خبرته العملية التي اكتسبها من الحياة والعمل المتواصل، والدراية الواسعة بأحوال وحاجات السوق المحلية؛ مكنته من إطلاق المنتج الأشهر محلياً حتى اليوم.

هو ابن مدينة "حلب" ومن سكان حي "العزيزية" حيث ولد فيها عام 1923

من أروع الناس معاملة مع الآخرين يقدم خبرته كاملة من دون أن يبخل بها على أحد، وأنا تدربت على يده وأفكاره منذ عام 1983 عندما كنت طالباً في الثانوية، علمني فن الحوار فكان نعم المعلم

يتحدث حفيد "عفش" المهندس "محمد حسام كعدان" الصناعي المقيم في "الأردن" لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 23 أيلول 2015، فيقول: «تربى "عفش" ودرس في مدارس "حلب" ونال فيها الشهادة الإعدادية مطلع الأربعينيات من القرن الماضي، لكنه لم يذهب إلى أي جامعة.

محمد حسام كعدان

تسلم إدارة البنك العربي في "طرطوس" و"بانياس" (كان البنك ملكاً لآل "شومان" الفلسطينيين) وبقي مديراً له حتى تأميم المصارف السورية كلها منتصف الستينيات».

بعد ذلك تسلم إدارة المصرف التجاري السوري في "حلب" الفرع الأول نحو عقدين تقريباً، كان حينها يعمل في التجارة والاستيراد من البلدان المجاورة ومنها أكياس بطاطا "ديربي".

مع ديربي

انتقل الحاج "عفش" إلى التفكير بافتتاح معمل لإنتاج رقائق البطاطا في "سورية" بعد تقاعده عام 1980، فكانت فكرة بطاطا "الشيبس" التي فكر فيها هي الأولى من نوعها في البلد، فاحتل سجله الصناعي الرقم واحد في مجال عمله، وقد حصل على حق الامتياز من شركة "جنرال ميلز" البريطانية لصناعة "الشيبس"، وقد أطلق عليه اسم "ديربي" تيمناً بمدينة "ديربي" البريطانية التي توجد فيها الشركة».

بدأ المعمل الذي أقامه في مدينة "حلب" إنتاجه أواسط عام 1980، وشمل التوزيع مختلف أنحاء سورية،

حقق المنتج انتشاراً واسعاً بين مختلف الشرائح الاجتماعية في "سورية"، وأصبح مع الأيام علامة على منتج سوري مميز.

تذكر السيدة "فايزة الفواز" من جيران الحاج "بكري" انه كان مثالاً للرجل الطيب والودود في تعامله مع الجيران والاصدقاء وانه بقي يتعامل مع الاطفال كما لو كان جداً لهم جميعا في الحارة التي عاش فيها (العزيزية).

الحاج "عفش" تميز بعلاقاته الإنسانية مع عماله وأصحابه، فقد كان كما يذكر المهندس "محمد كعدان": «من أروع الناس معاملة مع الآخرين يقدم خبرته كاملة من دون أن يبخل بها على أحد، وأنا تدربت على يده وأفكاره منذ عام 1983 عندما كنت طالباً في الثانوية، علمني فن الحوار فكان نعم المعلم».

قصة نجاح الحاج "عادل بكري عفش" في توطين المنتج الأجنبي ليصبح محلياً وطنياً؛ تركت أثرها على جيل كامل من الصناعيين اللاحقين ممن تابعوا المسيرة وصمموا على البقاء في الوطن يعملون وينتجون مهما كانت الظروف المحيطة.