الراعي الذي يرعى الغنم والماعز في السهول الواسعة بعد خروجه من الصباح الباكر "ترى لبن غنما توا طيبين"».

رقصة وجهاء القرية

**سماع صوت الطبل والزمر من أول مفرق القرية..

يتابع الأخ"محمد ديبو" وهو مبتسم ويصفق بكلتا يديه من بداية سماعه للعرس: «العرس يبدأ من بعد الظهر -هذه هي عادتنا- الأكل والمناسف في منزل والد العريس من (رز ولحمة ولبن غنم) ويمكن راحت عليك الأكلة والمناسف يا صديقي، دخلنا أول القرية والناس على رقصة (الدبكة والدبيكة)، الصغير والكبير يرقص ويسبح في الهواء».

ساحة العرس

ابن عم العريس يبدأ الحديث عن العريس، وما هي قصة غربته عن القرية...

كان يجلس بجانبي "محمد ديبو" ويبدأ الحديث: «العريس "عماد ديبو" كان يعمل في مجال التطريز بمدينة "دمشق" عمله هناك ناجح، سافر من القرية بدعاء الأم والأب ورزق في عمله، هو يبلغ من العمر/25/ عاما ليس كبيرا والعروس حصرا من القرية التي ولد وترعرع فيها».

**رقصة كبار الضيعة ووجهاؤها ما فيها مزح...

هدأنا قليلا وتغير صوت المطرب من الغناء السريع إلى الموال الشعبي الأصيل، مع أول دقة طبل لطبالة العرس تخطو خطوة ذلك الشخص الكبير ثم ترجع للوراء (دم تك دم تك) تدل على العظمة والكبرياء،دهشنا بعض الشئ ونظراتنا لتفارق تتبع خطوات الكبار وهم يرقصون.

**العريس يأتي ليسلم على الحضور....

دخول العريس على الناس (غيّر شكل) الجميع يريد تقبيله (بيطلعلو).... الأخوة العم الخال أبناء العم، وحُجبت عنا الرؤية فالجميع يتدفقون عليه، قّّبل العريس يدي والده ليأخذ الرضاء منه؛ يا لها من لحظة الأب ينحني ليقبل جبين الولد ويدعو له، جلس عريسنا في مكانه وبدأ المطرب يغني له .

وأخيراً يتركنا "محمد" و"ابراهيم" في وسط العرس لكي يذهبوا لعند العريس ووالده وبعض المحبين والأقارب لكي يلبس العريس طقم العرس، ويعود إلى العرس ويصافح جميع الحاضرين من الأقارب والضيوف صغاراً وكباراً، ثم يتوسط العريس حلقة الدبكة، ويُحمل على أكتاف محبيه وأخوته وأبناء عمه.