للمكتبات العامة في الريف دور بارز وفاعل في العمليتين التعليمية والتربوية من خلال رفد المواطنين بالتوعية وفي جميع المجالات الحياتية وبالتالي العمل على تطويرهم وذلك بمختلف أعمارهم وشرائحهم الاجتماعية.

بتاريخ 11/3/2009 قام موقع eAleppo بزيارة إلى مدينة "تل رفعت" التابعة لمنطقة "إعزاز" وفي المكتبة العامة الموجودة في مركزها الثقافي التقينا بعدد من الموطنين وسألناهم عن دور المكتبة في حياتهم والخدمات التي تقدمها لهم في المدينة وريفها.

لا يمكن للمكتبات الإلكترونية رغم ميزاتها العديدة من منافسة المكتبات المطبوعة التي تتميز بدفئها الخاص ومتعة قراءتها، فالكتاب هو خير جليس للإنسان وخير صديق

"حسن محمد" قال:

«أقوم بشكل دوري باستعارة الكتب من المكتبة حيث أقرؤها للحصول على العلم والمعرفة، وتعتبر هذه المكتبة من الثروات العلمية الكبيرة في المدينة حيث تحتوي على كل ما يريده المرء للقراءة والاستفادة».

البحث عن العناوين المناسبة

"وليد محمود" قال:

مصطفى نجار مدير المركز الثقافي في تل رفعت

«أنا أستعير ما يلزمني من المراجع التي أحتاجها في دراستي وخاصة الكتب الأدبية دون الحاجة إلى القيام بشرائها من المكتبات الخاصة حيث أسعار الكتب فيها مرتفعة، المكتبة هي مكتبتنا جميعاً إذ تقدّم لنا الفائدة والمعرفة».

بعد ذلك أجرينا لقاءً مع الأستاذ "مصطفى نجار" مدير المركز الثقافي في مدينة "تل رفعت" تناول الدور الذي تضطلع به مكتبة المركز في عملية التوعية الريفية، وفي البداية طلبنا منه أن يعطينا فكرة عامة عن المكتبة فقال:

«في العام /1993/ تم تأسيس المركز الثقافي العربي في مدينة "تل رفعت" فقبل ذلك العام كان المركز يسمى بالمحطة الثقافية وكانت لها مكتبة تحتوي على /2500/ كتاب وهي من مطبوعات وإصدارات وزارة الثقافة في القطر، وعندما تأسّس المركز الثقافي بادرنا إلى تأسيس مكتبة عامة ضخمة ونموذجية لخدمة عملية التوعية والتربية في المدينة والقرى التي تتبعها وهي المكتبة العامة الوحيدة في "تل رفعت" وريفها وتحتوي حالياً على /9700/ عنوان وهي مصنّفة ومفهرسة وفق التصنيف العالمي /ديوي/».

وأضاف: «للمساهمة في تطوير الموطنين ثقافياً نقوم في المركز بإعارة الكتب المختلفة لهم ليقرؤوها في بيوتهم، إضافةً الى أنّ المكتبة بأكملها منزّلة على شبكة الانترنيت وذلك على موقع المركز الثقافي بالمدينة على الرابط التالي: www.talrefat.org ويتم تحديثه شهرياً لإضافة العناوين الجديدة، حيث يمكن لأيّ قارئ بمجرد معرفة رقم الكتاب أن يحصل عليه ويقرأه وهو في منزله أو مدرسته أو جامعته ليستفيد من خدمات مكتبتنا لما تقدمها من علم ومعرفة في المجالات الأدبية والسياسية والقانونية والفنية والتراثية وغيرها».

وحول إقبال المواطنين على استعارة الكتب وأعمارهم قال: «نسبة الإعارة في مكتبتنا جيدة جداً قياساً بالسنوات السابقة وأغلب القرّاء هم من الفئات العمرية الشابة والأطفال وخاصّةً طلاب المدارس والجامعات حيث نوفر لهم المراجع التي يحتاجونها في إنجاز دراساتهم، وبالنسبة للأطفال فالمكتبة تحتوي على /3000/ كتاب خاص بالطفل من كتب وقصص ومجلات ونسبة الإعارة للطفل جيدة، والجدير بالذكر أنّنا نقوم في المركز برفد المكتبة دورياً بالكتب الجديدة ونراعي في ذلك العناوين التي يتم طلبها من المواطنين ولا تتوفر لدينا».

وتابع الأستاذ "مصطفى" حديثه قائلاً: «للمكتبة العامة في المركز دور كبير في عملية التوعية ويزداد الإقبال عليها لسببين هما الحركة التعليمية والثقافية المتميزة التي تشهدها المدينة وريفها وكذلك ارتفاع أسعار الكتب في المكتبات الخاصة بحيث يجد المواطن صعوبة في شراء الكتب وبشكل دوري لذلك تكون المكتبة الملاذ الوحيد لهم من خلال استعارة ما يريدونه من كتب ودون مقابل».

وأخيراً قال الأستاذ "مصطفى نجار": «لا يمكن للمكتبات الإلكترونية رغم ميزاتها العديدة من منافسة المكتبات المطبوعة التي تتميز بدفئها الخاص ومتعة قراءتها، فالكتاب هو خير جليس للإنسان وخير صديق».