المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم، أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم، وكلمة مخدر ترجمة لكلمة Narcotic المشتقة من الإغريقية (Narcosis) التي تعني يخدر أو يجعل مخدراً، ولذلك لا تعتبر المنشطات ولا عقاقير الهلوسة مخدرة وفق التعريف، بينما يمكن اعتبار الخمر من المخدرات.

وعن هذا الموضوع الهام أقامت نقابة "الطباعة والثقافة والإعلام" في حلب ندوة بعنوان (المخدرات وأضرارها على المجتمع) شارك فيها كل من المحامي "ياسر السكران"- عضو مجلس محافظة حلب، والنقيب "ياسين محمد الياسين"، وأدار الحوار السيد "محمد القاضي"‏ أمين سر الاتحاد المهني لنقابات الطباعة والثقافة، وذلك في يوم الاثنين الموافق 14/7/2008، في المركز الثقافي العربي في العزيزية.

بمرور الزمن تعرف الإنسان في عصرنا الحالي على النتائج الخطيرة التي تنجم عن استخدام تلك المخدرات والعقاقير، بعد أن أصبح الإدمان أحد مظاهر الحياة المعاصرة في بعض المجتمعات، وتبين أن استخدام العديد من هذه المواد يؤدي إلى ما يسمى بالاعتماد البدني والاعتماد النفسي، ويشير الاعتماد البدني إلى حالة من اعتماد فزيولوجي للجسم على الاستمرار في تعاطي المواد التي اعتاد المرء على تعاطيها، وإن التوقف عن التعاطي يؤدي إلى حدوث أعراض بدنية مرضية خطيرة، يمكن أن تنتهي في ظروف معينة إلى الوفاة، الأمر الذي يجعل المرء يعود مقهوراً إلى استخدام تلك المواد لإيقاف ظهور هذه الأعراض البدنية الخطيرة، وأما فيما يتعلق بالاعتماد النفسي، فإن ذلك يشير إلى نشوء رغبة قهرية نفسية شديدة من أجل الحصول على المادة التي أدمن عليها المرء لتعاطيها

وبحث المحاضرون في بداية الندوة تعريف المخدر كما ورد في اللغة، وهو بضم الميم وفتح الخاء وتشديد الدال المكسورة من الخدر (بكسر الخاء و سكون الدال) وهو الستر، يقال: المرأة خدَّرها أهلها بمعنى: ستروها وصانوها عن الامتهان، ومن هنا أطلق اسم المخدر على كل ما يستر العقل ويغيّبه، أما التعريف القانوني للمخدرات فهو مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك، و تشمل الأفيون ومشتقاته والحشيش وعقاقير الهلوسة والكوكائين والمنشطات، و لكن لا تصنف الخمر والمهدئات والمنومات ضمن المخدرات على الرغم من أضرارها وقابليتها لإحداث الإدمان.

كما تم الحديث بإسهاب عن الأضرار التي تسببها المخدرات على الفرد وهي:

*المخدرات تؤدي إلى نتائج سيئة للفرد، سواء بالنسبة لعمله أو إرادته، أو وضعه الاجتماعي، وثقة الناس به، كما أن تعاطيها يجعل من الشخص المتعاطي إنساناً كسولاً ذا تفكير سطحي، يهمل أداء واجباته، ولا يبالي بمسؤولياته وينفعل بسرعة ولأسباب تافهة، كما أن المخدرات تدفع الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته، ويفتقر إلى الحماس والإرادة لتحقيق واجباته، مما يدفع المسؤولين عنه بالعمل أو غيرهم إلى طرده من عمله، أو تغريمه غرامات مادية تتسبب في اختلال دخله.

السيد "محمد القاضي"

*عندما يلح متعاطي المخدرات على تعاطي مخدر ما، ويسمى بـ داء (التعاطي) أو بالنسبة للمدمن يسمى بـ(داء الإدمان) ولا يتوفر للمتعاطي دخل ليحصل به على الجرعة الاعتيادية، فإنه يلجأ إلى الاستدانة، وربما إلى أعمال منحرفة، وغير مشروعة، مثل قبول الرشوة، والاختلاس والسرقة والبغاء وغيرها، وهو بهذه الحالة، قد يبيع نفسه وأسرته ومجتمعه وطناً وشعباً، لأن المخدرات تصبح عنده هي عمله وأمله وحياته ومسؤوليته، وهي كل شيء في حياته، فيهون عنده كل شيء من أمانة أو حرام أو حتى شرف وعرض.

*يحدث تعاطي المخدرات للمتعاطي أو المدمن مؤثرات شديدة وحساسيات زائدة، مما يؤدي إلى إساءة علاقاته بكل من يعرفهم، فهي تؤدي إلى سوء العلاقة الزوجية والأسرية، مما يدفع إلى تزايد احتمالات وقوع الطلاق، وانحراف الأطفال، وتزيد أعداد الأحداث المشردين، وتسوء العلاقة بين المدمن وبين جيرانه، التي قد تدفع به أو بجاره إلى دفع الثمن باهظاً.

*الفرد المتعاطي يفقد توازنه ويختل تفكيره، ولا يمكنه من إقامة علاقات طيبة مع الآخرين، ولا حتى مع نفسه، مما يتسبب في سيطرة الفوضى على حياته، وعدم التكيف وسوء التوافق الاجتماعي على سلوكياته، وكل مجريات حياته، الأمر الذي يؤدي به في النهاية إلى الخلاص من واقعه المؤلم بالانتحار، فهناك علاقة وطيدة بين تعاطي المخدرات والانتحار حيث إن معظم حالات الوفاة التي سجلت، كان السبب فيها هو تعاطي جرعات زائدة من المخدر.

*المخدرات تؤدي إلى نبذ الأخلاق، وفعل كل منكر، وكثير من حوادث الزنا والخيانة الزوجية تقع تحت تأثير هذه المخدرات، وبذلك نرى ما للمخدرات من آثار وخيمة على الفرد والمجتمع.

eAleppo حضرت الندوة والتقت السيد "محمد القاضي" فقال: «بمرور الزمن تعرف الإنسان في عصرنا الحالي على النتائج الخطيرة التي تنجم عن استخدام تلك المخدرات والعقاقير، بعد أن أصبح الإدمان أحد مظاهر الحياة المعاصرة في بعض المجتمعات، وتبين أن استخدام العديد من هذه المواد يؤدي إلى ما يسمى بالاعتماد البدني والاعتماد النفسي، ويشير الاعتماد البدني إلى حالة من اعتماد فزيولوجي للجسم على الاستمرار في تعاطي المواد التي اعتاد المرء على تعاطيها، وإن التوقف عن التعاطي يؤدي إلى حدوث أعراض بدنية مرضية خطيرة، يمكن أن تنتهي في ظروف معينة إلى الوفاة، الأمر الذي يجعل المرء يعود مقهوراً إلى استخدام تلك المواد لإيقاف ظهور هذه الأعراض البدنية الخطيرة، وأما فيما يتعلق بالاعتماد النفسي، فإن ذلك يشير إلى نشوء رغبة قهرية نفسية شديدة من أجل الحصول على المادة التي أدمن عليها المرء لتعاطيها».