رغم أن أسلوبه كان أقرب إلى الفن اليوناني، إلا أنه أسس مدرسة فنية مهمة لعبت دوراً في التاريخ الفني بـ"حلب"، كما ألف العديد من الكتب التي حفظها بخطه الجميل.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 أيلول 2014، أستاذ الفلسفة والفنان "يوسف إبراهيم" الذي تحدث عن سيرة الفنان "يوسف المصور" وإنتاجه، ويقول: «اسمه "يوسف بن أنطونيوس بن سويدان" الذي يُعرف بالمصور أو الحلبي، وجاء في المصادر التاريخية أن أسرة بيت "سويدان" دمشقية الأصل، وقد استوطنت مدينة "حلب" منذ أوائل القرن السابع عشر الميلادي، وقد ولد في "حلب" في بداية القرن السادس عشر الميلادي وتتلمذ فيها على يد الأسقف "ملاتيوس"، وكان ضمن مجموعة من الشباب المثقفين الذين تجمعوا حول الأسقف وعملوا في مجالات التأليف والفنون والترجمة، وبين سنتي 1645-1653م نال درجة الكهنوت، وقد كان رومياً ملكياً من "حلب" وتلميذاً للمطران "ملاتيوس"، ثم كاهناً من كهنة أبرشية "حلب" للروم الملكيين، كان له ولدان: الأول هو "نعمة" الذي خلف والده في فن صنع الأيقونات، والثاني هو "زخريا". أما عن تاريخ وفاته فلا يُعرف ذلك على وجه الدقة ولكن يمكننا أن نحصر تاريخ وفاته بين سنتي 1660-1667م».

منها منمنمة في مخطوطة محفوظة في المتحف "الآسيوي" مؤرخة من العام 1660م، وأيقونتان محفوظتان في "بيروت" في مجموعة السيد "هنري فرعون"، ويعد أسلوب "المصور" الفني وسيطاً بين التقليد اليوناني والأسلوب المحلي؛ هذا الأسلوب الذي ظهر بوضوح في أسلوب ابنه "نعمة المصور"

ويتابع: «إن إنتاج "يوسف المصور" لم يكن مقتصراً على صنع الأيقونات، بل عمل خلال حياته في مجالات الترجمة والتأليف والخط وكذلك مصور أيقونات، ومن نتاجاته الأدبية كتاب "زبور داوود النبي"؛ وقد قام بنقله بخطه الجميل وأتمه في سنة 1641م، إضافة إلى كتاب "الدر المنظوم في أخبار ملوك الروم"؛ وله فيه رسوم رائعة، وقد نقله من اللغة الرومية إلى العربية في العام 1648م، وكتاب "خلاص الخطأة" وقد نقله من اليونانية إلى العربية بالتعاون مع أستاذه البطريرك "مكاريوس الثالث" وكتب أخرى. وفي مجال فن الأيقونات فله عدة لوحات من أهمها: "أيقونة القيامة" بقياس 81 -63سم؛ وهي من مجموعة السيد "هنري فرعون" في "بيروت" وقد قام بتصويرها وأوقفها على كنيسة "السيدة" في مدينة "حلب" في العام 1645م، وأيقونة "المدائح" بقياس 84-58سم وهي من المجموعة ذاتها لكنها غير مؤرخة، وأيقونة "رئيس الملائكة ميخائيل" بقياس 46-34سم وهي محفوظة في مطرانية الروم الكاثوليك في "حلب" ومؤرخة من العام 1653م، وأيقونة "الرسولين بطرس وبولس" بقياس 46-34سم، ومحفوظة في المطرانية ذاتها وغير موقعة وغير مؤرخة، ولكن عن طريق المقارنة والقياس بالأيقونات الأخرى لـ"يوسف المصور" استنتج الباحثون أنها عائدة له».

الفنان يوسف إبراهيم

أما الباحث الفني "طاهر البني" فيتحدث عن "يوسف المصور" ودوره الفني، ويقول: «تشير المصادر التاريخية إلى أن "يوسف المصور" هو أقدم مصور أيقونات حلبي، وقد ولد في "حلب" في النصف الثاني من القرن السادس عشر، وأمضى القسم الأكبر من حياته في مدينته "حلب" ومارس مهنة تصوير الأيقونات والنسخ وتصوير المنمنمات، وقد مات كاهناً بين عامي 1660-1667م، وهو أول ممثل لعائلة من رجال الدين الحلبيين الذين قدموا سلالة من رسامي الأيقونات تبتدئ هذه السلالة بالكاهن "يوسف المصور"، وابنه الأب "نعمة"، وحفيده الشماس "حنايا"، وأخيراً حفيد ابنه الشماس "جرجس"».

ومن أعمال "يوسف المصور" حسب ما استعرض الدكتور "عفيف بهنسي" في مقال له عن "الفن الأيقوني السوري"، ويقول: «منها منمنمة في مخطوطة محفوظة في المتحف "الآسيوي" مؤرخة من العام 1660م، وأيقونتان محفوظتان في "بيروت" في مجموعة السيد "هنري فرعون"، ويعد أسلوب "المصور" الفني وسيطاً بين التقليد اليوناني والأسلوب المحلي؛ هذا الأسلوب الذي ظهر بوضوح في أسلوب ابنه "نعمة المصور"».

أيقونة ميخائيل
الباحث الفني طاهر البني