أربعة عقود في تدريس مادة الكيمياء، ساهم خلالها د."عبد العزيز رمضان" بتخريج مئات الطلبة الجامعين، بعد أن نجح بتحقيق هدفه الدراسي الذي كان يسعى إليه، وتخصص على مستوى عالٍ بدراسة معادلات وتفاعلات الكيمياء بشقيها العضوي والتحليلي للاستفادة من تجاربها وانعكاساتها وترجمتها على أرض الواقع في المخابر والمعامل ودراسة حالات الوقاية من التلوث السام والضار.

مدوّنة وطن "eSyria" زارت مخبر الكيمياء التحليلية بجامعة "حلب" والتقت الدكتور "رمضان" الذي بدأ حديثه من عام 1966 حين حصل على الشهادة الثانوية الفرع العلمي بمدينته "السلمية" التابعة لمحافظة "حماة" والتحاقه بكلية العلوم قسم الكيمياء في جامعة "دمشق"، وهو الاختصاص الذي أحبه ورغب بمتابعة التحصيل العلمي العالي فيه ليتخرج منه بعد أربعة أعوام بترتيب الأول على دفعته، ويتابع مشواره العملي بدراسة الدبلوم بالاختصاص ذاته، وتمّ قبوله بعدها -وبتفوق- في مسابقة الإيفاد التي أعلنت عنها جامعة "حلب" لدراسة الدكتوراه في "روسيا" باختصاص تحليل إلكتروكيمائي.

قمت بنشر 275 بحثاً كيميائياً في مجلات علمية محكمة ومجلة بحوث جامعة "حلب" وعدت إلى "روسيا" عام 1980 لاتباع دورة رفع المستوى لمدة ثلاثة أشهر. وبالتعاون مع فريق من دكاترة الكلية أمثال "حسنا المنديل" و"سعد أنطكلي" و"صفوان عاشور" وغيرهم، قمنا بدراسة عدة أبحاث هامة نشرنا نتائجها، كانت تتعلق بالبيئة وزراعة الخضراوات في مجرى نهر "قويق" والمواد السامة فيه، وخصوصاً مادة "الزرنيخ" وكذلك قمنا بدراسة مادة "البيلون" الحلبي، وطورنا أبحاثاً ومواد كروماتوغرافية بدلاً من شرائها واستيرادها بأثمان غالية، ودرسنا عامل تلوث الهواء في المعامل المختلفة وتأثيرها في صحة الإنسان وإمكانية التخلص من هذا التلوث، وكذلك درسنا تأثير الرصاص في معامل البطاريات على صحة العاملين، وفي العام الحالي يكون قد مضى على وجودي بالكلية 46 عاماً في التدريس الكيميائي، نلت خلالها جائزة "الباسل" ثلاث مرات، وتكريماً من رئاسة الجامعة أكثر من مرة، وبحكم السن تقاعدت عام 2015 ويتم التمديد لي سنوياً

وفي عام 1974، عاد "رمضان" من روسيا بمرتبة دكتور، وتم تعيينه مدرساً في الجامعة لمادة الكيمياء التحليلية، وكما قال؛ لم يكن وقتها في الكلية مدرسون مختصون لهذه المادة، وكانت المناهج قديمة وتعتمد على المبادئ الأولية للكيمياء التحليلية، ويتابع القول: «بدأت البحث والتفكير في كيفية تطوير الدراسة الكيميائية، فوجدت ضالتي في مستودع مقفل ومهمل توجد فيه مواد كيميائية مركونة تسمى (بالقرض الألماني)، وعندما تفحصت المستودع ذُهلت مما شاهدته، فقد وجدت أجهزة تحليل إلكتروكيمائي وطبقي وكروماتوغرافي من أنواع مختلفة مع الملحقات ومجاهر ومواد وقوارير، فقمت وعلى مدار شهر بعملية فرزها وتنظيفها وترتيبها بمساعدة طلبة الكلية للاستفادة منها وتفعيلها لتطوير العملية التدريسية الكيميائية، وكان التجاوب والتعاون من الجميع فوق الوصف، ونجحنا في استثمارها وإدخالها للمخابر وتفعيلها، وساعدتني خبرتي ومعرفتي التدريسية في "روسيا" بالعمل عليها وكانت مشابهة للمخابر التي شاهدتها وتعلمت فيها، واعتبرت هذه الخطوة هي اللبنة الأولى لدعم مخابر الكلية ولتقوية علوم الطلاب خاصة أن عدد دكاترة كليتنا في تلك الأيام كان محدوداً، وكل واحد فينا يقوم بأكثر من مهمة علمية وإدارية في سبيل نجاح العملية التدريسية، وبالنسبة لي كنت أدخل الكلية لإعطاء المحاضرات في الساعة الثامنة وأخرج منها بوقت متأخر ليلاً وأعود للمنزل للتحضير لليوم الذي يليه».

دراسة نتائج إحدى التجارب

وتدرج الدكتور "رمضان" باستلام المهام النقابية من عضو شعبة إلى نقيب للمعلمين في الجامعة لمدة أكثر من عشر سنوات، حيث قام خلال فترة رئاسته بتقديم كافة الخدمات الطبية والعلمية واللوجستية للنقابيين، مع المحافظة على وجوده بالكلية كمدرس للمادة ومتابعة البحث العلمي، وفي سجله إشراف على 54 رسالة ماجستير و21 رسالة دكتوراه، حيث كانت أول رسالة دكتوراه في القطر تحكي عن مادة "الزرنيخ" من جامعة "حلب"، إضافة إلى التدريس بشكل متقطع بجامعات "الفرات" و"تشرين" و"البعث".

وأضاف: «قمت بنشر 275 بحثاً كيميائياً في مجلات علمية محكمة ومجلة بحوث جامعة "حلب" وعدت إلى "روسيا" عام 1980 لاتباع دورة رفع المستوى لمدة ثلاثة أشهر.

تلميذته وزميلته الدكتورة "حسنا المنديل"

وبالتعاون مع فريق من دكاترة الكلية أمثال "حسنا المنديل" و"سعد أنطكلي" و"صفوان عاشور" وغيرهم، قمنا بدراسة عدة أبحاث هامة نشرنا نتائجها، كانت تتعلق بالبيئة وزراعة الخضراوات في مجرى نهر "قويق" والمواد السامة فيه، وخصوصاً مادة "الزرنيخ" وكذلك قمنا بدراسة مادة "البيلون" الحلبي، وطورنا أبحاثاً ومواد كروماتوغرافية بدلاً من شرائها واستيرادها بأثمان غالية، ودرسنا عامل تلوث الهواء في المعامل المختلفة وتأثيرها في صحة الإنسان وإمكانية التخلص من هذا التلوث، وكذلك درسنا تأثير الرصاص في معامل البطاريات على صحة العاملين، وفي العام الحالي يكون قد مضى على وجودي بالكلية 46 عاماً في التدريس الكيميائي، نلت خلالها جائزة "الباسل" ثلاث مرات، وتكريماً من رئاسة الجامعة أكثر من مرة، وبحكم السن تقاعدت عام 2015 ويتم التمديد لي سنوياً».

زميلته الدكتورة "حسنا المنديل" وصفته بالمعلم والأب والأخ لجميع العاملين حوله من الطلبة والدكاترة والعاملين موضحة أنها تفتخر بأنه درّسها وهي في السنة الثالثة مادة الكيمياء التحليلية، حيث كان يشجع الطلبة على ضرورة المواظبة على البحث العلمي ويقدم لهم كل وسائل المساعدة في دروسهم ونجاح تجاربهم المخبرية لتخرج بنتائج صحيحة.

كذلك بعد تخرجها عملت معه في مخبر التحليل الآلي، وكان مشرفاً على رسالتي الماجستير والدكتوراه الخاصة بها، وهو بحق يعدُّ مرجعاً وقامة علمية كبرى على مستوى القطر

يجب تكريمه على مجهوده وما قدمه على مدار سنوات طويلة من الجهد والتعب في سبيل رفعة العلم والطلبة.

طالب الماجستير "أحمد سمان" اعتبر أنّ وجوده الحالي بجانب الدكتور "رمضان" في المخبر نفسه مكسب وقيمة علمية كبرى لها فوائدها المتعددة التي تساعده في إتمام دراسته عن بحث الكروماتوغرافيا وتحديد المواد باستخدام التحليل للطبقات الرقيقة، واصفاً علاقته بالدكتور بالأبوية الناصحة والحريصة على الانضباط في البحث العلمي وتقديم الإرشادات وتصحيح الأخطاء لتلافيها.

بقي أن نذكر أنّ الدكتور "عبد العزيز رمضان" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1946.

وتم إجراء اللقاء بتاريخ 26 تشرين الثاني 2020.