برع في مجالات عديدة كالريادة في المسرح المدرسي مؤلفاً ومخرجاً، وفي الفن التشكيلي من خلال رسم لوحات من الطوابع البريدية، ألف العديد من الكتب، وقضى 40 سنة في التدريس...

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "عامر رشيد مبيض"، مؤرخ وباحث في التراث السوري، وذلك بتاريخ 17 تموز 2014، الذي تحدث عن الفنان "محمد بشير عباسي" ويقول: «يعد رائداً من رواد الثقافة الفنية الحديثة في "سورية"، في عام 1919 دخل مجال التدريس وعين مدرساً مساعداً ومديراً للكلية الإسلامية في "حلب" حتى تقاعده، وخلال تلك الفترة ألّف كتباً مدرسية واشترك في أعمال مسرحية وأنتج فنوناً تشكيلية جميلة، وكانت أولى إنتاجاته عام 1920 حيث أبدع في تمثيلية حملت عنوان "صلاح الدين الأيوبي"، وبعدها ألّف رواية بعنوان "النعمان بن المنذر"، وقام بإخراج 18 مسرحية ضمن المسرح المدرسي».

يعد رائداً من رواد الثقافة الفنية الحديثة في "سورية"، في عام 1919 دخل مجال التدريس وعين مدرساً مساعداً ومديراً للكلية الإسلامية في "حلب" حتى تقاعده، وخلال تلك الفترة ألّف كتباً مدرسية واشترك في أعمال مسرحية وأنتج فنوناً تشكيلية جميلة، وكانت أولى إنتاجاته عام 1920 حيث أبدع في تمثيلية حملت عنوان "صلاح الدين الأيوبي"، وبعدها ألّف رواية بعنوان "النعمان بن المنذر"، وقام بإخراج 18 مسرحية ضمن المسرح المدرسي

في العام 1935 شاهد "عباسي" في مدينة "دمشق" لوحة مصنوعة بالكامل من الطوابع البريدية فأعجبته الفكرة، ومنذ تقاعده عام 1958 تفرغ لهذا النوع من الفن التشكيلي، حيث عبر عن ذلك بلوحات فنية عن التراث العربي الإسلامي وعن حضارات أخرى، وقام بعرضها في مختلف المدن السورية وحول العالم وخاصة في "ألمانيا الغربية" و"الولايات المتحدة الأميركية"، وقد حازت لوحة من لوحاته جائزة تقديرية من معرض عالمي أقيم في "الكونغرس" الأميركي في العام 1991، وبلغ عدد لوحاته التشكيلية في هذا المجال أكثر من ثمانين لوحة فنية».

محمد بشير عباسي من بين رواد المسرح بحلب

أما الباحث والناقد الفني "محمود مكي" فيقول: «استطاع "عباسي" الوصول بالرسم إلى تقنية جديدة وغريبة لدرجة الإدهاش، فقد تضمنت تجربته الفنية قدرة فائقة على إتقان الصنعة بجوانبها الكلية، وهي الرسم بألوان الطوابع البريدية بشكل مميز ومتقن وبأسلوب المدرسة الواقعية التسجيلية، التي تنم عن قدرة فنية هائلة ومتنامية في الأداء التشكيلي وفي رصد دقائق الواقع المرئي من حيث التفصيل الدقيق في الشكل ومن حيث اللون وظلاله، إضافة إلى الموضوع الفكري الذي يتجلى مضمونه من خلال العمل الفني الكلي».

ويضيف: «لقد ظهرت موهبته الفنية في الرسم في بداية حياته؛ حيث مارسها بأقلام الفحم ثم بالألوان المائية وفيما بعد استعمل الألوان الزيتية، وبذلك تعلم الرسم من تجربته الشخصية، وفي العام 1943 عين مديراً في "المعهد العربي الإسلامي" في مدينة "حلب"، وعندها بدأت نشاطاته الفنية تأخذ حيزاً كبيراً من حياته التي توزعت بين تأليف بعض الكتب المدرسية وإخراج مسرحيات مدرسية متنوعة، ويعد بذلك من أوائل مؤسسي المسرح المدرسي في "سورية" وبعض طلابه اليوم هم أعلام في التلفزيون السوري».

من أعماله بالطوابع البريدية

ويتابع: «أقام عدة معارض تشكيلية في كل من "حلب" و"دمشق" و"حمص" و"اللاذقية" و"الثورة"، كما أقام معرضاً في قاعة البنك الدولي في "ألمانيا" وشارك بعدد من المعارض الجماعية في كل من "سورية" و"السعودية" و"أميركا"، ونال تقديرات خاصة على أعماله الفنية المميزة والفريدة على مستوى العالم وهي الرسم باستعمال ألوان الطوابع البريدية، وبدأ صناعة أول لوحاته بالرسم بألوان الطوابع البريدية في العام 1937؛ وهي صورة جميلة لمدخل "قلعة حلب"، أما آخر أعماله بالطوابع البريدية فكانت صورة للبطل "صلاح الدين الأيوبي" وهو يمتطي جواده لتحرير "القدس"، وفي الفترة بين اللوحتين أنتج أكثر من ثمانين لوحة بطريقة الرسم بالطوابع البريدية ركز فيها على الجهد والصبر والتأني في صناعة اللوحة، وكانت مواضيعه تدور حول المعالم العربية والمناظر الطبيعية وصور بعض الشخصيات العربية إضافة إلى المواضيع القومية، وتنم تجربته الفنية عن فنان يتحلى بالصبر والأناة مع مراعاة الدقة والمهارة حيث يصل إلى قمة الذوق الفني والقدرة على تحسس منابع الجمال التشكيلي من خلال الظلال اللونية التي يصنعها من ألوان الطوابع البريدية».

يذكر أن، الفنان "محمد بشير عباسي" ولد في "حلب" عام 1898، ودرس في كلية "صلاح الدين الأيوبي" بمدينة "القدس"، وتوفي في مدينته "حلب" عام 1997 بصمت ودون أي ضجة إعلامية بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع.

من أعماله بالطوابع البريدية