ماجمعهم هو حب العمل التطوعي ومساعدة الناس على التعلم ومساعدة اليتيم وتقديم العون للمحتاجين. هم في الحقيقة أسرة واحدة متكاملة تعمل ليل نهار من أجل خدمة مجتمعهم والمساعدة على النهوض به, وتضم الجمعية في كادرها أكثر من (200) عضو أحبوا أن يوصلوا رسالة أو صورة في مضمونها أنَّ الأمية آفة كبرى ويجب القضاء عليها مثلها مثل البطالة أو أي مشكلة تعترض المجتمع .

eAleppo زارت أروقة جمعية التعليم ومكافحة الأمية بـ"حلب" في مقرها بحي الجميلة القديم يوم الثلاثاء 14/8/2008م ، وأرادت تسليط الضوء على مايدور خلف كواليسها فالتقت "الأستاذ سلمان العباس" وهوعضو في الجمعية الذي عرَّفنا على الجمعية وأهدافها ونشاطاتها فقال: «هي جمعية خيرية مستقلة تهتم بالتعليم ومحو الأمية والتوعية بين مختلف فئات الشعب وتأسست عام /1947/ وأشهرت عام/1960 / وحققت الكثير في مجال التعليم ومكافحة الأمية في تلك المرحلة، وخرجت العديد من الدفعات ودعمت العمال وأصحاب الحرف للارتقاء بتحصيلهم العلمي عن طريق الدورات المسائية. ومن جديد تعود الجمعية إلى النشاط في العمل التعليمي ومحو أمية بروح شبابية معاصرة وباندفاع يستند إلى تخطيط علمي ووضوح منهجي لتأخذ موقعاً متقدماً في مشروع التطوير الوطني لبلدنا الحبيب..

وطبعاً للجمعية أهداف تطمح للوصول إليها ونعمل من أجلها مثل مكافحة الأمية وتأهيل العمال وأرباب المهن وصغارالموظفين لنيل مختلف الشهادات الرسمية عن طريق التعليم المسائي ومساعدة النابغين منهم لإتمام دراستهم على حساب الجمعية سواء عن طريق القرض أو التبرع بالإضافة إلى تنظيم محاضرات اجتماعية علمية ثقافية وأدبية كما عملنا مؤخراً على تأمين غرف مطالعة مجانية بهدف الارتقاء بالمناطق السكانية وبأفراد الشعب فكرياً ثقافياً اجتماعياً».

الأستاذ سلمان عباس في إحدى المحاضرات

ومن أهم نشاطاتها يضيف الأستاذ "سلمان": «للجمعية نشاطات مختلفة ومتنوعة منها مشروع تأهيل منطقة الصاخور وذلك منذ عام /2006/ ونعمل عليه الآن حيث قامت الجمعية ضمن خطة مدروسة بالتعاون مع مجلس مدينة "حلب" وذلك من خلال التركيز على التعليم والتوعية كنواة لتحقيق التطوير والتأهيل المنشود، وقد قدمت الجمعية عبر مكاتبها التعليمية دورات في محو الأمية وفنون الحاسوب واللغات الأجنبية بالإضافة إلى التنمية والبشرية على أيادي خبراء ومتخصصين ووفق مناهج حديثة ومدروسة بالإضافة |إلى افتتاح نوادي صيفية للأطفال، كما أنه لدينا مشروع رعاية اليتيم وهو ممتد منذ عام/2005 /إلى الآن والذي يضم فريق رعاية اليتيم الذي يعمل على تقديم الدعم النفسي والتعليمي المناسب بالإضافة إلى الدعم الفني الهادف ضمن المجمع الخيري الإسلامي، كما كان لدينا مشروع الدعم النفسي للبنانيين في /تموز 2006/حيث تم تشكيل لجنة شبابية للدعم النفسي أثناء حرب تموز/ 2006 /في لبنان, وقد عملت هذه اللجنة على الدعم النفسي للأشقاء اللبنانيين النازحين من خلال برنامج ترفيهي للأطفال والجلسات الحوارية مع الآباء والأمهات، كما أن للجمعية نشاطات دائمة خلال مواسم معتادة كالمشاريع الخيرية (الداعمة) في شهر رمضان من كل عام حيث تقوم الجمعية بعدة مشاريع لترسم البسمة على وجوه المحتاجين لتكتمل بهجتهم في هذا الشهر ويعم الفرح على أفراد المجتمع بأكمله من خلال مشاريع مختلفة كـ"مشروع كيس رمضان" ، مشروع "إفطار صائم" ومشروع "أكياس العيد"».

أما بالنسبة للمشاريع التي تعمل عليها الجمعية هو (مشروع التنمية السكانية لمنطقتي الصاخور وتجميل الفرقان )،وعن هذا المشروع التقينا السيد" أنس شعبوق" رئيس فريق الموارد البشرية الذي أطلعنا على ماهيته فقال: «مشروعنا هو أحد أنشطة الجمعية، وقد نجح في أن يكون واحداً من /8 / مشروعات في سورية التي حصلت على منحة من مشروع تحديث الإدارة البلدية " MAM " بتمويل من الإتحاد الأوروبي الذي يعتمد على مبدأ التنمية بالمشاركة لتأهيل سكان منطقتين عمرانيتين متفاوتتين في مستوى التخديم والوعي والقوة المالية "الصاخور، وتجميل الفرقان" ويعمل على رفع سوية وعيهم ثقافيًا واجتماعيًا وبيئيًا ومهنيًا، والربط بين هذين الحيين لتحقيق صور من التكامل والتكافل الاجتماعي الذي يوفر عنصر التنمية المستدامة. والذي يستند إلى رؤية تؤمن بمفهوم التنمية بالمشاركة، ويسعى إلى الربط بين الأطراف الثلاثة لعملية التنمية "سكان، منظمات غير حكومية، حكومة"، وخلق جو الحوار والتعاون والتكامل بينها.

لنادي الصيفي

والمشروع يشتغل على عنصر الوعي بهدف تعديل المفهومات السلبية، وإرساء الشعور بالانتماء والمواطنة، والوصول إلى المزيد من المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات الاجتماعية، وبما يضمن تعزيز خدمات الإدارة المحلية ويوفر لها شرط الاستدامة.

ولتحقيق الأهداف المنشودة تم اعتماد استراتيجيات عمل متعددة كان أهمها "التشاركية مع الجهات الرسمية " من خلال بالتنسيق مع مجلس المدينة لدعم البنية التحتية وتأمين الخدمات البلدية اللازمة والتسهيلات الإدارية المطلوبة،ومن ثم التعاون مع مديرية الثقافة بحلب، ولاحقاً مع الاتحاد الوطني لطلبة سوريا و الاتحاد الرياضي العام، و"التشاركية مع الجمعيات الأهلية " وأيدينا ستكون ممدودة للتشارك مع كافة الجمعيات الأهلية التي تتوافق في أهدافها مع اللجان المعتمدة في هذا المشروع ، و من أهمها "جمعية من أجل حلب" و"جمعية العاديات" ،و"جمعية العلوم الاقتصادية" وسواها ، كما عملنا على دراسة التنمية المستدامة إدارياً و مالياً، ليكون مؤهلاً للاستمرار بعد انتهاء المدة الزمنية في نهاية عام /2008/، وحاولنا تأهيل وتدريب كافة العاملين في المشروع لأن متدرب اليوم سيكون مدرباً في المستقبل القريب».

لدعم النفسي للبنانيين2

وعن التأثيرات المضاعفة أو المتعددة للمشروع أضاف السيدز"زاهر" قائلاً: «لا يتوقف تأثير هذا المشروع على المناطق المستهدفة فقط ، بل يمتد نصف قطر تأثيره إلى المناطق المجاورة، مما يخلق نواة لتطوير تلك المناطق ذاتيًا. ومن جهة أخرى فإن هذا المشروع يعتبر مرحلة ضرورية لتحقيق مشروع التنمية المحلية وبآثار بعيدة المدى وعميقة التغيير، لأنه يوفر الخبرة والثقة والنموذج ، ويدعم فريق العمل بالموارد البشرية، ولذلك فإن الرؤية الأساسية في هذا المشروع الرائد هو تأهيل سكان هذه المناطق وبالتالي تستمر هذه المناطق بتطوير نفسها ذاتياً بوجود إشراف دوري عن بعد وذلك بعد الانتهاء من تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع ضمن الخطة الزمنية المحددة، ومن ثم يتم التحول إلى مناطق أخرى وصولاً إلى تنمية محلية شاملة.

وبهذا فإن هذا المشروع يعتبر متكاملا مع خطط العمل التي يعدها شركاء المشروع "مجلس المدينة، مديرية الثقافة " لتنمية المجتمع المحلي، مع التأكيد على أهمية المشروع و الحث على تكرار التجربة وتوسيع نطاقها لتشمل أحياء مدينة حلب كلها وتؤثر بشكل ملحوظ في البنية السكانية ومشروع التنمية الوطنية العام».